في أوضح مؤشر على خوفه من خسارة الحكم، وفي خطوة تهدف إلى عدم تبكير الانتخابات العامة، غيّر حزب الليكود الحاكم في إسرائيل موقفه الرافض لإقرار مشروع الموازنة، ودعا إلى طرح المشروع الأحد المقبل.
وبعد أن كان يصر على إقرار المشروع في مارس/ آذار المقبل، دعا وزير المالية يسرائيل كاتس، الرجل الثاني في الليكود، إلى إقرار مشروع الموازنة في جلسة الحكومة التي ستعقد الأحد.
وقد جاء هذا التطور بعد أن دلت استطلاعات الرأي العام على أن الدعم الكبير الذي تحظى به الحركة السياسية التي شكلها وزير الداخلية السابق جدعون ساعر، الذي انشق عن الليكود، ستحول دون تمكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة إذا أُجريت الانتخابات في الوقت الحالي.
وقد كان حزب الليكود يرفض إقرار الموازنة، خشية أن يوفر ذلك بيئة تسمح بتطبيق اتفاق التناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو ورئيس الوزراء البديل ووزير الأمن بني غانتس، زعيم حزب "كاحول لفان".
وعلى الرغم من أن "كاحول لفان" قد صوّت قبل أسبوعين لمصلحة مشروع قانون لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، إلا أن مراقبين في تل أبيب يرون أن نتائج استطلاعات الرأي التي أكدت انهيار الحزب وتراجع الدعم له ستقنع غانتس بالتوافق مع نتنياهو على عدم تقديم مشروع حل الكنيست بالقراءة الثانية والثالثة.
وقد توقع نحميا شترسلر، المعلق الاقتصادي لصحيفة "هآرتس"، أن يتوافق "الليكود" و"كاحول لفان" على إقرار مشروع الموازنة لضمان عدم توفير الظروف التي تسمح بحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.
وحسب جميع استطلاعات الرأي المتواترة التي أجريت في أعقاب انشقاق ساعر وانطلاق حركته السياسية، فإن تبكير الانتخابات سيعمق الأزمة السياسية الداخلية التي تعيشها إسرائيل، على اعتبار أن كلاً من الأحزاب اليمينية والدينية المؤيدة لنتنياهو، وتلك المعارضة لحكمه، لن تتمكن من تحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان القادم تسمح بتشكيل حكومة.
وقد خلط انشقاق ساعر عن الليكود وتشكيل حركة مستقلة الأوراق في إسرائيل، حيث دفع نواباً من "الليكود" و"كاحول لفان" إلى الانشقاق والانضمام إليه.
وقد تعهد ساعر بعدم الانضمام إلى أية حكومة يرأسها نتنياهو، حيث وجه حديثه في مقابلة أجرتها معه القناة الـ"13" للرأي العام الإسرائيلي، قائلاً: "من كان يريد حكومة برئاسة نتنياهو، فلا يصوت لي".