نقلت المليشيات المدعومة من إيران معدات عسكرية وقواعد إطلاق إلى مناطق قريبة من ريف دير الزور الغربي، بعد انتشارها في العديد من المواقع بالمنطقة وبناء مقرات وتزويدها بالطاقة الكهربائية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني نقلت خلال الساعات الأخيرة أسلحة وقواعد إطلاق صواريخ من منطقة الميادين في ريف دير الزور الشرقي إلى منطقة معدان عتيق وناحية البوحمد في ريف الرقة الغربي القريب من ناحية التبني في ريف دير الزور الغربي.
وذكرت المصادر أن عملية النقل جاءت بعد أيام من بناء المليشيات مقار لها في المنطقة عند الضفة الجنوبية من نهر الفرات، حيث عمدت إلى تزويد تلك المقرات بالكهرباء عن طريق الشبكات المستجرة من محطتي البوحمد ومعدان بعد الاستحواذ عليهما.
جاء ذلك، وفق المصادر، عقب إخلاء المليشيات جزءا كبيرا من عتادها في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، حيث أخلت المليشيات معسكرا لها في منطقة التليلة ونقلت قواعد إطلاق صواريخ وقرابة 250 عنصرا من المنطقة إلى ريف دير الزور تمهيدا لنقلهم نحو الرقة.
وبحسب المصادر، فإنه من الواضح أن المليشيات تقوم بتعزيز وجودها على طول خط نهر الفرات انطلاقا من البوكمال في ريف دير الزور مرورا بالرقة وصولا إلى ناحية الخفسة على بحيرة الأسد بريف حلب الشرقي، حيث يسيطر "حزب الله" اللبناني على تلك المنطقة.
ويذكر أن عموم المناطق التي انتشرت فيها المليشيات المدعومة من إيران سواء المحلية أو الأجنبية، هي مناطق تتعرض فيها قوات النظام وتلك المليشيات بين الحين والآخر لهجمات من مجهولين يعتقد أنهم خلايا لتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث كبدت تلك الهجمات النظام والمليشيات خسائر بشرية فادحة.
وقالت المصادر إن الحرس الثوري الإيراني يعمل على تجنيد شبان من أهالي المنطقة هناك في صفوف المليشيات، علمًا أنه كان قد دعم سابقا تشكيل مليشيا مسلحة محلية تحت مسمى "البوحمد"، وهي تتمركز إلى جانب قوات النظام في المنطقة، ويقودها المدعو تركي البوحمد ويدّعي أنه شيخ عشيرة البوشعان في المنطقة.
وتشرف مليشيا "حركة النجباء" العراقية و"حزب الله" اللبناني وضباط إيرانيون بشكل عام على معظم المليشيات في تلك المنطقة، وبحسب المصادر، فإنه من المرجح أن هذا الانتشار ونقل العتاد يأتيان كرسالة للجانب الأميركي الموجود على الضفة المقابلة متمثلا بقوات التحالف الدولي التي تدعم مليشيات "قسد" في الحرب على "داعش".
وشهد ريف دير الزور الشرقي أخيرا قصفا على مواقع المليشيات العراقية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، قابلها الأخير بقصف صاروخي واستهداف لمحيط قواعد التحالف الدولي في ريف دير الزور الشرقي، لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى أضرار بشرية في صفوف التحالف أو "قسد".