المعارضة في فنزويلا تدعو إلى مسيرات بالداخل والخارج لإطاحة مادورو

17 اغسطس 2024
زعيمة المعارضة تحيّي أنصارها خلال احتجاج في كاراكاس، 3 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المعارضة الفنزويلية دعت لمسيرات حاشدة ضد إعادة انتخاب مادورو، وزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو حثت على "مواصلة المعركة" ضد النظام القمعي.
- المعارضة تخطط لتظاهرات في أكثر من 300 مدينة حول العالم، بينما يستعد أنصار مادورو لمسيرة وطنية لدعمه، رغم الشكوك حول نزاهة الانتخابات.
- المعارضة والمجتمع الدولي يشككون في نتائج الانتخابات، مطالبين بنشر المحاضر الانتخابية الأصلية والتحقق المستقل، بينما رفض مادورو والمعارضة اقتراح الرئيس البرازيلي بإجراء انتخابات جديدة.

دعت المعارضة إلى مسيرات في كل أنحاء فنزويلا وخارجها السبت لإعلان فوزها في الانتخابات الرئاسية في نهاية يوليو/ تموز، حاضّة الفنزويليين على "مواصلة المعركة" ضد الرئيس نيكولاس مادورو الذي سيتظاهر أنصاره أيضاً دعماً لإعادة انتخابه. وقالت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو في مقابلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة: "إنه أمر خطير جداً، لكن هنا يجب على الجميع مواصلة المعركة والحفاظ على قوتهم".

وأضافت المعارضة التي تعيش في الخفاء منذ نحو خمسة عشر يوماً: "كل ما تبقى للنظام (...) وهو يعلم أن أمره كشف (...) هو الأكاذيب والقمع والعنف والإحباط. إحباط المعنويات استراتيجية النظام". وأثار إعلان إعادة انتخاب مادورو لولاية ثالثة تظاهرات عفوية أدت إلى مقتل 25 شخصاً وإصابة 192 آخرين واعتقال 2400 شخص، حسب مصادر رسمية.

والمعارضة التي نظمت حتى الآن تظاهرة واحدة في الثالث من أغسطس/ آب دعت إلى تظاهرات حاشدة السبت في كل أنحاء فنزويلا، وأيضاً في أكثر من 300 مدينة في الخارج. وخلال التظاهرة الأخيرة في بداية أغسطس/ آب وصلت ماتشادو إلى التجمع في شاحنة وغادرت سريعاً على دراجة نارية.

وقالت ماتشادو إن تظاهرة السبت "مهمة جداً (...) سيكون يوماً تاريخياً (...) لا بد من توحيد البلاد (...) لقد وحدنا بلداً وغدا التوقيت المناسب. لا إمكانية للعودة إلى الوراء، وسنمضي معاً حتى النهاية"، داعية إلى المشاركة في الاحتجاجات كعائلة واحدة. من جهته، يستعد معسكر الرئيس بعد الظهر في كراكاس لـ"مسيرة وطنية كبرى من أجل السلام ودعم انتصار رئيسنا نيكولاس مادورو". وصدّق المجلس الوطني الانتخابي على فوز مادورو مطلع أغسطس/ آب بنسبة 52% من الأصوات دون تقديم عدد دقيق أو محاضر مراكز الاقتراع، مشيراً إلى أنه تعرّض لقرصنة معلوماتية.

لولا: الحكومة في فنزويلا لديها نزعة استبدادية

وفقاً للمعارضة التي نشرت المحاضر الانتخابية التي حصلت عليها بفضل مدققيها، فإن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي حل مكان ماتشادو بعد إعلان الحكومة عدم أهليتها، فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 67% من الأصوات، وهي نتيجة رفضها مادورو.

ولا تؤمن المعارضة وكثير من المراقبين بفرضية القرصنة المعلوماتية، معتبرين أنها لُفِّقت لتجنب الكشف عن عدد الأصوات بدقة. كذلك شكك قسم كبير من المجتمع الدولي في النتائج الرسمية بعد أن نشرتها اللجنة الوطنية للانتخابات. ودعا الاتحاد الأوروبي بصفته منظمة، إلى جانب 22 دولة بينها الأرجنتين وكندا وإسبانيا، الجمعة في بيان مشترك تُلي في سانتو دومينغو خلال تنصيب رئيس الدومينيكان لويس أبي نادر، إلى "النشر الفوري لكل المحاضر الانتخابية الأصلية وإلى التحقق المستقل والمحايد من هذه النتائج، ويفضل أن يكون ذلك من جانب كيان دولي، من أجل ضمان احترام إرادة الشعب الفنزويلي".

كذلك وافق المجلس الدائم لمنظمة الدول الأميركية الجمعة على قرار يطلب أيضاً من كراكاس "نشر المحاضر على الفور مع نتائج التصويت في كل مركز اقتراع". من جهته، أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الجمعة أن حكومة نظيره الفنزويلي لديها "نزعة استبدادية"، وطالب مجدداً بنشر بيانات انتخابات 28 يوليو/ تموز المتنازع عليها.

ورغم أن الزعيم اليساري لولا الذي يُعَدّ مقرباً من مادورو أعلن أنه لا يعتبر النظام الفنزويلي "ديكتاتورياً"، إلا أنه قال إن الحكومة الفنزويلية "ذات ميول استبدادية"، وإن لدى فنزويلا "نظاماً مزعجاً جداً". ودعا لولا في مقابلة مع إذاعة محلية مجدداً إلى نشر بيانات الانتخابات الرئاسية، قائلاً: "ما أطلبه للاعتراف (بالفائز) هو على الأقل معرفة إذا كانت الأرقام صحيحة. أين البيانات؟".

واقترح لولا الخميس على نظيره الفنزويلي "الدعوة" إلى انتخابات جديدة لحل الأزمة الناجمة عن الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، لكنه مقترح قوبل فوراً برفض من مادورو والمعارضة الفنزويلية. وتجاهل مادورو مجدداً الانتقادات الخارجية، قائلاً: "نحن لا نقبل الفرض ولا التدخل ولا أن يضع أي شخص يديه القذرتين في بلدنا الحبيب". وأضاف ساخراً: "نحن نعدّ وفد مراقبي الانتخابات لاقتراع 5 نوفمبر/ تشرين الثاني في الولايات المتحدة. لجنة من الخبراء الفنزويليين ستذهب إلى هناك، وستفحص مكتباً تلو الآخر!".

(فرانس برس)

المساهمون