الفصائل الفلسطينية في سورية تبحث مصيرها وتسلم مقرّات ومطلوبين

28 ديسمبر 2024
مسيرة لفصائل فلسطينية في دمشق، (31/12/2019 لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خلال الثورة السورية، انقسمت الفصائل الفلسطينية بين دعم النظام السوري مثل "القيادة العامة" و"فتح الانتفاضة"، وبين الصمت أو المعارضة كما فعلت "حماس"، مما أثر على دورها.
- بعد سقوط نظام الأسد، بدأت الفصائل بإعادة تنظيم صفوفها في دمشق، حيث تم محاسبة المتورطين في جرائم القتال، مع استثناء بعض القادة من الإجراءات.
- سيطرت "إدارة العمليات العسكرية" على مقرات الفصائل، وتم تسليم معسكرات "القيادة العامة" في لبنان للجيش اللبناني، مع توجه لإيقاف تجنيد الفلسطينيين وتحويل ثكنات "جيش التحرير الفلسطيني" للجيش السوري الجديد.

واجهت الفصائل الفلسطينية في سورية خلال سنوات الثورة التي انطلقت عام 2011، وحتى سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وضعاً استثنائياً حاداً لأول مرة منذ قيامها بمختلف مسمياتها وأيديولوجياتها، من الفصائل اليسارية القريبة من حزب البعث في سورية إلى الفصائل الماركسية والإسلامية.

وانعكس الوضع السوري الذي كان يغلي، طوال السنوات الماضية، على وضع تلك الفصائل (وعددها 14) ودورها: حركة فتح، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قوات الصاعقة، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، جبهة النضال الشعبي بشقّيها السوري وداخل الأراضي المحتلة، وجبهة التحرير الفلسطينية بشقيها أيضاً، وحزب الشعب الفلسطيني، وحزب فدا، وحركة فتح الانتفاضة، وحركة الجهاد الإسلامي، وحركة حماس. وتوزّعت بين مساند للنظام السابق في سورية، مثل القيادة العامة وفتح الانتفاضة، وجبهة النضال الشعبي، أو ملتزم الصمت مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية، أو كانت معارضة ضمناً كما فعلت "حماس"، ثم خرجت من سورية.

الفصائل الفلسطينية تلملم صفوفها

دفع سقوط نظام الأسد الفصائل الفلسطينية في سورية إلى محاولة لملمة صفوفها، إذ عقدت اجتماعات متتالية في مقر سفارة فلسطين بدمشق باعتبارها الجهة الشرعية الفلسطينية الأولى بقيادة حركة فتح، وأصدرت مواقف اعتبرت فيها أن ما جرى "خيار الشعب السوري الذي نحترمه". وفي هذا الصدد قال مصدر فلسطيني مقرب من الجبهة الشعبية- القيادة العامة، لـ"العربي الجديد"، إن جهات معنية في الجبهة، التي تعتبر أبرز فصيل ساند نظام الأسد، عقدت اجتماعات مع مختلف الفصائل، شهدت تدخّل القيادي في حركة حماس، خالد مشعل، لدى "إدارة العمليات العسكرية" ولدى الفصائل، لحل إشكالات تخص بعض الفصائل، وتحديداً "القيادة العامة" و"الصاعقة".

مصدر: إيقاف نحو 20 من "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" متورطين بجرائم قتل إلى جانب قوات النظام 

وأضاف أنه جرى التوافق على توقيف المتورطين في ارتكاب جرائم في القتال إلى جانب النظام السابق ومحاسبتهم، وقد جرى بالفعل إيقاف نحو 20 شخصاً من "القيادة العامة"، من دون التعرض لأمينها العام طلال ناجي، ولا مسؤول فصيل "الصاعقة" محمد قيس. وأوضح المصدر نفسه أنهم نقلوا إلى سجن حماة، لافتاً إلى وجود "مقاتلين فلسطينيين في صفوف هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) كانوا هُجّروا إلى الشمال السوري في أوقات سابقة، وهم يعرفون جيداً المتورطين الفلسطينيين إلى جانب قوات النظام (السابق)".

تسليم مقرات

ووفق مصدر من "فتح الانتفاضة"، تحدث لـ"العربي الجديد"، إن "إدارة العمليات العسكرية" في دمشق وضعت يدها على مقر قيادة "الصاعقة" العسكري في منطقة العباسيين بدمشق، ومكتب أحمد جبريل (مسؤول القيادة العامة السابق الذي توفي عام 2021) الذي ورثه ابنه أبو العمرين (ورث المكتب، أما الأمين العام للجبهة طلال ناجي). كما وضعت تلك الإدارة اليد على مقر العقيد زياد الصغير، مسؤول حركة فتح - الانتفاضة في ساحة التحرير بدمشق، بينما هرب الصغير إلى لبنان، وفق المصدر، وقد كان هذا المقر أساساً قبل عام 1983 مكتباً للرئيس الفلسطيني محمود عباس. كذلك جرى، وفق المصدر نفسه، وضع معسكرات القيادة العامة تحت قيادة "إدارة العمليات العسكرية"، والتوافق على إمكانية أن يتطوع الأعضاء الموجودون في صفوف هذه الإدارة. كما سلمت "القيادة العامة" معسكراتها وأنفاقها في لبنان للجيش اللبناني.

مصدر: التوجه هو نحو إيقاف التجنيد للفلسطينيين في سورية

أما المجموعات وكذلك الفصائل الفلسطينية في سورية التي نشأت مع الأزمة، وأسّستها مخابرات النظام السابق، وهي لواء القدس بقيادة محمد السعيد، وحركة فلسطين حرة بقيادة سائد عبد العال، وحركة فلسطين الديمقراطية بقيادة مازن شقير، فانتهت بهروب قادتها على الأغلب إلى لبنان، ومحاولة بعضهم تسوية أوضاعهم مع السلطات الجديدة في دمشق. وبالنسبة لـ"جيش التحرير الفلسطيني" (ثلاثة ألوية، من المجندين الفلسطينيين في سورية، وكانت تطبّق عليهم أنظمة جيش النظام)، فقال مصدر في قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، وإدارة المخابرات العامة التي يقودها اللواء ماجد فرج، لـ"العربي الجديد"، إن التوجه إيقاف التجنيد للفلسطينيين في سورية، وأن تتحول ثكنات "جيش التحرير" إلى الجيش السوري الجديد، على أن يجري التفاهم بشأن تفصيلات ذلك في الفترة المقبلة مع أعلى مستويات السلطة الفلسطينية.