المغرب يدعو الجزائر إلى حوار مباشر لحل نزاع الصحراء

05 ابريل 2021
بوريطة يدعو الجزائر للجلوس على طاولة الحوار (فاضل السنا/فرانس برس)
+ الخط -

دعا المغرب، اليوم الاثنين، الجزائر إلى حوار مباشر لحل نزاع الصحراء، محملا إياها مسؤولية استمراره، وذلك في أول رد رسمي على اتهامات جزائرية بـ"عرقلة" تعيين مبعوث أممي جديد للمنطقة خلفا للرئيس الألماني السابق هورست كوهلر

وقال وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة، خلال مؤتمر صحافي أعقب افتتاح السنغال لقنصلية عامة بمدينة الداخلة، ثاني كبريات حواضر الصحراء، إن "حل قضية الصحراء لن يكون إلا بجلوس المغرب والجزائر باعتبارهما الطرفين الحقيقين في النزاع على طاولة المفاوضات من خلال حوار مباشر"، لافتا إلى أن "الحل لن يكون إلا مغربيا جزائريا".

وأضاف بوريطة: "من له توجه يجب أن يعبر عنه بوضوح، والجزائر لها موقف وتوجه، ولها دور في خلق النزاع، واستمراره، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها في النزاع".

إلى ذلك، انتقد رئيس الدبلوماسية المغربية ما وصفها بـ"المناورات"، التي تقودها الدبلوماسية الجزائرية، معتبرا أن" قضية الصحراء المغربية باتت مسألة وجودية للدبلوماسية الجزائرية، والشغل الشاغل لها، وتعتبرها الملف الرئيسي الذي تعمل عليه منذ سنوات"، وهو "ما يتجسد من خلال تصريحات المسؤولين الجزائريين وما يقومون به من تحركات".

وفي وقت اتهم فيه وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، أول من أمس السبت، الرباط بـ"عرقلة" تعيين مبعوث أممي جديد، وبرفض عشرة مقترحات لهذا المنصب، رد بوريطة قائلا: "نتساءل من يعرقل تعيين مبعوث جديد؟ ومن يناقض بين ما يقول وما يفعل؟ ومن يدعم خرق وقف إطلاق النار؟ والاقتراح، الذي يقدمه الأمين العام يتجاوب معه المغرب بشكل إيجابي"، متهما الجزائر بـ"عرقلة" تعيين مبعوث أممي في الصحراء، وبـ"المسؤولية عن مد هذا الصراع طيلة هذه السنوات".

ووجد بوريطة في المؤتمر الصحافي مع نظيرته السينغالية إيساتا تال سال، الفرصة لمهاجمة الجزائر، واصفا تصريحات مسؤوليها بشأن وضعية حقوق الإنسان في المغرب والأقاليم الجنوبية، بـ"المثيرة للسخرية"، وقال: "هل ستتحدث الجزائر عن حقوق الإنسان؟ الجزائر آخر من يتحدث عن حقوق الإنسان".

وكان بوقادوم قد قال، في وقت سابق، إن المغرب رفض 10 مرشحين لتولي منصب مبعوث أممي إلى الصحراء، مقترحا إجراء مفاوضات مباشرة وجدية بين جبهة "البوليساريو" والمغرب بغية التوصل إلى تسوية للنزاع.

واعتبر أن تعيين المبعوث الشخصي الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء "لا يكفي ويجب أن يكون هناك مسار"، مشددا على أنه سيواصل القول بضرورة إجراء "مفاوضات مباشرة وجدية بين طرفي النزاع، ألا وهما المغرب وجبهة البوليساريو".

وبخصوص التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء، أوضح بوقادوم أن الجزائر تواصل الدعوة لتوسيع مهمة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، مبديا أسفه لما قال إنها "بعض التوازنات" بمجلس الأمن التي تمنع البعثة الأممية من التزود بمهمة مراقبة حقوق الإنسان.

في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية المغربي أن "مسلسل افتتاح القنصليات الأجنبية في الصحراء تذكير بأن مغربية الصحراء حقيقة تاريخية، وقانونية، وليست قضية للتفاوض"، لافتا إلى أن افتتاح القنصلية السنغالية اليوم في مدينة الداخلة، "تعبير بالملموس عن الدعم السنغالي لمغربية الصحراء، والوحدة الترابية للبلاد".

المساهمون