كشفت صحيفة "صباح" التركية، اليوم الخميس، تفاصيل إضافية عن عناصر "الموساد" الإسرائيلي الذين أوقفوا في تركيا خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أنهم كانوا يدفعون مئة دولار مقابل كل صورة تلتقط لعائلة فلسطينية معارضة لإسرائيل في تركيا.
ونشرت الصحيفة المقربة من الحكومة تفاصيل عن عمل "الموساد" عقب العملية التي نفذها جهاز المخابرات في تركيا، والتي كشفت عن قيامه بالتحضير لعمليات ضد الفلسطينيين في تركيا.
وبحسب الصحيفة، فإن "الموساد" كان يحاول إخفاء عملياته باستخدام اللاجئين في البلاد، مذكرة أن تركيا حذرت، الشهر الماضي، إسرائيل من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا حاولت القيام بأي عملية غير قانونية على الأراضي التركية.
وبحسب الصحيفة أيضا، فإن الاستخبارات التركية نفذت عمليات "مهمة" ضد أنشطة "الموساد" غير القانونية في تركيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وآخرها عملية بالتعاون مع شرطة إسطنبول في 8 ولايات.
ويجتمع عملاء "الموساد" مع موظفيهم في الخارج بحسب ما تقول "صباح"، إذ كُشف عن قيامهم بتوظيف أشخاص مختارين من خلال مشاركة منشورات وظائف عمل غير مفصلة أو روابط على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت: "يُجذب الأفراد المختارين من خلال دفع مبالغ كبيرة لمنعهم من الشعور بالخيانة والتمتع بالراحة النفسية". وأوضحت التحقيقات أن عملاء "الموساد" الذين لم يتمكنوا من دخول تركيا التقوا مع الأشخاص الذين جندوهم في فنادق فاخرة خارج تركيا وعقدوا اجتماعات هناك، وقدموا لهؤلاء الأشخاص تدريبات مثل التتبع والمراقبة والتوثيق بالصور والتشفير وإرسال المعلومة.
وبينت صحيفة "صباح" التركية أن عملية الدفع كانت عبر الدفع المباشر من خلال ناقلين، وقالت إن "الموساد" حاول إخفاء أثر الأموال باستخدام نظام العملة المشفرة وتحويل الأموال، وجند الأشخاص الذين استخدمتهم لنقل الأموال بشكل مباشر من خلال الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي. وبينت أن الأموال كانت من أموال المراهنة غير قانونية أو أموال القمار.
المهام التي كلفوا بها
وبشأن المهام التي كلف بها العاملون مع "الموساد"، ورد في ملف التحقيق أنه طُلب منهم تحديد العناوين وتصوير العائلات الفلسطينية المعارضة لإسرائيل في تركيا.
ولفتت إلى أن العناصر المكلفين بالمراقبة دفعت لهم 100 دولار مقابل كل صورة لتصوير عائلات أو سيارات الفلسطينيين، كذلك تم الدفع بسخاء إلى العناصر الذين استطاعوا تحديد عناوين المواقع وأرقام الإنترنت للمساكن التي يقيم فيها الفلسطينيون، أو التمكن من خرق كلمة سر شبكات الإنترنت، واختراق كاميرات المراقبة في المنطقة المستهدفة.
إضافة إلى هذه المهام، قالت صحيفة "صباح" إنه كُشف كذلك عن خطة "الموساد" لتهريب الأشخاص والبضائع إلى تركيا من الحدود الإيرانية والعراقية لاستخدامها في أعمال تجسسية في تركيا.
وأكدت الصحيفة أن "الموساد خطط لاستخدام اللاجئين في عمليات التهريب هذه، ولوحظ أن المشتبه بهم الموقوفين من قبل قوى الأمن التركية كانوا قد اتخذوا الاستعدادات للتخفي، مثل العثور على منازل آمنة لتنفيذ العمليات وترتيب شركة إسعاف لاستخدامها في العمليات أيضا".
وتواصل السلطات الأمنية التركية إجراءات التحقيق مع 34 مشتبها إثر توقيفهم بتهمة التجسس لصالح المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" ضد مواطنين أجانب يقيمون في تركيا لأسباب إنسانية.
والأربعاء، بدأت السلطات الأمنية التركية بأخذ إفادات المشتبه بهم الـ34، بعد توقيفهم الثلاثاء في عملية أمنية شملت 8 ولايات تركية، بإطار تحقيق يجريه مكتب التحقيق في قضايا الإرهاب والجرائم المنظمة التابع للنيابة العامة في إسطنبول.
ونفذ جهاز الاستخبارات التركية، منذ عام 2021 وحتى الآن، 4 عمليات نوعية ضد أشخاص يقومون بأنشطة تجسس دولية لصالح جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد". وخلال عامي 2021 و2022، تعرّض 97 شخصاً، منهم 58 أجنبيا و39 مواطنا تركيا، للمحاكمة بتهم التجسس لصالح "الموساد"، حيث اعتقل 51 منهم، وما زالت محاكمة الباقين مستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، أحبطت الاستخبارات التركية، في إبريل/ نيسان العام الماضي، شبكة مكونة من 16 شخصا، وكانت تلتقي بشكل منتظم مع عملاء إسرائيليين في الخارج وقامت بمهام كلفتها بها المخابرات الإسرائيلية. ومؤخراً، أُحبطت محاولات للمخابرات الإسرائيلية في تركيا لاختطاف المهندس الفلسطيني عمر البلبيسي.