قالت مصادر أمنية عراقية كردية في إقليم كردستان، شمالي العراق، اليوم الثلاثاء، إن القوات التركية استهدفت عبر المدفعية الثقيلة عدداً من مواقع ومخابئ مسلحي حزب العمال الكردستاني في جبل متين (70 كيلومترا شمالي محافظة دهوك)، أدت إلى اشتعال النيران بعدد منها.
تزامن ذلك مع وصول وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وعدد من قادة الجيش إلى المنطقة الحدودية العراقية التركية، بعد ساعات من مقتل 3 جنود أتراك وإصابة آخرين في عمليات تنفذها القوات التركية ضد مسلحي حزب العمال في المدن والبلدات الحدودية العراقية المحاذية لتركيا.
وقال مسؤول أمني في جهاز "الأسايش" في دهوك، لـ"العربي الجديد"، إن المدفعية التركية قصفت خلال الساعات الماضية مواقع مختلفة لمسلحي حزب العمال، أحدها يعتقد أنه مخبأ للأسلحة، وأدى القصف لاشتعال النيران فيه وسماع انفجارات ثانوية في قرية خالية من السكان بمنطقة جبل متين، مؤكدا في اتصال هاتفي أن "طائرات مسيرة حلقت في المنطقة قبل القصف التركي".
وأكدت وكالة "الأناضول"، اليوم الثلاثاء، أن خلوصي أكار، ورئيس الأركان يشار غولر، وقائدا القوات البرية موسى آفسفار، والقوات الجوية حسن كوجوك آقيوز، توجهوا إلى الحدود مع العراق بعد مقتل 3 جنود أتراك وإصابة 4 آخرين في عملية "المخلب ـ القفل".
ونقلت الوكالة عن مراسلها أن العملية العسكرية تتواصل في المنطقة ضد إرهابيي "بي كا كا"، رغم الظروف الجوية السيئة.
في وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل 3 من جنودها وإصابة 4 آخرين، الثلاثاء، في منطقة عملية "المخلب ـ القفل" شمالي العراق.
وتنفذ القوات التركية منذ 18 من الشهر الماضي، عملية عسكرية شارك فيها سلاح الجو ووحدات برية خاصة، في قرى ومناطق عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان، تستهدف مواقع ومخابئ لمسلحي "الكردستاني"، أطلقت عليها اسم عملية "قفل المخلب"، وهي العملية الثالثة من نوعها في غضون عام واحد.
ويعمد مسلحو الحزب، الذي ينشط في المناطق العراقية الحدودية ضمن شرق أربيل وشمال دهوك، ويتخذها منطلقا لشن اعتداءات متكررة على الأراضي التركية المجاورة لها، إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرات في تلك المناطق، ضمن مساع لتأمين مقراته ومناطق وجوده، ما يشكل خطراً على حياة المدنيين بشكل رئيس.
في السياق، قال الخبير بالشأن الكردي أرشد كركوكلي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية نجحت في إدخال مسلحي حزب العمال الكردستاني بحرب استنزاف جديدة على مستوى المسلحين والبنى التحتية التي يمتلكها.
وأضاف أن الحزب المصنّف على لائحة الإرهاب، "خسر ما لا يقل عن 10 بالمائة من مناطق نفوذه الحدودية لصالح القوات التركية واضطر للتراجع إلى مثلث قنديل ومناطق ضواحي سوران وسيدكان".
ورجّح كركوكلي توسيع القوات التركية عملياتها الجوية في الفترة المقبلة بسبب "حالة انكشاف مقرات ومواقع الحزب الجديدة في محاور عدة، أبرزها حفتانين والزاب ومخور وسيدكان وسوران وماسي كاني وزاخو والعمادية".