- ترامب متهم بـ34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري لتستر على مدفوعات لدانيالز، مع إمكانية مواجهته لعقوبات تشمل السجن أو الغرامة، وتأثير القضية على نشاطاته الانتخابية.
- ينتقد ترامب الحظر الجزئي للنشر ويواجه جلسة استماع بشأن ازدراء المحكمة، مستغلاً الاهتمام الإعلامي لتعزيز ادعاءاته بالتعرض لحملة ضده، مع تأكيد القاضي على ضرورة حضوره المحاكمة.
تبدأ، اليوم الاثنين، المرافعات الافتتاحية في محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتنطلق بعدها أسابيع من الجلسات التي تتخلّلها أدلّة قد تكون مُحرجة، خصوصاً أنّها تتمحور حول علاقة ترامب بنجمة سابقة للأفلام الإباحية، وحول احتيال مفترض سيُلقي بظلاله على مساعيه للعودة إلى البيت الأبيض.
وتشكّل إجراءات المحاكمة الجنائية في مانهاتن خطراً كبيراً على ترامب، قبل أقل من سبعة أشهر من الانتخابات التي ستجري في نوفمبر/ تشرين الثاني، ومن المتوقع أن يكون من بين شهود الادعاء الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيالز، ومحامي ترامب السابق مايكل كوهين.
وفي إجراء يذكّر بمحاكمات زعماء المافيا أو الإرهابيين، ستبقى هويات النساء الخمس والرجال السبعة في هيئة المحلّفين سرية لضمان سلامتهم. ومن المرجّح أن تكون الإجراءات الأمنية مشدّدة استثنائياً الاثنين، بعد ثلاثة أيام على قيام رجل بإضرام النار في نفسه خارج قاعة المحكمة في حادث مروّع لم يكن على صلة بمحاكمة ترامب.
ويواجه الرئيس الأميركي السابق البالغ 77 عاماً، 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري جزءاً من خطة للتستّر على مدفوعات لدانييلز، مقابل شراء صمتها عن علاقته الجنسية المفترضة معها، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها بفارق ضئيل عن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. ولكن هذه التهمة تبقى أقل شأناً من لوائح الاتهام التي تطاوله في ثلاث دعاوى قضائية تدور حول انتقادات ترامب وهجماته على نتائج انتخابات العام 2020 التي خسرها أمام جو بايدن، واحتفاظه بوثائق رسمية سرّية ونقلها معه من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الرئاسية.
وفي المحاكمة الراهنة، يرى خبراء أن ترامب قد يواجه عقوبة بالسجن أو دفع غرامة أو قد يتمّ وضعه تحت الرقابة. غير أنّ المحاكمة التي تحظى بتغطية إعلامية مكثّفة ستُبقي ترامب بعيداً عن نشاطات الحملة الانتخابية لأربعة أيام أسبوعياً لفترة قد تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع، في حين يواصل بايدن حملته مهاجماً منافسه الجمهوري في بعض الأحيان، هجوماً مباشراً أو غير مباشر، من البيت الأبيض وفي جميع أنحاء البلاد.
ومن المتوقع أن يشهد اليوم الاثنين مرافعات افتتاحية، تشكّل فرصة لكلّ جانب لعرض قضيته على المحلّفين ولشنّ هجمات استباقية على شهود الجانب الآخر. وقال المدعي العام السابق بينيت غيرشمان، وهو حالياً محاضر في جامعة بايس، لوكالة فرانس برس، "ستكون هذه بداية المحاكمة الأكثر إثارة على الأرجح في التاريخ الأميركي". وأضاف "لا حدود للمخاطر تقريباً في ما يتعلّق بالعواقب... سنستمع يومياً إلى شهادة من شأنها أن تلحق الضرر بترامب".
ترامب وازدراء المحكمة
من جهته، اعترض ترامب على القضية، خصوصاً ما عدّه حظر نشر جزئي "غير عادل" فرضه القاضي لمنعه من استخدام حضوره الإعلامي القوي لمهاجمة الشهود والمدّعين العامّين وأقارب موظفي المحكمة.
وستُعقد جلسة استماع، الثلاثاء، سيقرّر فيها القاضي خوان ميرشان ما إذا كان ترامب قام فعلاً بازدراء المحكمة بطريقة تصرّفه أثناء عملية اختيار أعضاء هيئة المحلّفين. وقال المدعي العام جوش ستينغلاس، الخميس، "ما زلنا ندرس خياراتنا... في ما يتعلّق بالعقوبات التي سنطلب فرضها"، ممّا يشير إلى احتمال طلبهم سجن ترامب. وكان ميرشان انتقد ترامب لأنّه أطلق تصريحات تحمل انتقادات ضمنية للمحلّفين المحتملين الأسبوع الماضي. وقال ترامب "لن أتعرّض للترهيب من أيّ من المحلّفين في قاعة المحكمة هذه".
"حملة شعواء"؟
سبّبت جلسة الاستماع في المحكمة تعطيل خطط حملة ترامب الانتخابية، ممّا أجبره على الجلوس بصمت في قاعة محكمة مانهاتن لساعات. ومع ذلك، استخدم الاهتمام الإعلامي المكثّف لتضخيم ادعاءاته بشأن تعرّضه لـ"حملة شعواء" في تصريحات أدلى بها خارج القاعة. وكان يعتزم استئناف حملته الانتخابية بتجمّع حاشد في ولاية نورث كارولينا، السبت، لكن الطقس السيئ أجبره على إلغاء التجمّع في الهواء الطلق. وقال ترامب للحشد عبر مكالمة تمّ بثّها "إنّها عاصفة كبيرة جداً. لذا، إذا كنتم لا تمانعون سيكون علينا تأجيل (تجمّعنا). أنا حزين جداً".
في هذه الأثناء، أجّلت القضايا الجنائية الثلاث الأخرى بسبب استراتيجية ترامب الناجحة المتمثّلة في تحدّي كلّ خطوة وعرقلتها في هذا المجال. غير أنّ ميرشان تمكّن من بدء محاكمة الاحتيال في نيويورك خلال جدول زمني ضيّق. وجرت مقابلة مجموعة كبيرة من المحلّفين المحتملين الأسبوع الماضي من المدّعين العامّين ومحامي الدفاع بشأن عاداتهم الإعلامية وتبرّعاتهم السياسية وتعليمهم، وما إذا كانوا قد حضروا مسيرة مؤيّدة أو مناهضة لترامب.
وأعفي العديد من محلفي اللجنة المحتملين، بعدما قالوا إنهم لا يستطيعون أن يكونوا محايدين، قبل أن يتمكّن المحامون والقاضي من تقليص المجموعة إلى 12 محلّفاً مع ستة بدلاء. وأصدر ميرشان قراراً يقضي بعدم الكشف عن هوية المحلّفين حفاظاً على سلامتهم، على الرغم من ظهور الكثير من التفاصيل الشخصية أثناء عملية الاختيار ممّا أدى إلى إضعاف الإجراء. وطلب القاضي في وقت لاحق من المراسلين التوقّف عن تقديم الأوصاف الجسدية للمحلّفين وعدم تحديد مكان عملهم. وأمر القاضي الرئيس السابق بحضور كل يوم من أيام المحاكمة. وتتطلب إدانة ترامب إصدار المحلفين قرارهم بالإجماع.
(فرانس برس)