قالت مصادر أمنية كردية عراقية بمحافظة دهوك شماليّ البلاد، إنّ الجيش التركي نفّذ سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي، خلال الساعات الماضية من صباح اليوم الأحد، على مقارّ ومواقع تابعة لمسلحي حزب العمال الكردستاني بمناطق الزاب والعمادية وزاخو وسوران شرق إربيل وشماليّ دهوك، أدت إلى مقتل عدد من مسلحي الحزب التركي الذي ينشط داخل الأراضي العراقية منذ سنوات ويتخذها منطلقاً لشنّ اعتداءات متكررة داخل تركيا.
وتأتي الهجمات التركية الجديدة بعد إعلان مقتل عدد من الجنود الأتراك وجرح آخرين بهجوم لمسلحي حزب العمال الكردستاني، شماليّ العراق.
واليوم الأحد، قال مسؤول بقوات الأسايش في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 10 ضربات جوية نفذتها مقاتلات وطائرات مسيّرة تركية على مواقع مسلحي العمال الكردستاني في الزاب والعمادية وزاخو وسوران، مبيناً أن إحدى الهجمات استهدفت شاحنة محملة بالسلاح والذخيرة في قرية ديرلوك، ضواحي العمادية، أمس السبت، ما أدى إلى تدميرها ومقتل من فيها.
وتوقع مسؤول آخر في اللواء الـ 80 بقوات البيشمركة الكردية أن يكون القصف "مجرد بداية لعملية تركية واسعة في المناطق الحدودية العراقية مع تركيا"، مضيفاً أن "الجيش التركي قد يرد على هجوم الزاب الأخير الذي أدى إلى مقتل 9 جنود أتراك بعملية كبيرة ضد مسلحي حزب العمال. ونتوقع ضربات جوية ومدفعية وعمليات توغل برية".
وحمّل المسؤول حزب العمال الكردستاني مسؤولية ما وصفه بـ "جلب الخراب إلى مناطق إقليم كردستان، من خلال استتاره داخل تلك المناطق بعد كل عملية ينفذها داخل تركيا أو ضد الجيش التركي".
وتتركز العمليات التركية منذ عام 2021 على المناطق الحدودية التي تضم نحو 300 قرية وبلدة عراقية هجرها سكانها بعد سيطرة مسلحي حزب العمال الكردستاني عليها واتخاذها معاقل له، ولا سيما منطقة قنديل وزاخو والزاب.
وحول ذلك، يقول عضو مجلس محافظة دهوك السابق، محمد عقراوي، لـ"العربي الجديد"، إن أي معلومات دقيقة من تلك المناطق غير متوافرة، لكونها خارج سيطرة السلطة العراقية في بغداد وإقليم كردستان". مضيفاً أن هناك مراكز طبية خاصة بمسلحي الحزب، وهناك مقابر خاصة به أيضاً، لذلك أي حصيلة لخسائره جراء القصف تبقى غير دقيقة وتعتمد على تسريبات ترد من هناك".
ولفت عقراوي إلى أن "مناطق سيطرة الحزب تحولت إلى ساحة عمليات عسكرية بسبب أنشطته التي كثفها أخيراً بتنفيذ عمليات اعتقال لسكان محلييين بقرى مجاورة وأخذ إتاوات وفرض إجراءات بحق آخرين، تشبه الأحكام العرفية".
وتستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية، التي أطلقتها أنقرة رسمياً منذ منتصف عام 2021، مقارّ وعناصر حزب العمال الكردستاني، في مناطق عدة ضمن إقليم كردستان شماليّ العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.
وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "الكردستاني"، وتدمير مقارّ ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.