الكرملين يناقش إشراك مرشح "ليبرالي" في انتخابات 2024

كشفت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، اليوم الثلاثاء، نقلا عن أربعة مصادر مقربة من ديوان الرئاسة، أن أحد سيناريوهات حملة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في عام 2024 يقتضي مشاركة مرشح يمثل القوى الليبرالية.

وذكرت مصادر الصحيفة اسم الإعلامي المصنف كـ"عميل للخارج" أليكسي فينيديكتوف، كمثال على المرشح المناسب. ويعد فينيديكتوف من أشهر الصحافيين المستقلين الروس، وسبق له أن تولى منصب رئيس تحرير إذاعة "إيخو موسكفي" (صدى موسكو) ذات التوجهات الليبرالية المعارضة والتي توقفت عن البث في أعقاب بدء الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا في عام 2022. 

إلا أن فينيديكتوف نفسه نفى تقدم أحد إليه بطلب متعلق بالانتخابات الرئاسية، قائلا لـ"فيدوموستي": "هذا خارج اهتماماتي. السياسة هي عمل جماعي، وهذا ليس لي. لم ولا أرغب في المشاركة (في الحملة). من يعرفني لن يتقدم إلي بمثل هذا الاقتراح، ومن لا يعرفني وسيقترح، سيقابل برفضي". 

ويسعى الكرملين دوما لإشراك مرشحين ينتمون إلى الجناح الليبرالي في الانتخابات الرئاسية لزيادة نسبة المشاركة بين الشباب وأصحاب التوجهات المعارضة لإضفاء الشرعية على الفوز المحسوم سلفا للرئيس الحالي فلاديمير بوتين، والذي يحق له الترشح لولايتين إضافتين لمدة إجمالية 12 عاما بموجب الدستور الروسي المعدل في العام 2020.   

وكانت الإعلامية المثيرة للجدل كسينيا سوبتشاك تمثل "الليبراليين" في انتخابات عام 2018 كمرشحة عن حزب "المبادرة المدنية"، وحصلت على 1.68% من الأصوات. كما خاض الانتخابات ذاتها مؤسس حزب "يابلوكو" (تفاحة) الليبرالي المعارض غريغوري يافلينسكي، ومرشح حزب "روست" (النمو)، بوريس تيتوف، واللذان حصلا على 1.05 و0.76 في المائة من الأصوات على التوالي.  

وفي العام 2012، شارك في الانتخابات رجل الأعمال والملياردير ميخائيل بروخوروف كمرشح مستقل وحصل على 7.98 في المائة من الأصوات.

رصد

التحديثات الحية

"تايم": هكذا تقوم روسيا بتجنيد الكوبيين للقتال في أوكرانيا

ورغم أن الكرملين يحجم حتى الآن عن الإعلان بشكل رسمي عن موقف بوتين من الترشح في انتخابات 2024، إلا أن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف جزم في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في مطلع أغسطس/آب الماضي، أن بوتين سيفوز في انتخابات العام المقبل بأكثر من 90 في المائة من الأصوات. 

ونقلت "نيويورك تايمز" عن بيسكوف قوله: "انتخاباتنا الرئاسية ليست ديمقراطية بامتياز، بل هي بيروقراطية عالية الكلفة (...) في العام المقبل، سيعاد انتخاب السيد بوتين بأكثر من 90 في المائة من الأصوات". 

ومع ذلك، سارع بيسكوف حينها لتبرئة نفسه من تصريحاته هذه، قائلا لصحيفة "أر بي كا" الروسية إن الأميركيين تصرفوا "كالمعتاد". وأضاف: "يبدو أنه هذا هو، ولكنه ليس هو. فيما يتعلق بانتخاب بوتين، فأنا واثق من ذلك، مستندا إلى مستوى التفاف المجتمع حول بوتين، وهذا صحيح. أما في الباقي، فكان السؤال عن الانتخابات، وكانت الإجابة أنه رغم أن الانتخابات هي مطلب الديمقراطية وبوتين نفسه قرر إجراءها، إلا أنه نظريا يمكن حتى عدم إجرائها، لأنه من البديهي أنه سيتم انتخاب بوتين. هذا رأيي الشخصي تماما، وهكذا حرفوه".