العراق يتسلّم 50 عنصراً من معتقلي "داعش" في سجون "قسد"

13 اغسطس 2022
يخطط العراق لنقل المعتقلين إلى سجونه ومحاكمتهم في البلاد (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات العراقية، اليوم السبت، تسلّمها 50 عنصراً من معتقلي تنظيم داعش ممن يحملون الجنسية العراقية، الموجودين لدى "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في محافظة الحسكة السورية، ضمن خطة لنقلهم إلى السجون العراقية ومحاكمتهم في البلاد.

وكان العراق قد أوقف في الأشهر الماضية نقل دفعة من معتقلي التنظيم إلى سجونه، بسبب ضغوط سياسية تتعرض لها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، من الأطراف المتحالفة مع إيران، والتي ترفض إعادة المعتقلين، وتحذر من خطورتهم.

وتضمّ السجون التابعة لمليشيات "قسد" المئات من المعتقلين العراقيين من أعضاء تنظيم "داعش". وقد تسلّم العراق خلال السنوات الماضية العشرات منهم في إطار برنامج أمني ركز على تسلم قيادات التنظيم البارزة لغرض محاكمتها وفقاً للقوانين العراقية النافذة بالبلاد، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ووفقاً لبيان لخلية الإعلام الأمني العراقي، اليوم، فإنه "من خلال التنسيق والتعاون المشترك، تسلمت قيادة العمليات المشتركة 50 إرهابياً من عناصر داعش من الذين يحملون الجنسية العراقية بعد أن تم القبض عليهم داخل الأراضي السورية"، مؤكداً أن "عملية استلام هؤلاء الإرهابيين تمت عبر منفذ ربيعة الحدودي".

وأوضح البيان أن "وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية استلمت الإرهابيين لغرض إكمال الإجراءات اللازمة بحقهم"، مشيراً إلى أن "قيادة العمليات المشتركة مستمرة في متابعة العناصر الإرهابية المنهزمة داخل البلاد وخارجها، لحين القصاص العادل منهم".

وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح لقناة "العراقية" المملوكة للحكومة إن "عملية تسلم الإرهابيين كان مخططا لها منذ وقت بعيد، وهي نتيجة الاتصالات والعمل المشترك"، مبيناً أن "البعض من هؤلاء الإرهابيين مجرمون خطرون، وقياديون في داعش، ومسؤولون عن الكثير من العمليات الإرهابية"، وفقاً لقوله.

من جهته، أكد مسؤول أمني عراقي أن "العراق يسعى لاستعادة جميع معتقلي داعش من ذوي الجنسية العراقية، وتوزيعهم على السجون في البلاد، ومن ثم عرضهم على المحاكم المختصة وإصدار الأحكام بحقهم"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، أن "إعادة هؤلاء الإرهابين سيسهم بزوال خطرهم على البلاد، حيث سيحول من دون إمكانية هروبهم من سجون قسد، وتسللهم إلى العراق".

وشدد على أن "الحكومة تبذل جهداً لأجل استلام جميع السجناء، وأن هذا الملف من الملفات الأمنية الذي يجب ألا تتدخل به الأطراف السياسية".

وتسبب هجوم تنظيم داعش على سجن غويران في الحسكة في العشرين من يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، بإحياء المخاوف العراقية من خطورة الأوضاع في سجون "قسد"، وإمكانية فرار عناصر التنظيم من هذه السجون وانتقالهم مجدداً إلى العراق، إذ يقع أقرب تلك السجون على بعد 40 كيلومتراً من الحدود العراقية، وتحديداً مع محافظة نينوى التي ما زالت مرتبكة أمنياً.

وخلال الفترات الماضية، أجرت القوات العراقية عمليات عسكرية متتابعة لضبط أمن الحدود مع سورية، ضمن محافظتي الأنبار ونينوى، وتضمنت نشر وحدات عسكرية واستبدال أخرى، ونصب أبراج وكاميرات مراقبة، وغير ذلك من الإجراءات. كذلك نفذت عمليات عسكرية بإسناد من الطيران العراقي، لمنع عمليات التسلل.

المساهمون