قامت القوات الأميركية، التي استكملت، مساء أمس الاثنين، انسحابها من أفغانستان، بتدمير المعدات العسكرية، وتحديداً المروحيات الموجودة داخل مطار كابول كي لا تستفيد منها "طالبان" في المستقبل.
وباتت قوات "طالبان" تسيطر بشكل كامل على جميع أطراف المطار بعد خروج آخر القوات الأميركية منه مساء أمس.
ويقول رحيم الله، أحد عناصر "طالبان" الذي كان من أوائل من دخل إلى المطار ليلة أمس بعد خروج القوات الأميركية، لـ"العربي الجديد" إن الدمار يعمّ جميع أطراف المطار، ونرى سيارات منقلبة استخدمتها القوات الأميركية كحواجز من أجل منع المواطنين الأفغان من الدخول إلى المطار في أثناء عملية الإجلاء.
كذلك فإنه شاهد عدداً من المروحيات العسكرية في إحدى الحظائر داخل المطار، وقد دمرتها القوات الأميركية بشكل كامل، من خلال كسر زجاجاتها من الخارج، وإطلاق النار عليها، وكسر معداتها في الداخل. وأشار إلى أن القوات الأميركية أخرجت المعدات الإلكترونية من داخل المروحيات قبل القيام بتدميرها.
وتعليقاً على الموضوع، يقول الناشط الأفغاني والأكاديمي إنعام الله رحماني لـ"العربي الجديد" إن أميركا فعلت ذلك كي لا تستفيد منها "طالبان" في المستقبل؛ إذ لا تزال تعتبر "طالبان" عدوة لها.
وأوضح أن أميركا دمّرت معداتها العسكرية مستفيدة من تجربة الروس، الذين لم يدمروا معداتهم العسكرية عند الخروج من أفغانستان، مضيفاً: "عندما سيطرت الأحزاب الجهادية على كابول، ذهبت تلك المعدات كلها إلى دول الجوار، وحتى أميركا نفسها استفادت منها". وأوضح أن أميركا لا تريد أن تذهب تكنولوجية معداتها العسكرية إلى دول الجوار والقوى الدولية.
ويقول الزعيم القبلي محمد ضابط، وهو الآن أحد قادة "طالبان" الميدانيين، لـ"العربي الجديد" إن "أميركا عدوة لطالبان وللشعب الأفغاني، وهي ما أتت إلى أفغانستان من أجل مصالح الشعب الأفغاني وعمارة أفغانستان، بل جاءت من أجل الدفاع عن مصالحها، وبالتالي بعدما ذهبت لم تكن لتترك للأفغان ما يستفيدون منه".
وقامت قوات النخبة الأفغانية، التي انتقلت بجميع عناصرها إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال الأيام الماضية، قبل يومين بتفجير كل ما لديها من المعدات بأمر من القوات الأميركية، وهو ما أثار حفيظة الأفغان على وسائل التواصل الاجتماعي.
وسبق أن قامت القوات الأميركية بتدميرالمعدات العسكرية أيضاً في قاعدة باغرام، أكبر قاعدة جوية للقوات الأجنبية في أفغانستان قبل أن تتركها لطالبان.
ولم تعلق "طالبان" إلى الآن على هذه الخطوة، ربما لأنها مشغولة بالاحتفال باكتمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، أو لأنها كانت تتوقع أن تفعل القوات الأميركية ذلك.