العراق يتقدّم بشكوى أممية ضد إسرائيل بعد استخدام مجاله الجوي لضرب إيران

28 أكتوبر 2024
مندوب العراق بالأمم المتحدة يتوسط مندوبي لبنان وإيران، 2 أكتوبر 2024(براين سميث/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قدم العراق مذكرة احتجاج للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تدين استخدام الطائرات الإسرائيلية للأجواء العراقية في هجوم على إيران، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، وأكدت التزامها بسيادتها واستقلالها.
- أعربت فصائل عراقية عن استنكارها للهجوم، محملة الجانب الأمريكي المسؤولية، وطالبت بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، مشيرة إلى أن التعدي يشكل استهتاراً خطيراً.
- استهدفت إسرائيل منشآت إيرانية لتطوير أسلحة نووية، مما أضر بقدرة إيران على تجديد مخزونها الصاروخي، وطالبت إيران بعقد اجتماع لمجلس الأمن لبحث الهجوم.

قدّم العراق، اليوم الاثنين، مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إثر انتهاك الاحتلال الإسرائيلي أجواءه لتنفيذ هجومه على إيران، السبت، والذي أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم أربعة ضباط. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي إن المذكرة تضمّنت إدانة "الانتهاك الصارخ الذي ارتكبه الكيان الصهيوني بخرق أجواء العراق وسيادته".

وأشار العوادي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إلى أن "العراق تقدّم رسمياً بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة الانتهاك الصارخ الذي ارتكبه الكيان الصهيوني بخرق طائراته المعتدية أجواء العراق وسيادته، واستخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري".

ووجّه رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، بحسب ما ورد في بيان، وزارة الخارجية "بالتواصل مع الجانب الأميركي بشأن هذا الخرق، طبقاً لبنود اتفاق الإطار الاستراتيجي الثنائي، والتزام الولايات المتحدة تجاه أمن وسيادة العراق". وأضاف البيان أن "الحكومة العراقية تؤكد التزامها الثابت بسيادة العراق واستقلاله وحرمة أراضيه، وبأنها تعمل على مختلف الصعد لمواجهة هذه الانتهاكات، وتشدد على عدم السماح باستخدام الأجواء أو الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى، خصوصاً دول الجوار التي تجمعها بالعراق علاقات احترام ومصالح مشتركة".

وتابع: "يعكس هذا الموقف حرص العراق على اتباع سياسة الحفاظ على استقرار المنطقة، من خلال منع أي استغلال لأراضيه في صراعات إقليمية، ودعمه حلَّ النزاعات عبر الحوار والتفاهم المتبادل".

فصائل عراقية تتوعّد واشنطن وتل أبيب

إلى ذلك، قالت كتائب حزب الله، أبرز الفصائل المسلحة في العراق، في بيان، إن "استخدام الأجواء العراقية لتوجيه ضربات لمنشآت إيرانية، وتكرارها على موجات استمرت لساعات، يُعدّ سابقة خطيرة لم تتعرض لها إيران من قبل، إضافة إلى وجود معطيات تشير إلى استخدام أراضي الأردن وصحراء الحجاز ممراً لطائراتهم، وما كان هذا ليحصل لولا وجود اتفاق وسبق إصرار مع الأميركيين المهيمنين على السماء العراقية".

وأضافت الكتائب أن "التعدي على الجمهورية الإسلامية من كيان مارق دخيل على المنطقة يشكل استهتاراً وتجاوزاً خطيراً يجب ألا يمر تحت أي ظرف، وإلا أصبح الأمر متاحاً، وسيكرره هذا العدو المسعور، ولما تقدم، على الأميركي أن يدفع ثمن استهتاره باستخدام الأجواء العراقية، وهذا ما سيكون بعونه تعالى في زمانه ومكانه، ولا يستثنى الصهاينة من ذلك، فبعد أن تجرأوا على إيران سيتجرؤون على العراق حتماً إذا لم يدفعوا ثمن عدوانهم باهظاً".

من جهته، قال الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، أبرز قادة الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، في بيان له: "نحّمل الجانب الأميركي المسؤولية الكاملة عن انتهاك طائرات الكيان الصهيوني الغاصب لسيادة الأجواء العراقية، والاعتداء السافر على الجمهورية الاسلامية، وبذلك فقد أثبت الجانب الأميركي مجدداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية". وأضاف العامري أن "الجانب الأميركي يعمل بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاجه لممارسة أساليبه العدوانية وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة، ولهذا فقد باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بكافة أشكاله".

أمّا القيادي في كتائب سيد الشهداء عباس الزيدي، فقال في تصريح صحافي إن "فاتورة الحساب والاقتصاص من الكيان الصهيوني تزداد يوماً بعد يوم حسب ما يقترفه من جرائم وعدوان على أمتنا الإسلامية العظيمة، خصوصاً في لبنان وغزة"، مشيراً إلى أنه "يضاف لها ما ارتكبه من اعتداءات على عراقنا الحبيب معروفة عبر مفاصل زمنية، واليوم جدد هذا الكيان جريمة اختراق الأجواء العراقية ليشن من خلالها عدواناً على الجمهورية الإسلامية".

وأكد القيادي في كتائب سيد الشهداء التي يتزعمها أبو آلاء الولائي أنه "يقيناً، فصائل المقاومة العراقية ستوجه ضربات عقابية ردعية للعدو كقصاص عادل، لكنها هذه المرة ستكون من العيار الثقيل".

وفجر السبت، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على إيران استهدف منشأة كانت جزءاً من برنامج إيران السابق لتطوير أسلحة نووية، إضافة إلى منشآت تستخدم لخلط وقود الصواريخ الصلب، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن باحثين، في حين قال موقع أكسيوس الأميركي إن إسرائيل دمرت في الضربات 12 "خلاطاً صناعياً" تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ما ألحق أضراراً جسيمة بقدرة إيران على تجديد مخزونها الصاروخي.

ويلتئم مجلس الأمن اليوم لبحث الهجوم الإسرائيلي على إيران. وقالت بعثة سويسرا لدى الأمم المتحدة إن إيران هي التي طلبت عقد الاجتماع، بدعم من الجزائر والصين وروسيا. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في رسالة إلى مجلس الأمن، السبت: "تشكل تصرفات النظام الإسرائيلي تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، وتزيد من زعزعة استقرار المنطقة الهشة بالفعل". وأضاف "تحتفظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تماشياً مع المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وبموجب القانون الدولي، بحقها الأصيل في الرد القانوني والمشروع على هذه الهجمات الإجرامية في الوقت المناسب".