للأسبوع الثاني على التوالي، تواصل وحدات عسكرية تركية عملياتها البرية والجوية في مناطق وبلدات حدودية شمالي العراق، تستهدف مخابئ ومواقع تابعة لمسلحي حزب العمال الكردستاني، مسجلة خسائر جديدة في صفوفه، وفقا لمسؤولين ومراقبين لأوضاع المناطق العراقية الحدودية، التي يتخذ منها الحزب معاقل تقليدية له وينفذ بين وقت وآخر اعتداءات مسلحة داخل الأراضي التركية انطلاقا منها.
واليوم الأحد، قال مسؤول رفيع في قوات البشمركة، ضمن اللواء 80 المنتشر في مناطق محاذية لسيطرة مسلحي حزب العمال بمناطق سوران وسيدكان العراقية، قرب دهوك، إن "الطيران التركي نفذ ليلة أمس سلسلة هجمات جديدة استهدفت مخابئ ومواقع لمسلحي الكردستاني".
وأضاف المسؤول، لـ"العربي الجديد"، أن القصف "استهدف سفح جبل كارة في العمادية، وأيضا منطقة جبل متين، وهناك خسائر في صفوف مسلحي حزب العمال الكردستاني جراء الهجوم الجديد".
وبين أن "مهمة قوات البشمركة الوحيدة هي منع تمدد القتال والاشتباكات إلى مناطق المدنيين، إذ يسعى مسلحو العمال الكردستاني إلى تعويض خسائرهم الجغرافية منذ بدء العمليات التركية على حساب التمدد إلى مناطق أخرى".
بدوره، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان العراق سيروان شقلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن وزارة صحة الإقليم لم تسجل خسائر بشرية في صفوف المدنيين جراء العمليات التركية منذ بدايتها، حيث تتركز معظمها في مناطق غير مأهولة.
واعتبر شقلاوي أن "أنشطة الحزب صارت تمثل تهديدا أمنيا كبيرا لاستقرار الإقليم وكامل مناطق شمال العراق"، محمّلا حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مسؤولية عدم تدخلها في الأزمة الأمنية بالمناطق الحدودية مع تركيا.
واتهم الحزبَ باختطاف عدد من المواطنين في الفترة الماضية بمزاعم التجسس أو العمالة، مشيراً إلى أن "الكردستاني" قام بإطلاق سراح عدد منهم، لكن بعد تعريضهم للتعذيب الشديد.
خسائر "ثقيلة"
وفي السياق، قال الخبير بالشأن الكردي في محافظة كركوك، شمالي العراق، أرشد كركوكلي، لـ"العربي الجديد"، إن خسائر مسلحي حزب العمال خلال العملية التركية المتواصلة "ثقيلة"، مضيفا أن "مسلحي الحزب لا يعلنون خسائرهم، وهذه سياسة الحزب منذ سنوات طويلة، خوفا من تأثر معنويات عناصره، لكن المعلومات المتحصلة من مناطق سيطرته تفيد بأنه فقد مفارز ووحدات مهمة من عناصره خلال الضربات التركية المتوالية".
ووصف كركوكلي عدم نجاح الحزب في كسب تعاطف الشارع الكردي معه عبر وسائل الإعلام الناطقة بالكردية، خلال الأيام الماضية، بأنه "دليل على نقمة الناس جراء جرائمه المتكررة في مناطق انتشاره".
ورجح فقدان الحزب العشرات من مسلحيه منذ بدء العملية، إضافة إلى خسارته مخازن أسلحة ومتفجرات مهمة جرى قصفها في الأيام الماضية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في الثامن عشر من الشهر المنصرم، عن بدء عملية عسكرية واسعة لملاحقة جيوب مسلحي حزب العمال الكردستاني، أطلقت عليها "قفل المخلب"، وهي العملية الثالثة من نوعها في غضون عام واحد.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن العملية تهدف إلى "منع الهجمات الإرهابية على شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق، وضمان أمن حدودنا"، مبينا أنها تشمل مناطق متين والزاب وأفشين وباسيان، وهي بلدات ومناطق جبلية تقع شمال أربيل وشرقي دهوك وتخضع منذ سنوات لسيطرة مسلحي "الكردستاني"، من دون أن تكون هناك أي سيطرة لحكومتي أربيل أو بغداد عليها، كما أن معظم أهلها نازحون بفعل عسكرة مسلحي الحزب للمنطقة.