قال وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، يوم الأحد، إن دمشق ترى أن الأولوية لإصلاح العلاقات الثنائية العربية قبل العودة إلى الجامعة العربية، مشيرا إلى أن هناك "تفهماً لأغلب الدول العربية" بشأن عودة سورية إليها والعمل العربي المشترك.
وقال المقداد في حوار مع قناة "الجزائر" الرسمية، إن دمشق ليست في عجلة من أمرها بشأن العودة إلى الجامعة العربية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الأولوية لإصلاح العلاقات الثنائية.
وتابع قائلا: "إذا كان من الضروري التضحية بأن تبقى سورية لوقت قصير خارج الجامعة العربية، فلا مانع، إذا كان ذلك يريح العرب من بعض المشاكل، وسورية لن تكون مسؤولة عن التفرقة والخلافات بين العرب".
وأردف: "ما يهم هو إصلاح العلاقات والبعد الثنائي، حيث سيستفيد العمل العربي المشترك من ذلك"، مضيفا: "نتلمس الآن تفهم أغلب الدول العربية لضرورة العمل العربي المشترك".
وأوضح وزير الخارجية في النظام السوري، أن "الزيارات الأخيرة التي قام بها عدد من المسؤولين العرب إلى سورية والزيارات التي قام بها المسؤولون السوريون إلى عدد من الدول العربية، تصب في خانة إعادة العلاقات بين الدول العربية إلى طبيعتها، وطيّ الصفحة وبدء صفحة جديدة في العلاقات العربية - العربية".
واستقبل الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مساء الأحد المقداد وسلمه رسالة من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، فيما يتوجه المقداد صباح اليوم الإثنين إلى تونس.
وقال عقب لقائه تبون إن "الجزائر، بصفتها رئيسة القمة العربية، تحملت مسؤوليات كبيرة ودافعت عن حقوق هذا الشعب العربي في كل مكان، ووقفت قيادة وشعبا إلى جانب سورية في كل التحديات التي مررنا بها خلال الفترة الماضية، وكانت تريد أصلا ألا تكون الجمهورية العربية السورية إلا في قلب الحدث العربي، لجامعة العربية من أجل تحقيق إنجازات على صعيد الواقع العربي".
وأوضح فيصل المقداد أن تبون أكد أن "الجزائر لن تتخلى عن سورية مهما كانت الصعوبات، كما كانت سورية إلى جانب الجزائر في كل التحديات، وهذا هو ما نتطلع إليه في العلاقات القائمة بين البلدين".
وقادت الجزائر قبيل القمة العربية الماضية التي عقدت في الجزائر مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي جهوداً لدعوة سورية إلى القمة، لكنها اصطدمت بمواقف عربية رافضة لعودة دون شروط وتفاهمات مسبقة لحل الأزمة السورية.
وأخيراً تقود السعودية جهوداً عربية جديدة، تسعى إلى تحقيق اختراق في الملف، ووضع إطار يسمح بعودة سورية أو مشاركة محتملة لها في القمة العربية المقبلة المقررة في 19 مايو/ أيار المقبل في الرياض، وهو ما ناقشه اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة الجمعة، بحضور العراق والأردن ومصر.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد نقلت عن مسؤولين عرب، أن خمسة أعضاء على الأقل من الجامعة العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون إعادة النظام السوري إلى المجموعة، مضيفين أن مصر أيضاً التي أحيت العلاقات مع النظام في الأشهر الأخيرة تقاوم القرار.