العملية التركية شماليّ العراق: أربيل تُحمّل "الكردستاني" المسؤولية وبغداد تستدعي سفير أنقرة

19 ابريل 2022
العملية التركية تشارك فيها أيضاً وحدات برية (أرشيف/ اوزكان بلغين/ الأناضول)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، يواصل سلاح الجو التركي ووحدات برية خاصة عمليات عسكرية واسعة في قرى ومناطق عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان العراق، تستهدف مواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من تلك المناطق منطلقاً لشنّ هجمات متكررة داخل الأراضي التركية، فيما حمّلت حكومة الإقليم "الكردستاني" المسؤولية، واستدعت بغداد سفير أنقرة للاحتجاج.

وحمّلت حكومة إقليم كردستان العراق مسلحي "العمال الكردستاني" مسؤولية الأوضاع الحالية في مناطق الإقليم، وذلك وسط معلومات مؤكدة حصل عليها "العربي الجديد" بسيطرة القوات التركية على نقاط مهمة في سلسة جبال متين المطلة على الحدود مع تركيا، خلال الساعات الماضية، بعد انسحاب مسلحي "الكردستاني" نتيجة خسائر مُنوا بها خلال الساعات الماضية.

وقال مسؤول رفيع في قوات البيشمركة ضمن وحدات "الزيرفاني" الخاصة، التي استنفرت قواتها منذ أمس لمنع محاولة تسلل مسلحي "الكردستاني" إلى مناطق جديدة، نتيجة ضغط الجيش التركي، على غرار مرات سابقة، إن "القوات التركية تحقق تقدماً سريعاً في عمليتها باليوم الثاني، ودمرت عدداً من مخابئ الأسلحة التي نتجت منها انفجارات ثانوية وانفلاق قذائف بعد قصفها".

وأكد المسؤول ذاته، في تصريح لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم كشف اسمه: "يظهر أن الجيش التركي يخطط لتأمين حدوده من جيوب مسلحي حزب العمال بشكل كامل"، نافياً أن تكون هناك مواجهات مباشرة، بالقول إن "الكردستاني يعتمد على الكمائن والألغام والقنص، ويعمد للانسحاب من المناطق التي تقصفها الطائرات ويتقدم فيها الجنود الأتراك".

ووفقاً للمسؤول ذاته، فقد سيطر الجيش التركي على مواقع حيوية في قمة جبل متين ومرتفعات كورزار، شماليّ محافظة دهوك، انسحب منها مسلحو "العمال الكردستاني"، متحدثاً عن عمليات داخل عمق 15 كيلومتراً في الأراضي العراقية حالياً.

من جهته، قال الناشط آرام عقراوي إن أي خسائر في صفوف المدنيين لم تسجل، لأن أغلب المناطق المستهدفة بالعمليات خالية من السكان منذ سنوات، مضيفاً، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن قوات البيشمركة فرضت حظر تجوال ليلي يبدأ بعد الساعة الـ 8 مساء، في المناطق والقرى المحاذية للعمليات، تحسباً لأي تسلل لمسلحي حزب "العمال الكردستاني" إليها.

في الأثناء، حمّلت حكومة إقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، حزب "العمال الكردستاني" مسؤولية العمليات العسكرية التي تجريها القوات التركية، داعية القوى الكردية في تركيا وإيران المعارضة لأنقرة وطهران إلى معالجة المشاكل فيما بينها بالطرق السلمية.

وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم، جوتيار عادل، في تصريح أدلى به للصحافيين، إن "الكردستاني" سبّب مشاكل كبيرة للسكان في تلك المناطق التي توجد فيها بإقليم كردستان، فـ"هذه المناطق لم يُعَد تأهيلها وإعمارها لهذا السبب، وبقاء مسلحي حزب العمال الكردستاني يلحق مزيداً من الأضرار في إقليم كردستان".

وتابع قائلاً: "ندعو جميع الأطراف إلى معالجة المشاكل فيما بينهم بالطرق السلمية، وألّا يحولوا إقليم كردستان إلى ميدان للصراع والحروب، ويلحقوا الضرر بتجربة الإقليم".

وأشار عادل إلى أن حكومة كردستان العراق "تسعى للتواصل مع الدول كافة، سواء في المنطقة أو العالم، بهدف تمتين العلاقات على المستوى الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، بما يصبّ في المصلحة العليا للإقليم".

من جانبها، استدعت وزارة الخارجية العراقية، الثلاثاء، السفير التركي لدى بغداد، علي رضا كوناي، وسلمته احتجاجاً على العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي شماليّ العراق.

وذكر بيان لوزارة الخارجية أنها استدعت السفير "على خلفيّة الخروقات والانتهاكات المُستمِرّة للجيش التركيّ، ومنها العمليّة العسكريّة الأخيرة واسعة النطاق، إذ طاولَت مناطقَ متينا، الزاب، أفاشين، وباسيان في شمال العراق"، مضيفة أنها سلمته "مُذكّرة احتجاج، داعيةً إلى الكفّ عن مثل هذه الخروقات المرفوضة".

وورد في البيان كذلك أن "الحكومة العراقيّة تجدد مطالبتها بانسحاب كامل القوّات التركية من الأراضي العراقية بنحو يعكس احتراماً ملزماً للسيادة الوطنيَّة".

في السياق ذاته، توقع الباحث بالشأن السياسي العراقي فراس ألياس ألا تكون العملية التركية الحالية سوى مرحلة أولى لعمليات لاحقة لها أهداف محددة.

وأضاف ألياس، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع "تويتر"، أن "العملية التي انطلقت يوم أمس ليست إلا الصفحة الأولى، وستتبعها عمليات أخرى تطاول محيط سنجار ومخمور، من أجل قطع أي تواصل جغرافي للحزب، مع الحدود العراقية التركية، وكذلك خلق حائط صد مع مناطق انتشار قوات البيشمركة".

وأكد أن الهدف التركي الآخر من العمليات "حظر مرور الحزب عبر العراق وسورية إلى تركيا بشكل كامل، وتدمير مراكز القيادة والسيطرة التابعة للحزب في محيط سنجار".

المساهمون