عبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ، عن قلقه العميق لاستمرار القتال وتصاعد حدة النزاع في اليمن خلال الأشهر الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد، محذراً من "بدء فصل جديد في حرب اليمن يؤدي إلى تشرذم البلاد".
جاءت تصريحات غروندبرغ خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، حيث تحدث عن آخر التطورات على الأرض منذ إحاطته الأخيرة بما فيها إخلاء القوات المشتركة الموالية للحكومة اليمنية لمناطق مختلفة من الحديدة ومن ثم سيطرة جماعة الحوثيين على أغلبها، الأمر الذي أدى إلى تغيير خطوط المواجهة في المحافظة.
وأضاف "شهدنا أول أسبوعين اشتباكات على خطوط التماس في الحديدة مع استخدام مدفعية ثقيلة وغارات جوية. وخفّت أعمال القتال منذ بداية الشهر ولكنها مازالت تؤثر على المدنيين"، وعبر عن قلقه من إمكانية نشوب حرب في مأرب مع اشتداد حدة القتال حول المدينة، كما عبر كذلك عن قلقه لاستهداف السعودية واستمرار أعمال القتل والإعدامات خارج نطاق القانون لأفراد عشرة ينتمون إلى قوات الأمن المحلية في الجنوب.
وتوقف عند الصعوبات الاقتصادية التي تواجه اليمن، وقال إنه "لامس إحباطاً شديداً عند اليمنيين نتيجة لانخفاض قيمة الريال بشكل كبير". وأضاف "انخفضت قيمة الريال في عدن والمحافظات المحيطة بشكل كبير مقابل العملات الأجنبية، ما أدى إلى تقويض القدرة الشرائية. يخضع سعر الصرف للسيطرة في صنعاء لكن الأزمة الاقتصادية حادة ويمثل التضخم تحدياً كبيراً".
وحول القيود المفروضة على حرية الحركة للناس والسلع قال غروندبرغ "في تعز رأيت بأم عيني إغلاقات الطرق ونقاط التفتيش التي تعرقل قدرة اليمنيين على الحصول على الرعاية الطبية والتعليم والتجارة"، وأكد ضرورة إعادة فتح الطرق ومطار صنعاء ورفع القيود على ميناء الحديدة، فيما عبر عن خيبة أمله لاحتجاز موظفين للأمم المتحدة على يد الحوثيين.
وأكد المبعوث الأممي في إحاطته أنه سعى خلال الأشهر الثلاثة الأولى للاجتماع بالجميع والاستماع لهم، مشيرًا إلى أن عدم تحقيق نتائج للجهود التي بُذلت عبر السنوات الماضية يرجع إلى وضع الأطراف شروطًا مرتبطة بمسائل سياسية لا يمكن معالجتها إلا من خلال محادثات شاملة.
وقال "بكل صراحة ونظرا لأن الأطراف لم تجتمع لمناقشة طائفة من الأمور خلال السنوات الخمس الماضية، سيكون من الصعب إطلاق عملية سياسية جديدة. استمر النزاع بلا هوادة منذ محادثات الكويت عام 2016. بل إن الهوة بين الأطراف اتسعت منذ ذلك الحين".
وأكد في الوقت ذاته على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة، قائلاً "لن تؤدي الحلول المجزأة سوى إلى تهدئة مؤقتة وليس لسلام مستدام"، مشددًا على ضرورة معالجة الأولويات الحالية مع السعي للتوصل لتسوية سياسية شاملة، فيما بيّن أنه "لن يكون الحل مستداما إذا لم يمثل مصالح جميع اليمنيين على تنوعهم. علينا السعي نحو سلام مستدام وعادل وليس فقط وقف القتال. كما لا بد من دعم إقليمي ودولي منسق ومهيكل".
وعبر عن أمله بإطلاق عملية سياسية يملكها اليمنيون وبدعم دولي، مشددًا على ضرورة أن تدعم الحلول قصيرة الأمد، من أجل تهدئة العنف ومنع مزيد من التدهور الاقتصادي والتخفيف من أثر النزاع على المدنيين.
وحول العملية السياسية التي ينوي إطلاقها، أكد على ضرورة "أن تسعى نحو التوافق حول عناصر التسوية السياسية من أجل إنهاء الحرب بشكل دائم واعتماد ترتيبات حكومية جامعة وضمان الحقوق المدنية والسياسية والثقافية والاجتماعية"، فيما أشار إلى ضرورة معالجة أولويات الطرفين المختلفة.
وعبر عن أمله في إطلاق عملية شاملة تسمح بتحقيق تقدم تدريجي. مؤكداً أنه بدأ العمل بشأنها مع الأطراف. وأشار إلى مواجهته صعوبات بسبب زيادة حدة النزاع.
وأكد في الوقت ذاته على ضرورة ألا يؤدي ذلك لوقف تلك المجهودات. وتحدث عن ضرورة أن ينخرط الطرفان في الحوار حتى لو لم يضعوا السلاح جانباً. وشدد على ضرورة فتح قنوات الاتصال دون شروط مسبقة.