المقاومة تباغت الاحتلال في حي الزيتون.. كمائن مركبة وتفجيرات

23 اغسطس 2024
من عملية سابقة لكتائب القسام في حي الزيتون في غزة، 2 نوفمبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت المنطقتان الجنوبية والشرقية من حي الزيتون في غزة اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث نفذت المقاومة كمائن مركبة ضد القوات المتوغلة.
- استخدم جيش الاحتلال القوة النارية المفرطة واستهدف المناطق القريبة من محور "نتساريم" بسلسلة من التفجيرات والغارات الجوية، مما أدى إلى إخلاء الجنود القتلى والجرحى.
- رغم ادعاءات الاحتلال بتطهير المنطقة من المقاومة، إلا أن العمليات المتكررة تؤكد استمرار وجود المقاومة وقدرتها على إيقاع الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين.

الاحتلال شنّ غارات عنيفة وأحزمة نارية في محيط عملية التوغل

المقاومة أوقعت جيش الاحتلال المتوغلة في عدد من الكمائن المركبة

حي الزيتون من أكثر أحياء غزة تعرضاً للاستهداف والتدمير

شهدت المنطقتان الجنوبية والشرقية من حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة، اليوم الجمعة، اشتباكات ضارية بين عناصر من المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تقوم بين الحين والآخر بتنفيذ عمليات توغل ونسف وتفتيش في المنطقة القريبة من محور "نتساريم"، الذي يفصل محافظتي غزة والشمال عن الوسط والجنوب. وبالتزامن مع التوغل "الاعتيادي" لجيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية سلسلة من الكمائن لاستهداف القوات المتوغلة، وأوقعتها في عدد من الكمائن المركبة. واشتدت المعارك لثلاث ساعات على الأقل، شهدت خلالها عمليات كر وفر بين المقاومة وجيش الاحتلال، الذي استخدم القوة النارية المفرطة في عمليات إخلاء الجنود القتلى والجرحى.

واستهدفت قوات الاحتلال المناطق القريبة من الحزام الأمني (نتساريم) بسلسلة من التفجيرات وعمليات الاستهداف المركز، في مسعى لتفريغ المنطقة بشكل أكبر، وتوسيع منطقة المحور الذي يُصر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على استمرار بقاء قواته فيه وعدم خروجها، وهو أحد عوامل عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل. وعقب تنفيذ المقاومة العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال، نفّذ طيران الاحتلال الحربي والمروحي سلسلة من الغارات العنيفة والأحزمة النارية في المناطق المحيطة بعملية التوغل، ويشبه هذا القصف تفعيل إسرائيل في مرات متعددة إجراء "هنيبعل" الإسرائيلي الذي يستخدم عندما تكون هناك عمليات أسر أو محاولات أسر، لكن لا المقاومة ولا إسرائيل تحدثت عن هذا التفصيل حتى اللحظة.

وقالت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، إن "عناصرنا يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات العدو المتوغلة في جنوب حي الزيتون في مدينة عزة، ويوقعون قتلى وجرحى في صفوفهم"، فيما أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أنها تخوض "اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال المتوغلين في جنوب حي الزيتون في مدينة غزة". وقال شهود عيان ومصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، إنّ ساعات ما قبل الظهر شهدت سلسلة من التفجيرات نفذتها المقاومة ضد قوات الاحتلال في المناطق الجنوبية والشرقية من حي الزيتون، وتبعت ذلك استهدافات عنيفة من جيش الاحتلال الذي استخدم الطيران الحربي لتنفيذ سلسلة من الأحزمة النارية.

وذكر الشهود والمصادر أنّ طائرتي إسعاف إسرائيليتين حضرتا للمكان لإجلاء القتلى والجرحى، وفي تلك اللحظة أطلقت المدفعية الإسرائيلية عشرات القذائف الدخانية لمنع عناصر المقاومة من تعقب القوات المتوغلة وعمليات الاجلاء. وحي الزيتون، وإلى جانبه حي تل الهوى، جنوب شرقي وجنوب غربي مدينة غزة، من أكثر الأحياء التي تعرضت للاستهداف والتدمير والعمليات الخاصة لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، وهما من المناطق التي تُعد معاقل للمقاومة الفلسطينية، وفيهما نفذت عشرات الكمائن والعمليات النوعية.

وهذان الحيان من الأحياء التي قال جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة إنهما أصبحا "نظيفين" من جيوب المقاومة وعناصرها، لكن الوقائع على الأرض وتكرار العمليات فيهما ينفي هذا الادعاء الإسرائيلي ويؤكد أنّ المقاومة، رغم حالة الضعف التي تعتريها نتيجة طول مدة العدوان وشدة القصف والاستهداف المُركز، لا تزال تمتلك أدوات ووسائل لصد العدوان وإيقاع الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين.

المساهمون