القبة الحديدية أسقطت مسيرة إسرائيلية: خطأ آخر يضاف لعيوبها التشغيلية

13 مايو 2023
373 صاروخاً أطلقتها القبة الحديدية بتكلفة ناهزت 18 مليوناً و650 ألفًا (Getty)
+ الخط -

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم السبت، أن القبة الحديدية أسقطت مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال "عن طريق الخطأ" أثناء تحليقها شمال قطاع غزة.

ويضاف هذا "الخطأ" إلى سلسلة من العيوب التشغيلية التي رافقت أداء القبة الحديدية في كل جولة تصعيد تقريبًا، وآخرها خلال القصف الصاروخي الذي شنّته "سرايا القدس" عقب استشهاد خضر عدنان، والذي تخللته إصابات مباشرة كثيرة لصواريخ كان يفترض أن يتم اعتراضها، وقد أرجعت إسرائيل ذلك إلى تعطل القبة الحديدية في بعض المناطق.

وهذا من بين ما اعترف به جيش الاحتلال وحسب، رغم أنه لا يزال يصرّ على أن نجاح المنظومة يزداد نسبيًّا عبر السنين، وقد ناهز خلال هذه الجولة نحو 96%، وفق مزاعمه.

لكن رغم ذلك، تنجلي كلّ رشقة صاروخية للمقاومة تقريبًا عن إصابات مباشرة في المباني والمرافق المدنية داخل المناطق المستهدفة، أشدّها كان في "رحوفوت"، البعيدة نحو 60 كيلومترا عن القطاع، حيث تسبب أحد الصواريخ بتدمير طابق في مبنى سكني بالكامل، ومقتل إسرائيلية وإصابة 11 آخرين.

وبحسب ما نقلت القناة 12 في حينها عن مصادر أمنية، فإن القوة التدميرية للصاروخ كانت مفاجئة بالنسبة لمصالح الأمن الإسرائيلية، وكذلك مقدرته على إطلاق الشظايا بكميات كبيرة وعلى مسافات ممتدة. وما يزيد حيرة المختصين الإسرائيليين، الذين لا يزالون يعكفون على دراسة كل شظية من الصاروخ، هو أنهم لا يعتقدون أنه صاروخ إيراني هرّب إلى غزة، وإنما صنع داخل القطاع.

وتسبب صاروخ آخر بإغلاق الشارع رقم 4 في جنوب إسرائيل، وهو الشارع الرئيسي الرابط مع مدن مركز البلاد. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد اضطر هذا الأمر المسافرين الإسرائيليين بين المركز والجنوب إلى تغيير مسارهم، وسلوك طرق ترابية طويلة لبلوغ وجهاتهم.

وفي معركة "سيف القدس" عام 2021، أقرّ جيش الاحتلال باختلالات في عمل القبة الحديدية، أدّت إلى تغيير بعض صواريخ القبة مسارها أثناء اعتراض أخرى أطلقت من غزة، وارتدادها إلى مبانٍ سكنية في أسدود، الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الشمال من غزة.

وفي آخر إحصائية أصدرها جيش الاحتلال، في الساعة الرابعة عصر اليوم، فقد أحصى الأخير 1234 عملية إطلاق باتجاه الأراضي المحتلة، منها 976 صاروخًا عبرت الحدود، و221 مما تصفها دولة الاحتلال بـ"الإطلاقات الفاشلة"، و373 اعترضتها القبة الحديدية.

ولا تعترض القبة الحديدية إلا الصواريخ المصوبة نحو مركز المناطق السكنية، أو المواقع الأمنية والحيوية، وتترك تلك المتجهة إلى ما تسمّيها إسرائيل بـ"الأراضي المفتوحة" لتتابع مسارها. ومن بين الصواريخ التي سقطت في "أرض مفتوحة" خلال العدوان الأخيرة، واحد أصاب اليوم دفيئة زراعية في منطقة "نتيف هعسراه"، كان يتواجد فيها عمال من غزة، من الـ13 ألف عامل الذين تسمح لهم إسرائيل بالمرور من القطاع، ضمن تفاهمات تحسين أوضاع سكان القطاع التي أعقبت الحروب السابقة. أدت هذه الحادثة إلى مقتل أحدهم وإصابة اثنين آخرين؛ رغم أن الأعمال والصناعات وكافة مرافق الحياة متوقفة في مناطق غلاف غزة، بأوامر قيادة الجبهة الداخلية لجيش الاحتلال، منذ إعلان إسرائيل عن بدء الهجوم.

المساهمون