هدد المبعوث الأميركي لحلّ الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكستاين، بوقف جهوده إن لم يتوصل الطرفان إلى تسوية بشأن موعد إجراء الانتخابات البرلمانية اللبنانية في مارس/آذار 2022.
ونقل الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد، عن مسؤولين في تل أبيب، قولهم إنّ الرسالة التي عبّر عنها هوكستاين، تهدف إلى الإيضاح للطرفين أنه يجب عليهم التوصل إلى تسوية تنهي الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية بينهما، مشيراً إلى أنّ المسؤول الأميركي أبلغ القيادة الإسرائيلية بموقفه هذا خلال اللقاءات التي عقدها في تل أبيب الأحد الماضي.
وفي تقرير نشره موقع "أوكسيوس" الأميركي، ليل أمس الأربعاء، لفت رافيد إلى أنّ هوكستاين أكد للمسؤولين الإسرائيليين أنه يرى أنّ الفترة الممتدة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان تمثل "نافذة فرص لتحقيق تسوية، على اعتبار أنّ لبنان معنيّ بإنقاذ اقتصاده، وجذب استثمارات خارجية".
ويبدو مما نقله رافيد عن المسؤولين الإسرائيليين، أنّ تهديد هوكستاين بوقف جهوده للوساطة بين بيروت وتل أبيب، يهدف أساساً إلى الضغط على الطرف اللبناني للموافقة على المقترحات التي تطرحها واشنطن لتسوية الخلاف.
هوكستاين أكد للمسؤولين الإسرائيليين أنه يرى أنّ الفترة الممتدة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان تمثل "نافذة فرص لتحقيق تسوية"
وبحسب التقديرات التي أوردها التقرير، فإنّ الإيرادات المحتملة لخزينة الدولة اللبنانية جراء استخراج الغاز في المنطقة المتنازع عليها قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. وأشار رافيد إلى أنّ إقدام الرئيس الأميركي جو بايدن على تعيين هوكستاين، الذي يُعدّ من أوثق مقربيه، مبعوثاً لحلّ الخلاف بين لبنان وإسرائيل، يدلّ على أنّ الإدارة الأميركية تمنح حلّ هذه القضية أولوية كبيرة.
ولفت رافيد إلى الاعتبارات الاقتصادية التي تدفع الولايات المتحدة إلى محاولة حلّ الخلاف بشأن هذه القضية، من منطلق أن هذا الخلاف يمنع الشركات الأميركية من الاستثمار في استخراج الغاز بالحقول التي اكتشفت في المنطقة خلال العقد الأخير.
وذكّر بأنّ المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن حلّ الخلاف حول ترسيم الحدود البحرية، قد بدأت، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهي المرة الأولى التي تجرى فيها مثل هذه المفاوضات منذ 30 عاماً، مستدركاً بالقول إنّ هذه المفاوضات قد توقفت بعد إجراء عدة جولات منها.
تهديد هوكستاين بوقف جهوده للوساطة يهدف للضغط على الطرف اللبناني للموافقة على مقترحات تطرحها واشنطن لتسوية الخلاف
وأشار رافيد إلى أنّ هوكستاين قد زار بيروت، الأسبوع الماضي، والتقى كلاً من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما زار إسرائيل، الأحد الماضي، والتقى كلاً من رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزيرة الطاقة كارين الهرار.
وبحسب الصحافي الإسرائيلي، فقد أبلغ هوكستاين مضيفيه في تل أبيب بأنه لا ينوي إجراء لقاءات مباشرة بين المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين في مقر الأمم المتحدة على الحدود، بل هو معنيّ بإجراء اتصالات منفصلة مع كل طرف على حدة، من خلال عقد لقاءات في بيروت وتل أبيب.
وأوضح أنّ هوكستاين سيقدم مقترحات لتسوية الخلافات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي بعد التعرف إلى وجهات نظر كل طرف منهما.