في أول موقف واضح من المعارضة التركية حول رؤية "مئوية تركيا"، التي كشف عنها الرئيس رجب طيب أردوغان الجمعة الماضي، قال حزب الشعب الجمهوري المعارض، اليوم الثلاثاء، إن ما كشف عنه أردوغان "مستنسخ من رؤيته التي أعلنها سابقاً".
وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، كمال كلجدار أوغلو، أن "دعوة أردوغان لملء الرؤية بشكل مشترك مع الأحزاب السياسية معناها أنه لا رؤية لديه، ومن أجل أي رؤية يجب معرفة التاريخ جيداً ومواكبة العلم والتقانة، والنظر من خلالها للمستقبل".
وتوجّه كلجدار أوغلو، في كلمة حزبه النيابية اليوم الثلاثاء في البرلمان بأنقرة، للرئيس أردوغان بالقول "إذا كنت صاحب رؤية، فتعال وواجهني في مناظرة بأي قناة تلفزيونية ولا تهرب لأعلمك ما هي الرؤية أمام 85 مليون مواطن".
وأضاف "أنصح أردوغان بأن يقرأ وثيقة نداء الحزب للمئوية الثانية (أقرها الحزب في مؤتمره العام في عام 2020)، إذ تعتبر من أهم الأوراق في تاريخ الجمهورية التركية"، على حد وصف كلجدار أوغلو.
من ناحيته، قال نائب كلجدار أوغلو وزعيم الكتلة النيابية في البرلمان أوزغور أوزال، في حديث صحافي اليوم الثلاثاء، إن "رؤية حزب العدالة والتنمية تعتبر نسخة مطابقة لما أعلنه حزب الشعب الجمهوري قبل عامين".
وأضاف "الرؤية التي أعلنها أردوغان غير مقنعة ومستنسخة، تقول الرؤية كلنا في مركب واحد، وحتى أمس يطبقون قانون العداء، وخلال السنوات السبع الأخيرة ومع بقاء 7 أشهر للانتخابات المقبلة، فإن هذا الحديث ليس مقنعاً وليس من السهل أن يكون مقنعاً".
ولفت إلى أنه "في السياسة من الممكن أن يكون هناك سلام، ولكن نقطة الاستقطاب الحالية لا يمكن تجاوزها إلا عبر صناديق الاقتراع وإرادة الشعب، والحكم الجديد سيغير إقليم الاستقطاب الحالي، وموقف الحكومة الحالية سيتبين بالمستقبل مع نسبة أصواته بأن تتغير حدته إن ارتفعت، وأن تشتد إن انخفضت".
وشدد على أن "المعارضة ممثلة بالأحزاب الستة في حال فوزها بالانتخابات فإن قرابة ألفي موظف يعملون مع الرئيس ستنتهي مهامهم حيث توافقت المعارضة على أول قرار رئاسي بهذا الصدد، ولن تكون هناك أي مشكلة فإن مصادر المعارضة البشرية لا نهاية لها".
كلجدار أوغلو يبدأ زيارة إلى إنكلترا
في سياق متصل، يبدأ مساء اليوم زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو زيارة إلى إنكلترا تستمر عدة أيام، في ثاني زيارة من نوعها لبلد خارجي، بعد زيارة قبل أيام إلى أميركا استغرقت عدة أيام، وينتظر أن يزور ألمانيا في وقت لاحق عقب انتهاء زيارة إنكلترا.
وقال كلجدار أوغلو في كلمته اليوم إنه "يبدأ زيارة إلى إنكلترا مساء اليوم، من أجل أن تتنفس تركيا، وإخراجها من الأزمة الحالية وتنفسها الهواء النقي، إذ إنها بحاجة إلى المستثمرين الأجانب".
ويتعرض كلجدار أوغلو لانتقادات لاذعة من الحكومة بسبب زياراته هذه، وربطها بطلب "الإجازة" من الغرب لحكم المعارضة، مذكرة بمواقف الرئيس الأميركي جو بايدن السابقة قبيل انتخابه، بضرورة دعم المعارضة لإسقاط حكم الرئيس أردوغان.
وتدافع المعارضة عن هذه الزيارات بأنها لإجراء لقاءات مع شخصيات ومؤسسات تعليمية وأكاديمية، ولقاء علماء ومفكرين، والتحضير لنقل التقنيات إلى تركيا في حال تولي المعارضة مقاليد الحكم في البلاد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
