أعلنت السلطات العراقية في العاصمة بغداد، اليوم الأحد، تخصيص مكافأة مالية لم تحدّد قيمتها، لقاء أي معلومات مجدية تُمكن من التوصل إلى مكان دفن العراقيين والكويتيين المفقودين، عقب حرب الخليج عام 1991.
ودعا بيان مشترك لوزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين، اليوم الأحد، كلّ من تتوفر لديهم معلومات عن مواقع دفن مفقودين داخل الأراضي العراقية أو الكويتية خلال الحرب إلى تقديمها، معلناً أنه سيتم تخصيص مكافأة مالية لقاء "معلومات مجدية توصلنا إلى نتائج إيجابية على الأرض، من خلال التواصل مع السفارات والقنصليات العراقية في الخارج، أو الاتصال على رقم الخط الساخن والبريد الإلكتروني لمديرية حقوق الإنسان في وزارة الدفاع".
كما نشر البيان أرقام هواتف وزارة الخارجية العراقية، وبعثة الصليب الأحمر في بغداد، وأرقام هواتف السفارة الكويتية والقنصليات التابعة لها في البصرة وأربيل.
نداء انساني ..
— وزارة الدفاع العراقية (@modmiliq) August 27, 2023
تدعو وزارتا الدفاع والخارجية العراقية من تتوفر لديهم معلومات عن مواقع دفن مفترضة لمفقودين عراقيين وكويتيين داخل الأراضي العراقية او الكويتية جراء حرب الخليج الثانية عام 1991 وسيتم تخصيص مكافأة لمن يُدلي بمعلومات مُجدية توصلنا الى نتائج إيجابية على الأرض من خلال…
ويسعى العراق إلى إغلاق ملف آثار غزو دولة الكويت، للخروج بشكل كامل من تحت طائلة العقوبات الدولية التي فُرضت عليه عقب ذلك، بما فيها معرفة مصير ضحايا الحرب من الكويتيين المفقودين لغاية الآن، وكذلك المفقودات، لا سيما الأرشيف والوثائق التي فُقدت من المؤسسات والدوائر الكويتية.
ولا يزال ملف المفقودين جراء حرب الخليج محط اهتمام البلدين الجارين، وبحسب أرقام سابقة للصليب الأحمر، فلم يتم العثور إلا على 215 كويتياً و85 عراقياً، بأماكن مختلفة أغلبها بالجنوب العراقي، وسط غياب للمعلومات عن مصير أعداد كبيرة تُقدّر بالآلاف.
في شهر أغسطس/ آب عام 2019، سلّم العراق رفات عدد من ضحايا حرب الخليج الثانية 1991، إلى الكويت، حيث جرى تسليم الرفات بين البلدين، بشكل رسمي، لكن حتى لآن ما زالت قوائم المفقودين، خاصة من الكويتيين، تمنع إغلاق الملف.
وأنهت بغداد عام 2021 دفع كامل التعويضات المترتبة عليها لصالح الكويت، والبالغة أكثر من 52 مليار دولار، بعد أكثر من 30 عاماً على حرب الخليج الثانية.
وفي هذا السياق، قال الناشط الحقوقي في محافظة البصرة كمال العيداني، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "هذا النداء الذي توجهه السلطات العراقية حيال البحث عن أي خيط يوصل لمكان دفن الضحايا المفقودين هو الثالث من نوعه خلال هذا العام، بعد نداء مماثل أطلقته في مايو/ أيار الماضي".
وأضاف العيداني، في اتصال هاتفي، أنّ "الملف يمثل مسألة أخلاقية وإنسانية لكلا البلدين، والدعوات العراقية صادقة وراغبة في إغلاق الملف بالكامل".
وأشار إلى أنّ "محافظة البصرة، باعتبارها حدودية مع الكويت وأغلب أحداث حرب الخليج كانت فيها، يكون التركيز عليها أكثر من باقي المحافظات العراقية، ونرى بين وقت وآخر فرق بحث عراقية بهذا الخصوص، ونأمل فعلاً أن تحقق تلك الدعوات مبتغاها".