دفعت الأوضاع الاقتصادية ومطالب الانتخابات المبكرة المعارضة التركية إلى تكثيف لقاءاتها خلال الأسبوعين الأخيرين، ودخلت معظم الأحزاب في لقاءات ثنائية بهدف تشكيل تكتل للمعارضة للدفع نحو انتخابات مبكرة.
وتشارك أحزاب تحالف الشعب المعارض والأحزاب المشكلة حديثاً في لقاءات ثنائية بدأت قبل أشهر، ولكنها تكثفت في الأيام الأخيرة، وخاصة مع دخول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي على خط هذه اللقاءات.
والتقى الرئيسان المشاركان لحزب الشعوب الكردي برفين بولدان ومدحت سنجار، اليوم الثلاثاء، رئيس حزب دواء، المنشق عن حزب العدالة والتنمية المعارض، ورئيس الوزراء السابق، علي باباجان، في أنقرة.
كذلك التقى لاحقاً زعيما الحزب الكردي زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو في أنقرة أيضاً، فيما التقيا أمس حزب المستقبل وزعيمه رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.
وإضافة إلى مطالب المعارضة بإجراء الانتخابات مبكراً عن موعدها في عام 2023، فإنها تنسق من أجل العودة إلى النظام البرلماني المعزز، وحلول للمشاكل الاقتصادية.
تشارك أحزاب تحالف الشعب المعارض والأحزاب المشكلة حديثا في لقاءات ثنائية بدأت قبل أشهر، ولكنها تكثفت بالأيام الأخيرة
وخلال اللقاءات، كشفت الرئيسة المشاركة للحزب الكردي برفين بولدان عن تقديمهم مقترحاً للأحزاب السياسية الأخرى، لتقديم مشروع قرار في البرلمان لإجراء الانتخابات المبكرة.
وقالت بولدان عقب لقائهم كلجدار أوغلو: "وصلنا إلى مرحلة أخيرة بلقاء الأحزاب السياسية، وبالتأكيد هناك وجهات نظر مختلفة لمشاكل تركيا الأساسية، ونحن في المعارضة لدينا مسؤوليات بكيفية حلها، وتحدثنا وتبادلنا الرأي بالمرحلة الانتقالية التي تعيشها تركيا".
وأضافت بولدان: "هناك أزمات متنوعة تعاني منها تركيا، منها مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية، ومشاكل في العدالة والقانون، وتركيا بحاجة إلى مفاهيم وحكم جديد عبر انتخابات مبكرة".
وشددت على أنه "يجب أن يتخذ قرار الانتخابات المبكرة التي ستؤدي إلى حكم جديد، ويمكن تقديم مقترح مشترك لأحزاب المعارضة للبرلمان، وسيُناقَش ذلك في حزب الشعب الجمهوري والرد علينا لاحقاً بشأن مقترحنا هذا".
أما الرئيس المشارك الآخر مدحت سنجار، فقال من جانبه إن "تركيا في مرحلة مشاكل متعددة، ونبحث عبر المشاورات عن سبل الخروج منها، وعلينا معرفة الطرق للوصول إلى الديمقراطية عبر تبادل وجهات النظر بطريقة ديمقراطية".
وأردف: "يجب حل مشكلة النظام الحاكم عبر تغييره، ومطلبنا بالانتخابات المبكرة هو هذا الأمر، والانتخابات لن تحل وحدها المشاكل، هناك عدم عدالة في الحقوق، وأوضاع اقتصادية ترهق الشعب".
كلجدار أوغلو: كل المشاكل التي تعاني منها تركيا يمكن حلها بالتعاون
أما كلجدار أوغلو، فقال إنه "يجب علينا تجنب الخلافات الثنائية، وكل المشاكل التي تعاني منها تركيا يمكن حلها بالتعاون، وكانت هناك مناقشات مع الحزب الكردي، وتبادلنا وجهات النظر، وخاصة الأوضاع الاقتصادية، وبالتأكيد هناك وجهات نظر مختلفة، ولكن هذه التباينات مهمة بالنسبة إلينا".
وقال باباجان عقب اللقاء الأول اليوم، مع الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الكردي، إنه "كان اجتماعاً مثمراً، وتبادلنا وجهات النظر في العديد من الملفات الثنائية، تركيا تعاني من مشاكل عميقة، وهناك مشكلة في العدالة والقانون".
وبين أن "سبب هذه المشاكل يتعلق بالإدارة السيئة، وليس فقط بنظام الحكم، ولهذا يجب العودة إلى نظام الحكم البرلماني، وتغيير ذهنية الحكم، وهو ما يحصل عبر الانتخابات البرلمانية، ونرى أن هناك حلولاً للمشاكل هذه".
وتعاني أحزاب المعارضة من فشل التوحد بسبب الخلافات الإيديولوجية.
ولا تستطيع المعارضة في الوضع الحالي في البرلمان الذهاب إلى الانتخابات المبكرة لافتقادها الأغلبية الكافية، حيث تتطلب موافقة 360 نائباً في البرلمان على الأقل من أصل 583 نائباً في البرلمان حالياً (دستورياً يجب أن يكون عدد نواب البرلمان 600، لكن وفاة أعضاء واستقالة آخرين خفض العدد).
وتمتلك المعارضة أقل من 250 نائباً في البرلمان بالوقت الحالي، فيما الطريقة الأخرى للذهاب إلى الانتخابات المبكرة عبر دعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي شدد أكثر من مرة على أنه لا انتخابات مبكرة في تركيا حالياً.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
