سحبت القوات التركية إحدى نقاطها العسكرية المتمركزة شمال محافظة إدلب، اليوم الخميس، وعززت بها نقاطاً ومواقع عسكرية تابعة لها منتشرةً في منطقة جبل الزاوية جنوبي المحافظة، والتي تقع على مقربة من خطوط التماس مع قوات النظام في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) شمال غرب سورية.
وأكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد" أن الجيش التركي سحب جميع الآليات العسكرية والعناصر التي كانت تتواجد داخل نقطته العسكرية المتمركزة في بلدة رام حمدان القريبة من مدينة بنش، والواقعة على طريق باب الهوى شمال محافظة إدلب، إلى نقطتين تتبعان له أيضاً في بلدتي البارة وكنصفرة ضمن منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، وذلك لتدعيم نقاط القوات التركية المتواجدة في المنطقة، والقريبة من خطوط التماس مع قوات النظام، مضيفةً أن "الهدف من التدعيم جاء بعد زيادة وتيرة الخروقات من خلال القصف المدفعي والصاروخي للنظام ومحاولات التسلل إلى نقاط المعارضة السورية في الآونة الأخيرة".
وأوضحت المصادر أن 4 دبابات، و5 ناقلات جند تحمل عناصر الجيش التركي، بالإضافة إلى صهاريج محروقات، وشاحنات محملة باللوجستيات والذخيرة، تموضعت في كل من نقطة تل بدران القريب من بلدة كنصفرة، ونقطة المناشر القريبة من بلدة البارة جنوبي محافظة إدلب، عند الساعة الثامنة من صباح اليوم الخميس، عقب الانتهاء من إخلاء نقطة رام حمدان بشكلٍ كامل.
وأشارت المصادر إلى أن القوات التركية تحاول مجدداً تدعيم جميع النقاط العسكرية التابعة لها، والتي أنشأتها مؤخراً في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وسهل الغاب غربي محافظة حماة، والتي انتهت القوات التركية من تحصينها بشكلٍ كامل من خلال رفع السواتر الترابية وحفر الأنفاق وتجهيز المتاريس على مدار الأشهر الخمسة الماضية.
ويعتقد العقيد مصطفى بكور، المتحدث الرسمي باسم "جيش العزة" أحد فصائل المعارضة السورية الفاعلة في إدلب، بأن سحب النقطة التركية من رام حمدان إلى جبل الزاوية يأتي في إطار تعزيز أو تبديل نقاط. مرجحاً أن لا تكون لذلك دلالات أخرى.
في سياق مُتصل، حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصدر آخر في المعارضة السورية، تفيد بأن صاروخاً مضاداً للطائرات أُطلق قبل أمس الثلاثاء من مناطق المعارضة السورية، على طائرة "تو-160" (البجعة البيضاء) الروسية، عند تحليقها في أجواء المحافظة لمسح وتحديد أهداف. وأكد المصدر الذي تحفظ على تحديد مكان الإطلاق بدقة، أن الصاروخ انفجر في السماء قبل وصوله للطائرة، مما أجبرها على العودة إلى القاعدة الجوية الروسية في "حميميم" ضمن منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية الشرقي.
وأكد بكور، لـ"العربي الجديد"، أن الروس لم يتوقفوا عن توجيه الاتهامات لفصائل المعارضة بخرق الاتفاقات "الروسية - التركية"، مضيفاً أن الهدف من ذلك تشكيل ضغط على الأتراك، وإيجاد مبرر للخروقات من قبل النظام والروس.
وأوضح القيادي في المعارضة السورية أنه "في العلم العسكري لا يمكن إطلاق صاروخ محمول على الكتف على طائرة مثل البجعة الروسية"، مُشيراً إلى أنه "يمكن تفسير إطلاق الصاروخ على أنه رسالة ممن أطلقه أنه أصبح يمتلك هذا النوع من الصواريخ المضادة للطيران، وبالتالي فإنه سيستخدمه ضد أنواع أخرى"
ويبدو أن إطلاق صاروخ الـ "م.ط" على طائرة روسية، جاء كرسالة رد على الخرق المستمر من قبل النظام وروسيا لوقف إطلاق النار في منطقة "خفض التصعيد الرابعة"، من خلال القصف الصاروخي والمدفعي، والغارات الجوية الروسية، لا سيما على المدن والبلدات القريبة من خطوط التماس، وأيضاً الاستهدافات التي طاولت عمق محافظة إدلب بقصف محيط معبر باب الهوى الحدودي وتجمع المخيمات المحيطة به، بالتزامن مع زيادة ادعاءات واتهامات وزارة الدفاع الروسية للمعارضة السورية بالتجهيز لهجمات كيميائية واستهداف قاعدتها الجوية "حميميم"، بُغية تكوين حجة لها أمام المجتمع الدولي لشن هجوم جديد على جبل الزاوية وإدلب بالعموم. ويتضح ذلك من خلال تكثيف محاولات التسلل نحو نقاط تمركز قوات المعارضة بمشاركة من القوات الخاصة الروسية، والتي كان آخرها قبل أيام قليلة في منطقة الرويحة، التي تعد البوابة الجنوبية الشرقية لجبل الزاوية، جنوب إدلب.