واصل المستوطنون، اليوم الأربعاء، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى، فيما يحشدون ويوجهون دعوات إلى إدخال الحيوانات وذبحها كـ"قرابين" في المسجد الأقصى، خلال اقتحامه الأسبوع المقبل، وسط تحذيرات من تفجّر الأوضاع نتيجة لذلك.
ووصف مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إعلان جماعات يهودية متطرفة اعتزامها إدخال القرابين الحيوانية إلى الأقصى بـ"الخطير جداً"، مؤكداً أنّ إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس ومعها جموع المواطنين سيتصدّون لهذه المحاولة، ولن يسمحوا بحدوث ذلك، قائلاً إنّ "هذا ما أكدنا عليه للاحتلال، وطالبناه بلجم مستوطنيه المتطرفين".
وحذّر المحلل الإعلامي والسياسي راسم عبيدات، في حديثه لـ"العربي الجديد"، من النتائج المترتبة على إعلان "جماعات الهيكل" المتطرفة نيتها إدخال القرابين الحيوانية للمسجد الأقصى، الأربعاء المقبل، مؤكداً أنّ إدخال هذه القرابين يعني تفجيراً للأوضاع من بوابة الأقصى.
وأضاف: "في حال نفّذوا تهديداتهم بدعم من حكومتهم المتطرفة، فإن الأمور قد تتدحرج إلى انفجار شامل يطاول كل الساحات الفلسطينية، على غرار معركة (سيف القدس)، التي حدثت في الأول من مايو/ أيار 2021، بل ربما على نطاق أوسع وأشمل، قد يفضي إلى حرب إقليمية شاملة".
وكانت منظمات الهيكل المتطرفة قد نشرت، الليلة الماضية، إعلاناً إلى جمهورها من أجل التجمّع على أبواب المسجد الأقصى عشية "عيد الفصح" العبري، مساء الأربعاء القادم (5 أبريل/ نيسان المقبل)، الموافق 14 رمضان الجاري، وطالبت أنصارها بإحضار حيوانات القربان بهدف محاولة ذبحها ليلاً داخل المسجد الأقصى.
من جانب آخر، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن عشرات المستوطنين اقتحموا، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة التي انتشرت في باحات المسجد لتأمين الحماية للمستوطنين المقتحمين، وفرضت قيوداً على حركة تنقل المصلين المسلمين، فيما أدى أولئك المستوطنون صلوات وطقوساً تلمودية قرب مصلى باب الرحمة في المنطقة الشرقية من المسجد.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد الغول من جنين أثناء وجوده في المسجد الأقصى، واقتادته إلى أحد مراكزها للتحقيق، قبل أن تبعده إلى خارج المدينة المقدسة عبر حاجز قلنديا العسكري المقام شمال القدس.
في السياق، سلّمت سلطات الاحتلال الأسير المحرر نظام أبو رموز قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى مدة 6 أشهر، بعد اعتقلته صباح اليوم من داخله.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحافي مقتضب أنّ الطواقم الطبية في مستشفى بيت جالا الحكومي تعاملت مع إصابتين بحالة متوسطة جراء الضرب من قبل مستوطنين في منطقة كيسان في بيت لحم.
من جانب آخر، واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ أعمال توسعة في شارع "473" الاستيطاني المقام على أراضي الأهالي قرب حاجز حزما بالقدس المحتلة، بعد أن صادرت لهذا الغرض مئات الدونمات من أراضي البلدة.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الثلاثاء، بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، دون وقوع إصابات.
في شأن آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 فلسطينياً من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما اندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة في مدينة نابلس والمنطقة الشرقية منها، ما أدى إلى وقوع إصابتين بجروح بالرصاص أحدهما بالقدم والآخر بشظايا في الظهر، واعتقال 3 آخرين.
وخلال اقتحامها مخيم عسكر شرق نابلس، حاصرت قوات الاحتلال أحد المنازل الذي تعود ملكيته للمواطن عنان السوداني، واعتقلته وطالبته بتسليم نجله.
في شأن آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع الليلة الماضية، في مواجهات مع الاحتلال في بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة. كما هاجم مستوطنون، اليوم الأربعاء، مساكن رعاة الأغنام في برية كيسان شرق بيت لحم، وأصابوا مسناً ونجله بجروح ورضوض، بعدما اعتدوا عليهما بالضرب، وعاثوا فساداً بممتلكاتهم.
واعتدى مستوطنون، الليلة الماضية، على عائلة الفلسطيني نايف كعابنة في مسكنهم قرب قرية الطيبة شرق رام الله، ما أدى إلى إصابة طفله بشار باختناق شديد، بعدما رشوه بالغاز السام المسيل للدموع وغاز الفلفل، فيما حطم المستوطنون نوافذ المسكن ومحتوياته.