الكشف عن "عمق التجسس الروسي" في الدنمارك: استهدف الشركات والجامعات

17 ابريل 2023
الكشف كسر حاجز الصمت حول اعتقال مهندس روسي في الدنمارك (Getty)
+ الخط -

كشفت تقارير صحافية وأمنية في الدنمارك أن السفارة الروسية في العاصمة كوبنهاغن "متورطة بشدة في التجسس على الشركات والجامعات التقنية في الدنمارك".

 وأشارت التقارير، اليوم الاثنين، إلى أن "الجواسيس الروس كانوا مهتمين بالتقنيات التي يمكن استخدامها عسكرياً".

ويأتي الكشف الجديد ليكسر حاجز الصمت المستمر منذ أكثر من عام على اعتقال مهندس روسي كان يقيم في الدنمارك بصفة "باحث في الجامعة التقنية"، وبعد طرد البلد لعدد من عملاء الاستخبارات الروس الذين كانوا يعملون بصفة دبلوماسيين. 

ووفقا لما تحتويه "القائمة السرية"، بحسب التلفزة الدنماركية، دي آر، فإن الباحث الروسي أليكسي نيكيفوروف، المعتقل منذ عام 2020، لم يكن في الحقيقة سوى جاسوس على الجامعة التقنية وغيرها من الشركات الدنماركية.

وقالت التقارير إنه سرق معلومات ومكونات فنية وسلّمها إلى ضابط الاستخبارات الروسي في السفارة، تيمور رسلوف، والذي كان يحمل لقب السكرتير الأول.

وحُكم على العميل الروسي نيكيفوروف بالسجن 3 سنوات في 2021، مع إبعاد دائم عن الدنمارك، بعد أن وجدته محكمة "ألبورغ" مذنبا في "التجسس المكثف والمنهجي".

وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها النقاب عن ماهية الأعمال التجسسية التي قام بها بالتعاون مع دبلوماسيين جرى طردهم من الدنمارك العام الماضي. 

ولم يسعف العميل تقديم تظلّم إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بسبب اعتقاله لنحو سنة قبل الحكم عليه. وظلت القضية محاطة بسرية تامة حتى بدء الكشف عن تفاصيلها منذ أمس الأحد.

ويأتي الكشف عن "عمق التجسس الروسي" في سياق إماطة صحافية للثام السرية حول مكافحة الجاسوسية الروسية في عدد من الدول الإسكندنافية، وبعد أن ظل الغموض يكتنف أسباب اعتقال الباحث نيكيفوروف.

ويخطط التلفزيون الدنماركي لعرض حلقات عن كسر السرية حول العميل الروسي، خصوصا الوثائق والصور الموجودة بحوزة الاستخبارات الدنماركية، والتي ضبطت الجاسوس في لقاءاته بمشغليه في سفارة موسكو بكوبنهاغن، الذين يعتقد أنهم يتبعون جهاز الاستخبارات الروسية الخارجية، أس في آر.

وصرح رئيس مكافحة التجسس في دائرة استخبارات الدنمارك، أندرس هنريكسن، أن ما يجري "أمر خطير، ويدل على وجود تهديد بالتجسس الموجّه نحو أجزاء واسعة من المجتمع الدنماركي".

وخلال اليومين الماضيين، كشف النقاب عن تعاون بين هيئات البث العام في كل من السويد وفنلندا والدنمارك والنرويج، للكشف عما يسمى "حرب الظلال" في دول الشمال، من خلال سلسلة وثائقية وبودكاست تغوص في استعار التجسس الروسي المتزايد في تلك الدول. 

وكانت النرويج أعلنت قبل أيام أيضا عن اكتشافها شبكة تجسس روسية في أراضيها.

ويبدو أن الاهتمام الروسي انصبّ على التكنولوجيا التي يمكن استخدامها عسكريا، وخصوصا تلك التي تساعد في صناعة طائرات بدون الطيار، والمحركات التي لا تولد قدرا كافيا من الحرارة لتجنب ضربها بصواريخ حرارية مضادة.

وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الاستخبارات الروسية مهتمة بالتقنيات الاسكندنافية المتعلقة بأمن الطاقة ومصادر الطاقة الكيميائية والرادارات والروبوتات ومعدات مراقبة القطب الشمالي، إلى جانب التجسس الصناعي على الطاقة الخضراء عموما.

وتدفع موسكو ببعض الباحثين المنضمين في صفوفها لخداع الدول الإسكندنافية، وتقديمهم على أنهم باحثون مستقلون، فيما جرى رصدهم من قبل وحدات مكافحة التجسس وهم يتعاونون ويسلمون أوراقا ومكونات إلى عملاء يعملون بصفة دبلوماسيين في سفارات موسكو.

الاهتمام الروسي انصبّ على التكنولوجيا التي يمكن استخدامها عسكريا، وخصوصا تلك التي تساعد في صناعة طائرات بدون الطيار.

ويؤكد جهاز مكافحة التجسس الدنماركي المعلومات التي ينوي التلفزيون الدنماركي عرضها في أواخر الشهر الحالي، بأنه "كان لدى الروس مهمة تجنيد المصادر التي لديها إمكانية الوصول، من بين أمور أخرى، إلى المعلومات حول التكنولوجيا الخضراء وانتقال الطاقة"، وهذا يعني بعض الأسئلة البحثية التي تشغل حاليا الباحثين في جميع أنحاء العالم. 

الباحث الروسي المعتقل منذ عام 2020 عمل بدأب على الوصول إلى معظم الشركات التقنية الدنماركية كباحث منذ 2008، حيث حصل على الدكتوراه من الجامعة التقنية الدنماركية، ليعود في 2019 إلى الدنمارك ويتجسس عليها.

ويطرح ذلك الوصول سجالا كبيرا اليوم عن دفع دول، بينها الصين وروسيا، جواسيس تحت عنوان "باحثين" من أجل اختراق الجامعات والشركات التقنية.


 

المساهمون