قالت مصادر دبلوماسية وسياسية إن المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد، اقترح خلال الأيام الماضية تعديلا لعملية السلام المتعثرة يشمل تشكيل حكومة مؤقتة وعقد مؤتمر للأطراف الرئيسية، لكن خطته واجهت اعتراضات فورية من الجانبين المتحاربين.
ويقوم المبعوث الأميركي المولود في أفغانستان بجولة تشمل كابول والدوحة وعواصم أخرى في المنطقة هي الأولى منذ بدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بحث اختياراتها لعملية السلام وبينما ينفد الوقت المتبقي على الأول من مايو/ أيار وهو نهاية مهلة سحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقالت المصادر إن خليل زاد يحاول، في الوقت الذي تحقق فيه مفاوضات السلام الجارية في الدوحة القليل من التقدم ويتصاعد العنف في أفغانستان، بناء توافق حول اختيارات بديلة مع جميع الأطراف الأفغانية والقوى الإقليمية.
وقال مصدر دبلوماسي يتابع العملية عن كثب "تعتقد (الولايات المتحدة) أن (مفاوضات) الدوحة غير منجزة وتحتاج إلى قوة دفع وإلى نهج بديل".
وفي كابول، اجتمع خليل زاد مع عبد الله عبد الله المفاوض الأفغاني الرئيسي والرئيس أشرف غني وقادة سياسيين آخرين، من بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي وقادة للمجتمع المدني.
وذكرت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران في فريقي القادة السياسيين الذين اجتمعوا مع خليل زاد ومصدران دوليان في كابول، أن أحد مقترحات المبعوث الرئيسية اتفاق حول حكومة مؤقتة أشير إليها باعتبارها حكومة تشاركية أو تمثيلية.
وقال مسؤول سابق في الحكومة الأفغانية مطلع على الأمر إن خليل زاد وزع وثيقة تفصل اقتراح التشارك في السلطة وإنها تمثل تنقيحاً لورقة وزعها في ديسمبر/ كانون الأول.
وتمثل اقتراح آخر في عقد اجتماع في صيغة مماثلة لمؤتمر بون عام 2001 يضم ممثلين من قطاع عريض من الأحزاب الأفغانية يجتمعون معا في حين تدفعهم وكالات دولية ودبلوماسيون للوصول إلى حل.
واجتمع قادة مناهضون لحركة "طالبان" تحت إشراف دولي في مدينة بون الألمانية بعد أن أطاح الغزو الأميركي في عام 2001 "طالبان"، واتفقوا على تشكيل إدارة مؤقتة وخريطة طريق لتشكيل حكومة دائمة وكتابة دستور جديد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين أمس الجمعة "ندرس عددا من الأفكار المختلفة التي قد تدفع العملية".
وشهدت العاصمة القطرية الدوحة في 29 فبراير/ شباط 2020 توقيع اتفاق سلام بين "طالبان" والولايات المتحدة الأميركية نص على خروج القوات الأميركية والأجنبية كاملة من أفغانستان بحلول مايو/ أيار المقبل. وبناء على الاتفاق، بدأت عملية المفاوضات بين "طالبان" والحكومة الأفغانية في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وأكدت الإدارة الأميركية أنها تنوي مراجعة ذلك الاتفاق، لكن "طالبان" هددت من جانبها بأنها سوف تستأنف عملياتها ضد القوات الأجنبية حال بقائها في أفغانستان بعد مايو/ أيار، مؤكدة أن أي خيار آخر عدا تطبيق اتفاق الدوحة سيكون فاشلاً في أفغانستان.
وتوقفت مفاوضات السلام بين "طالبان" ووفد الحكومة الأفغانية لأسباب غير معلنة، أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث غابت "طالبان" عن طاولة المفاوضات، لكنها أعلنت قبل أيام عودتها إليها.
(رويترز، العربي الجديد)