العمال الكردستاني يلغّم الطرق الزراعية في دهوك: مخاوف من التصعيد

06 نوفمبر 2020
البشمركة تحذر الأهالي من الألغام (دييجو كوبولو/ Getty)
+ الخط -

أقدم عناصر حزب "العمال الكردستاني" على تلغيم عدد من الطرق الزراعية بمحافظة دهوك، ضمن إقليم كردستان العراق، داخل بلدات حدودية مع الأراضي التركية، في خطوة اعتبرها مسؤولون في قوات البشمركة "تصعيدية"، بعد يوم واحد من اعتداء مسلحي الحزب على قوة أمنية تابعة للإقليم، أسفر عن مقتل عنصر من البشمركة وجرح اثنين آخرين في منطقة جمانكي، شمالي محافظة دهوك قرب قضاء العمادية، سبقها بنحو أسبوع واحد تفجير أنبوب ناقل لنفط الإقليم باتجاه تركيا.

ومع تعزيز البشمركة وجودها في مناطق التماس مع عناصر الحزب، أكد أحد ضباطها أنه "تم رصد عناصر الحزب وهم يقومون بتلغيم عدد من الطرق الزراعية في بلدت بمحافظة دهوك"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "التلغيم شمل أيضاً عدداً من الطرق في مناطق التماس مع قواتنا".

وأكد أن "هذه الخطوة تعدّ تصعيدية بالمنظور العسكري، لكن الأوامر التي تلقيناها من قبل القيادات العليا نصّت على تجنب الصدام المسلح مع عناصر الحزب قدر المستطاع، وأن تكون مهام قواتنا دفاعية فقط"، مشدداً على أن "هناك حالة ترقب في مناطق التماس، واستعدادات دفاعية لدى قواتنا".

وأشار: "أبلغنا أهالي القرى والمناطق الزراعية بتلغيم شوارعهم، وطالبناهم بالحذر وعدم التحرك إلا للضرورة"، مؤكداً أن "زرع العبوات تسبب بحالة رعب لدى الأهالي".

النائب السابق عن القوى الكردية، ماجد شنكالي، أكد لـ"العربي الجديد" أن "زرع العبوات سيدفع الأهالي إلى النزوح من تلك المناطق، وهذا تترتب عليه نتائج سلبية كثيرة على وضع العوائل وترك مناطقهم الزراعية، وهي أعباء جديدة تضاف على حكومة الإقليم"، مبيناً أن "تواجد عناصر الحزب في مناطق الإقليم تسبب ويتسبب بأزمات كبيرة، كما تسبب بانتشار الجيش التركي داخل أراضي الإقليم في زاخو وقنديل وغيرها من المناطق".

وعبّر عن قلقه من "الخطوات التي أقدم عليها عناصر الحزب، من خلال اعتدائهم على البشمركة، وقبله بيومين تفجير الأنبوب الناقل لنفط الإقليم إلى تركيا، ومن ثم تلغيم الطرق"، مؤكداً أن "عناصر الحزب يعملون بالضد من الإقليم، وأن وجودهم ألحق أضراراً كبيرة بكردستان، واليوم الأضرار وصلت إلى حد سقوط ضحايا من الكرد".

 

وأكد أنه "يجب أن تترك عناصر الحزب أراضي الإقليم، دفعاً للأذى والإضرار بمصالح الإقليم، فحكومة كردستان لا تريد القتال معهم، فضلاً عن أن مجرد وجودهم هو انتهاك لسيادة العراق، وقد تسببوا أيضاً بمنع أهالي سنجار من العودة إلى البلدة بسبب التخوف من وجودهم، والقصف التركي الذي يتسببون فيه".

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، عصمت رجب، أكد أن "عناصر حزب العمال نقلوا ساحة معاركهم من تركيا إلى إقليم كردستان، وهم يتسببون بترويع المواطنين، والتأثير على حياتهم، ومنعهم من العمل حتى في مناطقهم"، مضيفا، في تصريح صحافي، أن "تصرفات عناصر الحزب تظهر عداءهم الواضح لحكومة الإقليم وقوات البشمركة، ضمن أجندة إقليمية يدفعهم باتجاهها أعداء كردستان".

وأشار إلى أن "وجود عناصر الحزب في الإقليم غير قانوني، وأن تأثيراتهم السلبية كبيرة على مناطق الإقليم".

يأتي ذلك في وقت تثار مخاوف من احتمال تفجر نزاع مسلح بين حكومة الإقليم ومسلحي حزب "العمال الكردستاني" المصنف تركياً على لائحة "الإرهاب"، والموجودين داخل أراضي الإقليم منذ سنوات طويلة، وتتهمهم أربيل بجلب "المشاكل والموت لإقليم كردستان"، لا سيما مع تسجيل أكثر من حدث أمني شهدته مناطق الإقليم خلال أقل من أسبوعين، مع تصعيد واضح في لهجة أربيل تجاه الحزب.