جدّد المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبراهيم قالن، موقف بلاده الراغب بفتح صفحة جديدة مع مصر والدول العربية، مؤكداً في الوقت نفسه انفتاح أنقرة أمام كلّ الحوارات المتعلقة بحلّ أزمة صواريخ "إس-400" الروسية وعدم دمجها بأنظمة الدفاع الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي.
وقال قالن لوكالة "بلومبيرغ"، اليوم الاثنين، إنه "يمكن فتح فصل جديد وصفحة جديدة في العلاقات التركية مع مصر ودول الخليج الأخرى، للمساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين"، موضحاً أن "مصر دولة مهمة في العالم العربي، وتُعتبر عقل وقلب العالم العربي، وتركيا مهتمة بالحديث مع مصر حول القضايا البحرية في شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى قضايا أخرى في ليبيا وعملية السلام والفلسطينيين".
وشدد على أنه "يمكن معالجة هذه القضايا، وخفض التوترات، وهذا النوع من الشراكة يمكن أن يساعد في الاستقرار الإقليمي من شمال أفريقيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط".
وتفيد مصادر تركية مطلعة لـ"العربي الجديد" بأن "هناك حركة تركية في الملف المصري في الفترة الأخيرة، ولكن حتى الآن ليس هناك وضوح حول آفاقه، لأن التواصل لا يزال على مستوى السفارات بين البلدين، وهناك مؤشرات إيجابية بالوقت الحالي مرتبطة بتحسن العلاقات التركية الأوروبية وخصوصاً مع فرنسا". وأضافت المصادر أنه "في حال حصول تقدم في المفاوضات مع مصر، فإن الفترة اللاحقة ربما تشهد لقاء يجمع مسؤولين على مستوى رفيع بين البلدين، ربما تصل لمستوى مساعد وزراء الخارجية، ومع تحقيق توافق أكبر في كافة الملفات، يمكن أن يحصل لقاء على صعيد وزراء الخارجية".
وحول الصواريخ الروسية "إس-400" التي اشترتها أنقرة وأغضبت الولايات المتحدة الأميركية وجعلتها تعاقب تركيا وتحرمها من مقاتلات "إف-35"، وتخرجها من برنامج الإنتاج المشترك، قال قالن "يمكن أن تعمل العلاقات التركية الأميركية بطريقة بنّاءة، ومعالجة القضايا المشتركة وفق الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة". وأردف: "يمكن حلّ قضية الصواريخ من خلال الحوار البناء، والانفتاح والصراحة، لكن صناع السياسة في الولايات المتحدة بحاجة إلى فهم مدى جدية هذه القضية بالنسبة لأنقرة، فقرار تركيا شراء الصواريخ لم يتخذ بين ليلة وضحاها، ويمكن لتركيا حتى الآن شراء صواريخ باتريوت من أميركا، فيما صواريخ إس-400 لن تدمج بأنظمة دفاع حلف الشمال الأطلسي (الناتو)".
واستدرك قائلاً إن "تركيا دعت أميركا لتقديم وجهة نظر فنية ترتبط بتشكيل الصواريخ الروسية خطراً على المقاتلات الأميركية، ولكن رُفض الطلب لأنها قضية سياسية تتعلق بشراء تركيا من روسيا، ويمكن تجاوز نقاط الخلاف عبر الحوار، كما حلّت تركيا خلافاتها مع روسيا عبر الحوار".
وفي ما يخص العلاقات التركية الأوروبية، أفاد قالن بأنه "لدينا زخم إيجابي حالياً في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، ونرغب في المزيد من التقدم، حيث إن هناك جدول أعمال كبيرا، ومحادثات استكشافية مع اليونان، وتحديث اتفاقية الهجرة"، مؤكداً أن "أموال المساعدات الأوروبية تذهب مباشرة للسوريين والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية".