أغلقت القنصلية البريطانية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ظهر اليوم الثلاثاء، أبوابها أمام نشطاء وأعضاء في التجمع الوطني للمستقلين والمؤسسة الدولية لمتابعة حقوق الشعب الفلسطيني قانونياً، ورفضت استقبال مذكرة احتجاج بذكرى وعد بلفور الـ105، مما اضطرهم إلى وضعها على بوابة القنصلية.
وتطالب المذكرة التي حملت توقيع العشرات من الشخصيات الوطنية والدينية، بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن جريمة إصدار وعد بلفور، وما نتج عنه من تداعيات على عموم الفلسطينيين لا تزال آثارها حتى الآن.
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في القدس ناصر قوس، والذي حمل المذكرة لتسليمها لمسؤولي القنصلية، في تصريح صحافي، "إن تصرف هؤلاء المسؤولين ليس مستغرباً، وهو يؤكد مجدداً العداء البريطاني للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية".
وكان تجمّع الشخصيات الوطنية في القدس، والذي ضم قيادات من مختلف الفصائل والشخصيات الاجتماعية من بينهم حاتم عبد القادر، ومنيب المصري، وراسم عبيدات، وآخرون، قد نظم وقفة احتجاجية قبل ذلك، أمام مبنى القنصلية في الشيخ جراح رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية واليافطات التي نددت بوعد بلفور والذي مرّ على صدوره 105 أعوام.
وتحدث خلال هذه الوقفة حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح، فأكد أن "هذه الجريمة لن تنشئ حقاً لإسرائيل في هذه الأرض، كما أنها لن تنشئ حقاً لبريطانيا في إصدار وعدها".
وأضاف عبد القادر: "نحن أمام جريمة ما زالت تداعياتها موجودة منذ مائة وخمسة أعوام وحتى هذه اللحظة، من خلال جرائم البطش والإرهاب والتوحش الصهيوني الذي يستهدف كل مكونات الشعب الفلسطيني الديمغرافية والدينية والتاريخية والهوية الوطنية".
وقال عبد القادر: "نحن نؤكد إصرارنا على مواصلة النضال، ولا يمكن أن نتنازل عن حقوقنا التاريخية المشروعة في كل أرض فلسطين"، مطالباً بريطانيا بالاعتذار عن جريمتها بحق الشعب الفلسطيني.
وعد بلفور
في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني لعام 1917، بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بَلفور، رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، عُرفت فيما بعد باسم "وعد بلفور".
هذا الوعد كان عاملاً رئيسياً في إقامة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عام 1948.
وجاء في نص الرسالة، إن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".
وزعم بلفور في رسالته، أن بريطانيا ستحافظ على حقوق القوميات الأخرى المقيمة في فلسطين، وهو ما لم تلتزم به.
وتزامن الوعد، مع احتلال بريطانيا، أراضي فلسطين التاريخية كاملة، خلال الحرب العالمية الأولى.
وبعد مرور عام، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه، لتتبعها موافقة أميركية رسمية عام 1919، ثم لحقت اليابان بالركب في العام ذاته.
وخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917- 1948)، عملت لندن على استجلاب اليهود من دول العالم كافة، وتنظيمهم وتقديم الدعم لهم لتأسيس دولة إسرائيل.
مسيرة لكسر الحصار عن نابلس
إلى ذلك، أصيب فلسطينيون عدة، اليوم الثلاثاء، بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة لكسر الحصار عن نابلس، نظمت على الحاجز العسكري المقام على مدخل بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة.
وتواصل قوات الاحتلال فرض حصار على مدينة نابلس وبعض القرى المحيطة، وتغلق المداخل بالحواجز والسواتر الترابية، منذ نحو 3 أسابيع، وتشدد من إجراءاتها عليها، وذلك بعد يوم من تنفيذ مجموعة "عرين الأسود" عملية إطلاق نار قتل فيها جندي إسرائيلي شمال غرب نابلس.
من جانب آخر، هاجم مستوطنون عدداً من النسوة، أثناء قطفهن ثمار الزيتون، في أراضي قريوت جنوب نابلس، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس.
كما اعتدى مستوطنون، اليوم الثلاثاء، على فلسطيني في قرية المنية جنوب بيت لحم جنوب الضفة، وحاولوا تحطيم زجاج سيارته، لكنه تصدى لهم.
على صعيد منفصل، أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية، أمس، قراراً برد الالتماس المقدم من قبل محامي مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، ضد أمر الهدم الصادر بحق مدرسة تجمع عين سامية البدوي، شرق رام الله، وسط الضفة الغربية. وصادقت المحكمة على طلب الهدم الذي طالبت به نيابة دولة الاحتلال، مع تأجيل أمر الهدم حتى نهاية العام الجاري.