أحيا سكان مدينة القامشلي في شمال شرق سورية الذكرى العشرين لانتفاضة 12 آذار ضد النظام السوري بمشاركة المجلس الوطني الكردي، المنضوي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وأقاموا العديد من الفعاليات، صباح أمس الثلاثاء، مثل إضاءة الشموع والوقوف دقيقة صمت كما قاموا بزيارة مقابر الشهداء في حي الهلالية وقدور بك.
بدورهم قام الموالون للإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية بالمشاركة بمناسبة إحياء ذكرى الانتفاضة في ملعب شهداء 12 آذار في مدينة القامشلي. وتضمنت الفعالية: فقرات موسيقية قدمتها فرقة "سردهم" النحاسية، ومباراة ودية بين ناديي الجزيرة ودير الزور.
وقال عبد الحكيم هولي من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد" إن الانتفاضة "بدأت في 12 آذار 2004 على أرض ملعب القامشلي في مباراة فريقي الجهاد والفتوة، وقبل بدء المباراة قال برنامج الملاعب الخضراء (الذي يبث على أثير الإذاعة السورية الرسمية) إن مشاكل حصلت في الملعب، وأدى تدافع الناس إلى وفاة ثلاثة أطفال ما أدى إلى اندفاع كافة الأهالي ومشجعي نادي الجهاد إلى الملعب".
ويتابع هولي سرد أحداث ذلك اليوم: "مع اندفاع مشجعي الجهاد قام مؤيدو نادي الفتوة بالهجوم عليهم بالحجارة والعصي. ومع انتشار الخبر توجه الكثير من سكان المدينة نحو الملعب" ويقول هولي إن "محافظ الحسكة (تتبع القامشلي إدارياً لمحافظة الحسكة) أعطى أمراً بإطلاق الرصاص الحي على المدنيين ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين".
في اليوم التالي خرج أهالي القامشلي في موكب مهيب لتشييع الضحايا، ويقول هولي: "انطلق الموكب من جامع قاسمو باتجاه مقبرة الهلالية ومقبرة قدورك، ولكن الدولة واجهت المشيعين بالنار والرصاص الحي ما أدى إلى سقوط تسعة شهداء آخرين إضافة لعشرات الجرحى، وقامت المخابرات والأجهزة الأمنية باعتقال المئات".
فتنة حاول النظام إشعالها في القامشلي
من جهته، قال يوسف كوتي، عضو حركة المجتمع الديمقراطي، لـ"العربي الجديد" إن "انتفاضة 12 آذار أدت إلى استشهاد 38 مواطناً، ولم تكن تلك المجزرة الوحيدة التي ارتكبها النظام السوري تجاه سكان المنطقة. كانت هناك مجزرة بحق المعتقلين السياسيين في سجن الغويران عام 1993 راح ضحيتها 63 معتقلاً على يد النظام البعثي الشوفيني".
بدوره يروي محمود يوسف خلف من القامشلي لـ"العربي الجديد" ما شهده في الملعب: "أثناء هروبنا من الملعب واجهتني سيارة للأمن العسكري وحاصرتني بالحائط كان جاري محمد أمين موجوداً بنفس السيارة.. وسقط شهيداً".
وقال أحمد يوسف، من مدينة ديريك، لـ"العربي الجديد" إن "النظام السوري حاول في انتفاضة 12 آذار 2004 خلق فتنة بين المكونين الكردي والعربي، وكنت موجوداً يومها في الملعب، وكان فريق وجمهور الفتوة مجهزين أنفسهم لهذه الفتنة بالتنسيق مع النظام والجهات الفاعلة، ومع هجوم الجمهور بالحجارة قامت الدولة بمساندتهم، حيث أصبح يوماً بالنسبة لأهل القامشلي كمثال للثورات بالتكاتف بعضهم مع بعض ومواجهة مثل هذه الفتن".
سنحريب برصوم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني، قال لـ"العربي الجديد" إن "النظام حاول أن يكون يوم 12 آذار محطة سوداء بين شعوب المنطقة بخلق الفتنة، ولكنه فشل. كما فشل في الكثير من المحاولات لضرب الشعوب ببعضها. واليوم نحن نؤكد على وحدة وتكاتف كافة المكونات يداً بيد من أجل بناء مستقبل أفضل، ومن أجل بناء الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية التي رسخت وحدة الشعوب ومفهوم الشعوب والعيش المشترك والسلم الأهلي بين الجميع".