بعد يومين من انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي في العراق وتحولها إلى مهام التسليح والتدريب، أكدت قيادة الجيش العراقي الحاجة إلى الدعم الاستخباراتي الدولي خلال المرحلة المقبلة، لضرب بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، لافتة إلى أن تدخل طيران التحالف سيكون عند الضرورة فقط.
وأول أمس الجمعة، أكملت قوات التحالف الدولي سحب قواتها القتالية من العراق، على إثر الاتفاق الذي توصلت إليه بغداد وواشنطن بعد 4 جولات من الحوار دامت لعدة أشهر، وانتهت في يوليو/تموز الماضي.
ووفقاً للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، فإن "ثقة الحكومة عالية بالقوات العراقية التي تسلمت المعسكرات من قوات التحالف الدولي"، مبيناً في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، أن "القوات الأمنية لديها القدرة على مقارعة الإرهاب، وهي من وقفت في الميدان، ونفذت العمليات القتالية، وكان هناك إسناد جوي لها من قبل التحالف الدولي".
وأكد أن "قواتنا ليست بحاجة لدعم بري قتالي دولي، بل تحتاج للدعم في مجال الاستطلاع والمعلومات الاستخباراتية، وهو مستمر، وأيضاً نحتاج للمشورة والتدريب من التحالف الدولي"، مشيراً إلى أن "الحاجة لطيران التحالف الدولي ستكون عند أي ضرورة تحتاج لقدرات أعلى من القدرات العراقية".
وأضاف أن "لدى القوة الجوية العراقية قدرات، لكنها تحتاج لتطوير ومعدات وإمكانات عالية لرفع مستوى هذا السلاح المهم"، مشيراً إلى أن "الهدف من طلب الدعم المستمر من التحالف الدولي في مجالات الضربات الجوية والتدريب والتطوير والمعلومات الاستخباراتية، إبقاء القوات العراقية على قدرة عالية من الاستعداد لملاحقة الإرهاب وضربه".
وشدد قائلاً: "نحتاج بشكل مستمر إلى تعزيز تلك القوات بأعداد إضافية لتجديدها وتطويرها ورفع قدراتها، والأمر مناط بميزانية الدولة والدرجات الوظيفية المتوافرة، ولدينا خطط نعمل عليها حالياً لزيادة عديد القوات لسببين مهمين، هما عاملا تقادم العمر والإصابات".
وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، اللواء يحيى رسول، قد أكد في وقت سابق أن مستشاري التحالف سيكونون في قاعدتي عين الأسد (بمحافظة الأنبار) وحرير (في أربيل)، وبحماية عسكرية عراقية، فيما أكد الحاجة إلى طيران التحالف الدولي.
وبدأت القوات العراقية تكثيف عملياتها العسكرية في المحافظات المحررة، خشية من تصاعد هجمات التنظيم بالتزامن مع انتهاء مهام التحالف.
وعلى الرغم من تلك العمليات، إلا أن عناصر التنظيم ما زالت تنفذ هجمات في مناطق عدة من تلك المحافظات، إذ نفذت ليل أمس السبت هجومين على "الحشد الشعبي"، ووفقاً لمصادر أمنية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "عناصر من التنظيم، هاجموا حواجز أمنية للحشد، قرب قرية كوكجان ببلدة العظيم شمالي محافظة ديالى".
وأضافت أنه "بالتزامن مع الهجوم، هاجم عناصر آخرون للتنظيم، قوة للحشد في محور آخر من بلدة العظيم، واشتبكوا مع عناصرها"، مؤكداً أن "الهجومين أديا إلى سقوط قتيل وجريحين من الحشد الشعبي".
يجري ذلك في وقت بدت فيه قيادات الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران، غير مطمئنة إلى بقاء مستشاري التحالف الدولي. وفي كلمة لزعيم "العصائب"، وهي جماعة مسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، قيس الخزعلي، أمس السبت خلال مسيرة للفصائل إحياءً لذكرى مقتل قائد "فيلق القدس"، الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، في بغداد، أكد أن "الاحتلال الأميركي يحاول أن يراوغ ويبرر وجوده العسكري في العراق"، مشيراً إلى أن "المقاومة ستجبرهم على الخروج من البلاد".