نفى الكرملين، اليوم الجمعة، "الادعاءات" بأنه أمر باغتيال رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، الذي أعلنت موسكو مقتله، أول أمس الأربعاء، في حادث تحطم طائرة بعد شهرين من تمرده على قيادة الجيش الروسي، ووصفها بأنها "كذب محض".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي: "هناك الكثير من التكهنات حول تحطم الطائرة والوفاة المأساوية للركاب، بما في ذلك يفغيني بريغوجين... كل هذا كذب محض... نعلم جيداً في أي اتجاه يجرى التكهن في الغرب"، مضيفاً أن التحقيق مستمر في الحادثة، بحسب فرانس برس.
وكسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صمته أمس الخميس بشأن تحطم الطائرة الذي قضى فيه زعيم فاغنر، وقدم في تصريحات متلفزة "تعازيه الصادقة لأسر جميع الضحايا"، واصفاً الحادث بأنه "مأساة"، وقال: "عرفت بريغوجين مدة طويلة جداً، منذ مطلع التسعينيات... ارتكب أخطاء جسيمة في حياته، لكنه حقّق النتائج المرجوة".
وكان الرئيس الروسي قد وصف بريغوجين بأنه "خائن" في خطاب وجهه إلى الروس خلال تمرد فاغنر في 23 و24 يونيو/حزيران، وحذّر فيه من "حرب أهلية"، ورأى مراقبون في تمرده ضد كبار القادة العسكريين الروس أكبر تهديد لحكم بوتين.
تصريحات بايدن
وفي السياق، انتقدت روسيا، اليوم الجمعة، الرئيس الأميركي جو بايدن لقوله إنه لم يفاجأ بمقتل بريغوجين في تحطم طائرة، وحذرت من أنه من غير اللائق أن تدلي واشنطن بمثل تلك التصريحات، بحسب رويترز.
وكان بايدن قال، الأربعاء الماضي، إنه لم يفاجأ من التقارير عن مقتل بريغوجين، مضيفاً أنه قلما يحدث شيء في البلاد لا يقف وراءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأضاف بايدن: "لست مندهشاً... قلما يحدث شيء في روسيا لا يقف وراءه بوتين، لكنني لست على دراية بما يكفي لأعرف ما حدث".
وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن مثل تلك التصريحات تظهر تجاهل واشنطن للأعراف الدبلوماسية، ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ريابكوف قوله: "ليس من مهام الرئيس الأميركي، من وجهة نظري، أن يتحدث عن أحداث مأساوية مثل تلك".
بايدن: أميركا تحاول تحديد كيفية سقوط طائرة بريغوجين
ورغم الاستياء الروسي من تصريحات بايدن، قال الرئيس الأميركي، في وقت لاحق من يوم الجمعة، إن مسؤولين أميركيين يحاولون تحديد كيفية سقوط طائرة يفغيني بريغوجين ومقتل جميع ركابها.
ورداً على سؤال الصحافيين عن سبب سقوط الطائرة، قال بايدن، بحسب وكالة "رويترز": "لا يمكنني التحدث بحرية عن هذا الأمر بالتحديد... نحاول تحديد الأسباب بدقة، لكن ليس لدي ما أقوله".
لقاء بوتين وأردوغان قريباً
وفي شأن آخر، قال بيسكوف، اليوم الجمعة، إن هناك "تفاهماً" على عقد اجتماع بين الرئيسين التركي والروسي قريباً، بحسب رويترز.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا بوتين لزيارة تركيا هذا الشهر، لكن لم يتم تحديد موعد بعد. ولم يذكر بيسكوف، الذي كان يتحدث لصحافيين، المكان المتوقع للاجتماع.
وتحاول تركيا إقناع روسيا بالعودة إلى اتفاق، ساعدت أنقرة في التوسط فيه الصيف الماضي، يسمح بشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وانسحبت موسكو من الاتفاق الشهر الماضي بسبب عدم قدرتها على تصدير الحبوب والأسمدة على الرغم من الالتزامات التي جرى التعهد بها بموجب الاتفاق.
من جهة أخرى، نقلت رويترز عن الكرملين قوله، اليوم الجمعة، إن بوتين لا يعتزم حضور قمة مجموعة العشرين في الهند في سبتمبر/ أيلول المقبل شخصياً.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما ينفيه الكرملين بشدة. وهذا يعني أنه يواجه خطر الاعتقال عند سفره إلى الخارج.
وكان الرئيس الروسي قد حضر، هذا الأسبوع، اجتماعاً لقادة مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة في جنوب أفريقيا عبر رابط فيديو.
مرسوم روسي يلزم عناصر المجموعات المسلحة أداء القسم
في السياق، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، مرسوماً يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية بأداء قسم اليمين مثل ما يفعل جنود الجيش، في خطوة تأتي بعد يومين من الإعلان عن مقتل بريغوجين في تحطم طائرة قرب موسكو.
وبموجب نصّ المرسوم الذي نشره الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، بات لزاماً على هؤلاء العناصر التعهد بـ"الإخلاص" و"الوفاء" لروسيا، و"الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)".
ويتعهد العناصر كذلك بـ"احترام الدستور الروسي بشكل مقدس"، و"الدفاع بشجاعة عن الاستقلال والانتظام الدستوري" للبلاد، وتنفيذ المهام الموكلة إليهم.
ويشمل المرسوم الأشخاص المدرجين كمقاتلين متطوعين، والذين "يسهمون في تنفيذ المهام الموكلة إلى القوات المسلحة الروسية" و"هيئات وتشكيلات عسكرية" أخرى، بما يشمل قوات الدفاع التي جرى تشكيلها خلال حرب أوكرانيا.
وفي حين تحول القوانين الروسية رسمياً دون تشكيل مجموعات المرتزقة، تتغاضى السلطات عن نشاطات "المجموعات العسكرية الخاصة" التي تقدّم رسمياً خدمات "أمنية". وتعدّ فاغنر، التي قاتل عناصرها في أوكرانيا ودول أخرى، أبرز هذه المجموعات في روسيا.