الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد محمد صلاح... والاحتلال والمستوطنون يواصلون اعتداءاتهم في الشيخ جراح

23 فبراير 2022
عمّ الإضراب الشامل محافظة بيت لحم حداداً على روح الطفل الشهيد صلاح (وفا/فيسبوك)
+ الخط -


شيّع آلاف الفلسطينيين، عصر اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد الطفل محمد رزق شحادة صلاح (14 عاماً) في مسقط رأسه، ببلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوبيّ الضفة الغربية، بمشاركة شعبية ورسمية. في وقت تواصلت فيه اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على أهالي الشيخ جراح والمتضامنين معهم.

وانطلق موكب تشييع الشهيد محمد صلاح من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي في بيت لحم، بمسيرة راجلة، وصولاً إلى مسقط رأسه في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وهناك ألقت عائلته نظرة الوداع عليه بالبكاء والدموع، في مشهد حزين ومؤثر، وبعدها أُقيمت صلاة الجنازة على جثمانه في المسجد الكبير في الخضر.


وبعد أداء صلاة الجنازة على جثمان الشهيد، حُمل الشهيد على الأكتاف وهو ملفوف بالعلم الفلسطيني، ورفع المشاركون أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، ثم جابت مسيرة حاشدة بمشاركة نحو أربعة آلاف فلسطيني شوارع بلدة الخضر على وقع الهتافات الوطنية التي تمجد الشهيد وتندد بجريمة الاحتلال بقتله.

ووصل المشيعون إلى مقبرة الشهداء في منطقة أبو سود غرب بلدة الخضر، حيث ووري الشهيد الثرى، وألقي العديد من الكلمات التي تمجد الشهيد وتندد بجريمة الاحتلال، فيما اندلعت مواجهات بعد التشييع، في عدة مناطق ببلدة الخضر بين الشبان وقوات الاحتلال، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وشيع جثمان الشهيد صلاح بعدما سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل عصر اليوم الأربعاء، جثمانه على حاجز مزموريا المقام شرق بيت لحم، ونُقل بسيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى بيت جالا الحكومي في بيت لحم.

وكان الإضراب الشامل قد عمّ محافظة بيت لحم منذ صباح اليوم الأربعاء، حداداً على روح الشهيد الطفل صلاح، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال ليل الثلاثاء، في أثناء لعبه مع أصدقائه قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي المنطقة الغربية لبلدة الخضر، ثم اعتقلته قوات الاحتلال وأعلنت استشهاده لاحقاً، ثم احتجزت جثمانه إلى أن سلمته لعائلته قبل عصر اليوم.

الاعتداءات في الشيخ جراح

من جهة أخرى، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، اليوم الأربعاء، اعتداءاتهم على أهالي حيّ الشيخ جراح في القدس والمتضامنين معهم، مع استمرار إجراءات الاحتلال المشددة في الحيّ وعلى مداخله ومحيطه.

واعتدت قوات الاحتلال ظهر اليوم، على الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية بالقدس، ما أدى إلى إصابته برضوض، ما استدعى نقله إلى المستشفى، علماً أن أبو الحمص يقيم مكتباً رمزياً في الشيخ جراح للتضامن مع الأهالي، ورداً على إقامة عضو الكنيست اليهودي المتطرف ايتمار بن غفير مكتباً له في الحي.

واقتحم بن غفير أرض عائلة سالم في حيّ الشيخ جراح المهددة بالإخلاء، مستفزاً المواطنين هناك، ومحاولاً اقتحام منزل عائلة المواطن محمود السعو بحماية قوات الاحتلال، ما أدى إلى اندلاع اشتباك بالأيدي أصيب خلاله أبو الحمص، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب رائد حجازي من أهالي الحي خلال تلك المناوشات.

اقتحامات واعتقالات

في سياق آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، خاصة في المنطقة الشرقية منه وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

إلى ذلك، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 11 سيدة فلسطينية و4 أطفال فلسطينيين من أهالي الضفة الغربية في أثناء زيارتهم مدينة القدس المحتلة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.

من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، الشاب محمد الفقيه من بلدة قطنة شمال غرب القدس، في أثناء مروره على حاجز عسكري نصبه الاحتلال في قرية بيت عور التحتا غرب رام الله وسط الضفة. فيما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس، وسط اندلاع مواجهات هناك، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات.

على صعيد آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أربعة مساكن وبركساً في قرية لصيفر جنوب مدينة الخليل جنوبيّ الضفة الغربية تعود ملكيتها للشقيقين محمود ومحمد خليل أبو قبيطة، وقريبهما أحمد أبو قبيطة وشردت أهلها، إضافة إلى بركس لتربية الأغنام يعود للعائلة ذاتها.

سياسة الهدم

على صعيد متصل، هدمت قوات الاحتلال اليوم، أربعة مساكن أخرى في قرية شعب البطم شرق يطا جنوبيّ الخليل، وشردت 40 فرداً من أهلها.

وأخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بهدم منزل الأسير عمر أحمد ياسين جرادات، من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين شمال الضفة الغربية، وفق ما أفاد به شقيقه أسد في حديث لـ"العربي الجديد".

وأشار جرادات إلى أن "قوات الاحتلال لم تحدد موعداً لهدم منزل شقيقه"، لكنه نوه بأن مؤسسة "هموكيد" الحقوقية ستقدم التماساً للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد قرار الهدم.

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الشقيقين عمر وغيث أحمد ياسين جرادات، ولاحقاً اعتقلت والدتهما عطاف جرادات، وهدمت منزل الأسير محمود جرادات في السيلة الحارثية قبل أسبوعين، وأصدرت قراراً بهدم منزل الأسير محمد يوسف جرادات الخميس المقبل.

وتتهم قوات الاحتلال أولئك الأسرى بالمشاركة بتنفيذ عملية إطلاق نار قتل فيها مستوطن إسرائيلي منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، على مدخل مستوطنة "حومش" المخلاة جنوب جنين.

من جانب آخر، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مجلس قروي ظهر العبد في منطقة يعبد جنوب غرب جنين، من حفر بئر مياه، بحجة عدم الترخيص، وتقع في منطقة مصنفة "ج"، وتصدى أهالي القرية لمحاولة الاحتلال الاستيلاء على حفار هناك.

 

الهلال الأحمر الفلسطيني

في سياق آخر، دعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان صحافي، جميع الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى إلزام إسرائيل، بوصفها القوة المحتلة، بكل الأحكام ذات الصلة الواردة في هذه الاتفاقيات، وأن تضمن احترام طواقم الجمعية وبعثاتها الطبية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة وحمايتها.

وقالت الجمعية: "إن عدد الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق طواقم الجمعية ومركباتها في الأرض الفلسطينية المحتلة العام الماضي، بلغ 103 انتهاكات".
 

المساهمون