دعم العلاقات الاقتصادية محور زيارة رئيس وزراء باكستان الجديد للسعودية

29 ابريل 2022
وصل شريف الخميس إلى المدينة المنورة بعد أسابيع من الاضطرابات السياسية في باكستان (Getty)
+ الخط -

يشكّل دعم العلاقات الاقتصادية، المحور الأبرز، لرئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف المنتخب حديثاً، الذي وصل إلى السعودية، أمس، في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه، في الوقت الذي تعاني فيه باكستان من ديون ضخمة وتضخم متصاعد وأزمة طاقة متفاقمة.

ووصل شريف يوم الخميس إلى المدينة المنورة، بعد أسابيع فقط من اضطرابات سياسية في باكستان أدت إلى إطاحة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان.

وأبدى شريف حماسه قبل مغادرته، حتى أنه تحدث باللغة العربية في تسجيل مصوّر أشاد خلاله بـ"المملكة الشقيقة"، البلد الذي قضى فيه سنوات في المنفى، وأقام علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين.

ورغم أن شريف سعى إلى الاستفادة من رحلته الأولى إلى "مهد الإسلام" باعتبارها معلماً دبلوماسياً بارزاً، إلا أن الانقسامات السياسية التي دفعت باكستان إلى حافة الأزمة كانت واضحة للغاية خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام.

ورفع العشرات من أنصار خان قبضاتهم في إشارة إلى دعم رئيس الوزراء السابق، ووجهوا الشتائم إلى شريف، واستهزأوا بخصمهم السياسي أثناء زيارته أحد أقدس الأماكن الإسلامية، في مشهد نادر من الفوضى بالمسجد النبوي في المدينة المنورة، ما أثار غضباً شعبياً وإدانة مرة أخرى في باكستان.

وجاءت زيارة شريف بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسب ما أفادت وزارة الخارجية الباكستانية، "من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وخلق فرص أكبر للقوى العاملة الباكستانية في السعودية".

وتستضيف المملكة حوالي 2.7 مليون باكستاني، أكثر من أي دولة أخرى. ومن المتوقع أن تصل تحويلات العمالة الوافدة من باكستان إلى 32 مليار دولار هذا العام، وفقاً للبنك المركزي الباكستاني.

وكتب شريف على "تويتر" قائلاً: "سأجري مباحثات واسعة النطاق مع القيادة السعودية لتجديد وإعادة تأكيد روابط الأخوة والصداقة".

جدير بالذكر أن شريف هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق الموصوم بالفساد نواز شريف، الذي واجهته، مثل أفراد الأسرة النافذين الآخرين، اتهامات بالفساد والتي رفضوها باعتبارها ذات دوافع سياسية.

ويشار إلى أن السعودية أرض مألوفة لبيت شريف السياسي. فبعد انقلاب عسكري غير دموي أطاح شريف الأكبر من السلطة عام 1999، وافقت السعودية على استضافة نواز شريف المخلوع وعائلته.

وجاء في برقية دبلوماسية أميركية يعود تاريخها لعام 2008 ونشرها موقع التسريبات الإلكترونية "ويكيليكس" إن شهباز ونواز شريف "يحتفظان بعلاقات تجارية وشخصية ممتازة مع الأسرة المالكة السعودية". كما جاء في البرقية أن "أموالاً سعودية هي التي موّلت حملة شريف البرلمانية".

ورافق شهباز شريف في زيارته وفدٌ يضم نحو أربعين شخصاً، بينهم مسؤولون وأعضاء من الأسرة. حجم الوفد أثار انتقادات حادة من قبل أنصار حزب حركة الإنصاف التي يتزعمها خان، ودفع شريف لتأكيد أنه استأجر رحلة طيران تجارية على نفقته الخاصة.

وزاد الجدل مع زيارة شريف المسجد النبوي في المدينة المنورة في إطار عمرة قام بها شريف. فبينما كان شريف والوفد المرافق له يتجوّل في ساحة المسجد النبوي الهادئ، تعالت أصوات العشرات من الحجيج الباكستانيين في المسجد وهم يهتفون "جور"، والتي تعني "لص" باللغة الأوردية، على مرأى من رئيس وزرائهم المنتخب حديثاً، بحسب تسجيل مصور انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأمكن مشاهدة عناصر الحرس السعودي يحاولون كبح جماح الحجيج. وظهر رجل في أحد التسجيلات المصورة وهو يشد شعر مسؤول باكستاني. ولم تصدر السلطات السعودية تعقيباً من أي نوع على الواقعة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن شريف صلى المغرب والعشاء في مسجد المدينة المنورة، بدون مزيد من التفاصيل.

(أسوشييتد برس)

 

المساهمون