ساعات قليلة بعد الكشف عن اعتقال القيادي في "الحشد الشعبي"، قاسم مصلح، من قبل قوة أمنية خاصة، بناء على مذكرة قضائية، شهدت العاصمة العراقية، اليوم الأربعاء، استنفاراً أمنياً فيما قامت القوات بإغلاق المنطقة الخضراء، حيث مقرات الحكومة والبعثات الأجنبية.
وكشفت مصادر أمنية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، عن اعتقال قوة حكومية خاصة قائد عمليات "الحشد الشعبي" على الحدود العراقية - السورية، قاسم مصلح، فجر اليوم الأربعاء، بعدة تهم يتعلق أبرزها باستهداف ناشطين وفساد مالي وعمليات تهريب من العراق إلى سورية.
وانتشرت عناصر جهاز مكافحة الإرهاب والجيش في مناطق عدة من وسط بغداد مدججة بالسلاح، كما تم إغلاق مداخل المنطقة الخضراء والجسر المعلق مع نزول مدرعات عدة حول المنطقة التي تضم مقرات الحكومة ورئاسة الجمهورية والبرلمان فضلا عن البعثات الدبلوماسية.
وأكدت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمها، أن سبب الانتشار الأمني الحالي يعود إلى "معلومات وصلت إلى الجهات الأمنية المختصة، تفيد بنية أنصار الفصائل المسلحة بالاستعراض المسلح قرب المنطقة الخضراء، احتجاجاً على اعتقال قاسم مصلح، وإثر تلك المعلومات تم إغلاق المنطقة بالكامل ومنع الدخول لها".
وأوضح أن "تعزيزات عسكرية جديدة، من جهاز مكافحة الإرهاب، وصلت إلى المنطقة والمناطق القريبة منها لغرض فرض الأمن ومنع أي ظواهر تمس الأمن من مظاهر مسلحة أو غيرها"، مؤكداً أنه "تم إعطاء صلاحيات التعامل للقوات الأمنية بأي شكل من الأشكال مع أي مجموعة تريد اقتحام المنطقة الخضراء أو إثارة الفوضى بالقرب منها".
وأضاف المسؤول ذاته أنه قد "تم تكثيف الانتشار الأمني في بعض مناطق الكرخ، التي دائما ما تكون منطلقاً للصواريخ نحو المنطقة الخضراء أو مطار بغداد الدولي، خشية قيام الجماعات بشن عمليات قصف صاروخي، كردّ على عملية اعتقال قاسم مصلح"، مشيراً إلى أن السفارة الأميركية أجرت عملية فحص لصافرات الإنذار، تحسباً لأي عملية قصف.
في غضون ذلك، قال كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء" أحد أبرز الفصائل المسلحة العراقية، في تصريح صحافي إن "اعتقال شخصية عسكرية كبيرة في الحشد الشعبي، كان قراراً حكومياً مستعجلاً"، مبيناً أن "هناك جهات مختصة داخل هيئة الحشد الشعبي يمكن أن تنفذ أمر الاعتقال والاستقدام بحق عناصر أو قيادات الحشد".
وأضاف الفرطوسي أن "ما حدث خرق من قبل الحكومة بهدف الابتزاز ومحاولة جر الفصائل وجمهورها إلى الصدام"، موضحاً أن "عملية الاعتقال هي استفزاز واستكمال لما حدث أمس بتحريك عناصر على ارتباط برئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) لإقامة تظاهرات، ومن ثم خلق أزمة حتى تكون هناك صراعات وخلافات داخلية".
وبيّن أن "اعتقال مصلح يراد منه أيضاً استفزاز الحشد والفصائل، وهذا كله يهدف إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، لغرض بقائه في منصبه (الكاظمي) على رأس حكومة الطوارئ، وكل المعطيات تؤكد وتشير إلى ذلك".
وتعليقاً على ذلك، قال الخبير بالشأن العراقي، شاهو القراداغي، إن "من يتابع ردّ فعل المليشيات على اعتقال إحدى قياداتها يدرك استحالة بناء دولة أو مؤسسات في ظل بقاء هذه الفصائل وكذبة دمجها في مؤسسات الدولة الأمنية"، وأضاف: "إذا كانوا يهددون الحكومة والدولة فكيف بالمواطن المسكين الذي ينتقد وجودهم؟".
من يتابع رد فعل المليشيات على اعتقال احدى قياداتها يدرك استحالة بناء دولة او مؤسسات في ظل بقاء هذه الفصائل وكذبة دمجها في مؤسسات الدولة الامنية.
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) May 26, 2021
اذا كانوا يهددون الحكومة والدولة فكيف بالمواطن المسكين الذي ينتقد وجودهم !؟
ونشرت قناة "صابرين نيوز"، على تطبيق "تلغرام" المرتبطة بمليشيا "كتائب حزب الله" العراقية تحذيرات للحكومة بشأن استمرار اعتقال مصلح، متحدثة عن "الاستعداد والجهوزية"، مع صورة لعناصر من مليشيا عراقية في استعراض مسلح سابق لها ببغداد.
ويتحدر قاسم مصلح (59 عاماً) من محافظة كربلاء، ويتولى فضلاً عن قيادة عمليات فصائل "الحشد" في منطقة القائم وغرب الأنبار الحدودية مع سورية، قيادة مليشيا "طفوف"، أحد الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، ويعتبر من المقربين لنائب رئيس هيئة "الحشد السابق" السابق، أبو مهدي المهندس، الذي قتل بغارة جوية أميركية قرب بغداد، مطلع يناير/ كانون الثاني 2020، مع زعيم "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني.