المبعوث الأممي يحث القادة الليبيين على إحراز تقدم بملف الانتخابات

15 نوفمبر 2022
الاجتماع جاء بدعوة من روسيا (تويتر)
+ الخط -

شدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، عبد الله باتيلي، اليوم الثلاثاء، على ضرورة إحراز تقدم ملموس في ملف الانتخابات الليبية، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن طلبت روسيا عقده لنقاش الوضع في ليبيا.

وتحدث باتيلي عن استمراره بعقد الاجتماعات مع أعضاء المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، مشدداً على أن "مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية هي العمل بنشاط من أجل إعادة البلاد إلى السلام والاستقرار من خلال حل ليبي للأزمة".

وأشار إلى ضرورة دخول الأطراف الليبية بحوار داخلي، مضيفاً أن ذلك "من شأنه أن يبعث برسالة واضحة إلى السكان بأنهم جادون في حل خلافاتهم. كما أنه سيرسل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الليبيين من جميع مناحي الحياة مستعدون لأخذ مستقبلهم بأيديهم".

وبخصوص حضوره بداية الشهر الحالي لمحاكاة لتأمين الانتخابات الوطنية بدعوة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قال باتيلي: "بينما أرحب بهذه الخطة باعتبارها مشجعة، فإن إجراء الانتخابات يتطلب المزيد من الجهود المتواصلة في جميع المجالات، من قبل جميع الجهات الفاعلة وفي جميع المناطق".

وتوقف عند جهوده بالانخراط مع جميع الأطراف السياسية والمدنية في ليبيا، وكذا فاعلين دوليين ودول المنطقة بما فيها حضوره اجتماعات قمة جامعة الدول العربية في الجزائر، نهاية الشهر الماضي، وعقده عدداً من اللقاءات على هامشها. ورحب بدعوة القمة، في بيانها الختامي، إلى إنهاء الأزمة الليبية من خلال حل بقيادة ليبية يحقق التطلعات الشعبية لإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن.

ولفت المبعوث الأممي إلى وجود "اتفاق واسع على أن المؤسسات الليبية تواجه أزمة شرعية خطيرة، وأن استعادة تلك الشرعية في جميع المجالات لها أهمية قصوى"، مضيفاً أن "هناك توافقاً في الآراء حول الحاجة إلى تنسيق المبادرات الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف والاصطفاف وراء جهود الأمم المتحدة." وشدد كذلك على ضرورة أن يرسل مجلس الأمن الدولي رسالة واضحة في هذا السياق لجميع الأطراف.

وأشار إلى وجود "بعض الفاعلين في ليبيا" الذين يعرقلون التقدم نحو الانتخابات. وحذر من أن "إطالة الفترة الانتقالية سيجعل البلاد أكثر عرضة لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، ويمكن أن يعرض البلاد لخطر التقسيم." وحث مجلس الأمن على "إرسال رسالة لا لبس فيها إلى المعرقلين بأن أفعالهم لن تستمر بدون عواقب".

وتحدث عن تحقيق تقدم على الصعيد الأمني، مشيراً إلى اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة التي وافقت على "إنشاء لجنة فرعية لنزع السلاح والتسريح وإعادة دمج الجماعات المسلحة." وتحدث عن استمرار صمود وقف إطلاق النار على الرغم من الخطاب التصعيدي وحشد القوات من الجانبين. وعبر عن قلقه من عدم إحراز تقدم في تنفيذ خطة عمل اللجنة العسكرية المشتركة، بشأن "انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية."

وعلى الصعيد الاقتصادي، قال باتيلي إن "الافتقار إلى المساءلة والشفافية والإنصاف في تخصيص الموارد سبب رئيسي للتوترات. لذلك أرحب بتأكيد مجلس الأمن، في القرار 2656 (2022) (قرار مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا حتى أكتوبر/ تشرين الأول العام المقبل)، على أهمية إنشاء آلية بقيادة ليبية تجمع أصحاب المصلحة من جميع أنحاء البلاد لتحديد أولويات الإنفاق وضمان إدارة عائدات النفط والغاز بطريقة شفافة ومنصفة."

وعبر عن قلقه لحالة حقوق الإنسان في ليبيا قائلاً "لقد واصلت الأمم المتحدة توثيق حالات الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة في مرافق الاحتجاز في جميع أنحاء البلاد". كما تحدث عن استمرار تسجيل انتهاكات حقوق الإنسان "ضد المهاجرين وطالبي اللجوء دون عقاب، ومعاناتهم من انتهاكات خطيرة في مراكز الاحتجاز." وعلى الصعيد الإنساني أشار إلى انخفاض مستمر لنسبة المهجرين داخلياً من الليبيين، حالياً قرابة 134 ألفاً، وهو انخفاض بنسبة 57 بالمئة منذ عام 2020.

وتطرق لوضع المرأة وتزايد العنف على الإنترنت ضد النساء. كما أشار إلى قلق الكثير من النساء بشأن قدرتهن على المشاركة بنشاط في الانتخابات المنتظرة كناخبات ومرشحات. وشدد على دعم بعثة الأمم المتحدة "للمجموعات النسائية في قيادة حملة موحدة ضد هذا النوع من العنف"، داعياً إلى "بذل جهود متواصلة ومتسقة لتحسين حقوق المرأة وإدراج مثل هذه التدابير في القوانين".

روسيا تتهم أميركا بالاهتمام بالطاقة فقط

إلى ذلك حذر مندوب روسيا ونائب السفير الروسي للأمم المتحدة، ديمتري بولانسكي، من الوضع على الأرض في ليبيا ووصفه بغير المستقر بالرغم من الهدوء النسبي. وأضاف "لا نرى أي إمكانية لتنظيم انتخابات شاملة وإمكانية توحيد الأجهزة الحكومية قريباً، وما زال التقدم المحرز على المستوى الدستوري متواضعاً".

وتابع قائلاً "نرى أن الوضع يمكن أن يخرج عن السيطرة بسبب تباين مصالح الأطراف الخارجيين. ونحن على قناعة أن الوضع اليوم يتطلب انتباهاً مستمراً من قبل مجلس الأمن ولذلك أصررنا على عقد هذا الاجتماع اليوم".

ودعا بولانسكي القيادات الليبية إلى ضبط النفس ورفض الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد إضافي، مؤكداً على "ضرورة التخلص من الوجود العسكري الأجنبي"، داعياً في الآن نفسه إلى "انسحاب متدرج لكل المجموعات المسلحة غير الليبية".

واتهم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بالاهتمام فقط بالطاقة ومصادرها في ليبيا، قائلاً "من الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة المستدامة السياسات التي يدعو إليها الزملاء الغربيون الذين يدّعون أنهم يسعون إلى حل سياسي، ولكنهم يستغلون الوضع لخدمة مصالحهم الضيقة. ونرى الأهمية التي تولى في العواصم الغربية لموضوع استخراج ونقل الطاقة ولا سيما لجودة المواد النفطية وتدني كلفتها".

ثم تحدث عن الولايات المتحدة بشكل مباشر وقال "إن الإدارة الأميركية تستغل العملية السياسية في ليبيا من خلال خدمة مصالحها الاقتصادية ومن خلال التلاعب بأسعار النفط"، مضيفاً "بالتالي فإن ضغوطات واشنطن لا تهدف إلى تسوية النزاع الليبي والحفاظ على الوضع الراهن والتأكد من أن التدهور الحاصل لن يقوض توفير مصادر الطاقة إلى الأسواق الأوروبية".

واشنطن ترد

في المقابل، دعا نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، إلى ضرورة أن "تستمر ليبيا في إحراز تقدم في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020، ولا سيما الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة".

وشدد الدبلوماسي الأميركي على "ضرورة أن يتبنى قادة ليبيا آلية الشفافية التي تصنف بالتفصيل عائدات النفط للدولة وتخصيص تلك الأموال لضمان استخدامها لصالح الشعب الليبي".

ثم ختم الرد على المندوب الروسي قائلاً "ترفض الولايات المتحدة الاتهامات بأن الوصول إلى احتياطيات النفط الليبية بشكل ما هو سبب المأزق السياسي في ليبيا اليوم. نستغرب من أن دولة عضواً في مجلس الأمن، ومن المشاركين النشطين في الصراع، والتي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بغزو واحتلال جيرانها (أوكرانيا)، تواصل تحويل أنظار المجلس عن طريق التركيز على نظريات مؤامرة لا أساس لها من الصحة. إنها ببساطة محاولة فاشلة لحماية أنفسهم من النقد المشروع".

المساهمون