أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، اليوم الإثنين، أن خطورة الأزمة التي تجتاح السودان تشكل تهديدات خطيرة على وجود البلد، وعلى المنطقة بأسرها.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها فقي محمد أمام القمة الـ14 للمنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تستضيفها جيبوتي.
وبحثت القمة "مجموعة من القضايا الحاسمة لسلام المنطقة وأمنها وتنميتها"، وناقشت الأزمة في السودان.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن "الخطورة البالغة للأزمة العنيفة التي تجتاح السودان الشقيق والتهديدات الخطيرة التي تشكلها على وجود هذا البلد والمنطقة بأسرها واضحة". وأضاف أن "جميع المحللين متفقون على أنه ما لم تتوقف الحرب فورا، فستندلع حرب أهلية وستعم الفوضى وستنهار الدولة السودانية بالكامل".
ولفت فقي محمد إلى أن الأزمة السودانية تتطلب اتخاذ "إجراءات سريعة وعمل موحد وتضامن قوي من حكومات الاتحاد الأفريقي". وتابع: "أدعو إلى الوحدة الكاملة بين المنظمات الإقليمية والقارية، والمنظمة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي"، معتبرا أن "هذا شرط لا غنى هنا لفعالية تضامننا مع السودان".
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار الماضي محادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
والأحد، تجددت الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم، مع انتهاء هدنة لمدة 24 ساعة اقترحتها الوساطة السعودية الأميركية.
وقال الجيش السوداني، مساء الأحد، إنّ قواته "تتقدم بخطى ثابتة نحو النصر"، فيما أعلنت قوات "الدعم السريع" أنها "تصدت لهجمات الجيش وكبدته خسائر مادية".
ويأتي التصعيد الحالي غداة انتهاء هدنة بدأت مساء السبت لمدة 24 ساعة، اقترحتها الوساطة السعودية الأميركية لتخفيف معاناة السكان الإنسانية.
وأضاف الجيش، في بيان، أنّ عناصر الجيش "يتقدمون بخطى ثابتة نحو تثبيت النصر وبسط الأمن والاستقرار الذي لاحت بشائره".
من جانبها، أفادت "الدعم السريع" بأنّ "قوات الجيش حاولت الهجوم على قوات الدعم السريع في عدد من المحاور في الخرطوم"، وأنه رد عناصرها كان بـ"تدمير ودك المعتدين وأعداد كبيرة من العتاد بلغت أكثر من 70 مركبة وآلية وأسر المئات من قوات الجيش شرقي الخرطوم".
ونددت الولايات المتحدة والسعودية، في بيان مشترك الأحد، باستئناف العنف في السودان. وقال البيان إنّ كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمكنا من السيطرة على قواتهما خلال فترة وقف إطلاق النار، لكن البلدين أعربا عن "أسفهما الشديد جراء عودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء وقف إطلاق النار".
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/ نيسان، والتي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء.
(الأناضول، العربي الجديد)