أنهى العاهل المغربي الملك محمد السادس مهام سفير بلاده في الجزائر حسن عبد الخالق، وذلك بعد مرور 113 يوماً على انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكان السفير حسن عبد الخالق قد عاد إلى المغرب برفقة وفد دبلوماسي مغربي، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في 24 أغسطس/آب الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
ووفق ما أوردته الجريدة الرسمية المغربية في عددها الأخير رقم 7052 بتاريخ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فقد تم إنهاء مهام السفير المغربي بناء على تعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس، مشيرة إلى أنّ القرار دخل حيز التنفيذ ابتداء من 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتعيش العلاقات المغربية الجزائرية، منذ أشهر، أزمة غير مسبوقة، كان أبرز فصولها إعلان وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في 24 أغسطس/آب الماضي، عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، جراء "استفزاز المملكة المغربية (للجزائر) الذي بلغ ذروته"، و"تخلّيها عن الالتزامات الأساسية للعلاقات مع الجزائر".
في المقابل، وصفت الخارجية المغربية قرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بـ"أحادي الجانب" و"غير المبرَّر تماماً"، معبِّرة عن "رفض المملكة القاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها" القرار.
وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين أثناء أعمال اجتماع حركة عدم الانحياز، الذي عقد عن بعد، يومي 13 و14 يوليو/تموز الماضي، إذ أثار وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قضية الصحراء، دون أن تكون موضوعاً للاجتماع، مؤكداً تشبث بلاده بـ"حق تقرير المصير" في الصحراء. ما دفع المغرب للرد على لسان سفيره في الأمم المتحدة عمر هلال، بمذكرة وزّعها على أعضاء المنظمة، استنكر فيها إثارة قضية الصحراء في الاجتماع، ثم تحدث عن أنّ "حق تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيةٍ. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التجمع الكامل بحق تقرير المصير".
وإلى جانب إنهاء مهام السفير المغربي في الجزائر، شملت لائحة السفراء المنتهية مهامهم بناء على تعليمات من العاهل المغربي، اسم حسن حامي سفير الرباط لدى إيران، وذلك ابتداء من 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي 2021.
وكان المغرب قد أقدم، في 3 مايو/أيار 2018، على قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بعد اتهامات لـ "حزب الله" اللبناني بالانخراط في علاقة "عسكرية" مع "جبهة البوليساريو" الانفصالية، عبر سفارة طهران في الجزائر، ما اعتبرته الرباط تهديداً لأمنها واستقرارها.