الفصائل الفلسطينية توقّع رسمياً على "إعلان الجزائر" لإنهاء الانقسام

13 أكتوبر 2022
الفصائل الفلسطينية تتفق على اتخاذ الخطوات العملية لإنهاء الانقسام (الرئاسة الجزائرية)
+ الخط -

وقّعت الفصائل الفلسطينية الـ14 المشاركة في اجتماع لإنهاء الانقسام على وثيقة "إعلان الجزائر"، في قصر الأمم بنادي الصنوبر، في القاعة نفسها التي أعلن فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية في نوفمبر/تشرين الثاني 1988.

وشهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون توقيع قادة الفصائل الفلسطينية بالأحرف على اتفاق "إعلان الجزائر" لإنهاء الانقسام.

ووقّع إسماعيل هنية عن حركة "حماس"، وعزام الأحمد ممثلاً حركة "فتح"، وطلال ناجي باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ومصطفى البرغوثي عن "المبادرة الوطنية"، وعن "حركة الجهاد الإسلامي" محمد سعيد الهندي، وعمر أسعد مراد عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إضافة إلى توقيع قادة فصائل أخرى شاركت في الاجتماع، كـ"جبهة النضال الشعبي" و"جبهة التحرير" و"العاصفة"، وغيرها.

وتلى سفير دولة فلسطين فايز أبو عيطة وثيقة الاتفاق، والتي تضم تسعة بنود تتعلق بانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج خلال عام واحد من توقيع الإعلان، والتأكيد على أهمية الوحدة الفلسطينية، واعتماد لغة الحوار والتشاور في حل الخلافات على الساحة الفلسطينية، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، واعتبار المنظمة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتعزيز دورها، واتخاذ الخطوات العملية لإنهاء الانقسام فوراً.

ويؤكد الاتفاق على إجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، مع تحديد مدة زمنية لا تزيد عن العام، في المناطق الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس، وتوحيد المؤسسات الفلسطينية، وتفعيل آلية العمل للأمناء العامين للفصائل، على طريق إنهاء الانقسام، على أن يتولى فريق عمل جزائري عربي مشترك الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق، بإدارة جزائرية، فيما ألغي بند واحد كان مدرجا في المسودة التمهيدية، يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية، دون تقديم توضيحات حول خلفيات أسباب إلغاء هذا البند.

وتضمنت الوثيقة النهائية فقرة تعطي الغطاء الشرعي للمقاومة والمقاومة الشعبية، بتأكيد "القوى التزامها بتطوير المقاومة الشعبية وتوسيعها، وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة"، إضافة إلى التعهد مع "جماهير الشعب الفلسطيني الصامدة في القدس والضفة الغربية وغزة والشتات، المنتفضة ضد الاحتلال ونظام الاضطهاد والتمييز العنصري (الأبارتيد)، على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والالتفاف على برنامح وطني كفاحي جامع لكل مكونات الشعب الفلسطيني"، كما تم توجيه التحية إلى الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

وقال رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) إسماعيل هنية، في كلمة في ختام الحفل، إن "لحظة التوقيع هي لحظة تاريخية".

وأضاف هنية، الذي نزع دبوسا كان يرتديه يحمل صورة القدس ووضعه بشكل رمزي على صدر الرئيس الجزائري: "كل الشكر للجزائر، وهذا يوم أفراح في فلسطين وفي الجزائر، ولكل الأحرار"، معتبرا في المقابل أن "هذا يوم الأحزان في الكيان الصهيوني، فليحزنوا".

بدوره، أكد رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد: "بتوقيع الاتفاق نتخلص من سرطان الانقسام الغريب عن النضال الفلسطيني"، متعهدا بـ"تحمل هذه الأمانة بصدق، وهذا الاتفاق سنيفذ ولن يبقى حبرا على ورق، ونعاهد في حركة فتح أن نكون أول المنفذين".

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كلمة مقتضبة بطلب من قادة الفصائل الموقعين على الاتفاق، إنه "منذ أربعين سنة خلت، في نفس القاعة وتحت نفس السقف، أعلن من طرف المجاهد والمناضل ياسر عرفات عن قيام دولة فلسطينية، التي مرت بنكسات ومشاكل ومؤامرات، لكن اليوم هو يوم تاريخي، عادت فيه المياه إلى مجاريها". 

وثمّن تبون انخراط قادة الفصائل في المبادرة الجزائرية بقوله: "نشكر كل مسؤولي الفصائل، لأنهم لبوا رغبة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس والشتات، ولبوا رغبة الشعب الجزائري، هنيئا، ونتمنى أن نرى حقيقة قيام دولة فلسطين مستقلة كاملة الأركان في حدود 67، وعاصمتها القدس الشريف".

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إن "هذا اللقاء يتطلع له كل الفلسطينيين وكافة أنصار القضية الفلسطينية، ونشهد اختتام لقاء لمّ الشمل والوحدة الوطنية برعاية من الرئيس تبون وبدعم من الرئيس (محمود) عباس، وقادة الفصائل الفلسطينية. والمناضلون المستقلون، حضروا قلبا مفتوحا لإنجاز ما كان لزاما عليهم أن ينجزوه"، وأضاف: "نحيي كافة الفصائل الفلسطينية على تحليها بالمسؤولية للوصول إلى هذا الاتفاق على وثيقة هامة تحت عنوان "إعلان الجزائر للمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"".

وذكر السفير الفلسطيني في الجزائر أبو عيطة، في كلمة له خلال الحفل: "نتمنى أن ينهي الاتفاق الانقسام، والرئيس محمود عباس يدعمه"، مشيدا بالدعم الجزائري.

وكانت الفصائل الفلسطينية قد بدأت اجتماعاتها الثلاثاء الماضي، بحضور ممثلين عن دول عربية. واختتمت اللقاءات مساء أمس الأربعاء، بعد التوافق على مجمل التفاهمات السياسية حول مسودة كانت قدمتها الجزائر.

المساهمون