العراق: مخاوف من تصعيد عسكري محتمل بعد قصف "عين الأسد"

06 اغسطس 2024
قاعدة عين الأسد (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الهجوم على قاعدة عين الأسد:** فصيل "الثائرون" قصف القاعدة، مما أدى إلى إصابة جنود أميركيين، بعد اتصال بين رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية الأميركي لتهدئة الأوضاع.
- **التوترات بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية:** تصاعد التوتر بين الأميركيين والفصائل المسلحة، مع تحذيرات من تصعيد جديد إذا قامت الولايات المتحدة بأي عمل عسكري.
- **التوقعات والتحليلات الأمنية:** واشنطن قد تلجأ إلى اغتيال قيادات الفصائل، مما سيزيد التوتر، والحكومة العراقية تجد نفسها في موقف محرج بسبب فقدان السيطرة على الفصائل.

تترقب الأوساط السياسية والحكومية في العراق، رد الفعل الأميركي المتوقع على قصف قاعدة "عين الأسد"، وإصابة عدد من الجنود الأميركيين، في هجوم تبناه فصيل مسلح أطلق على نفسه اسم "الثائرون". وجاء الهجوم بعد ساعات من إجراء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكد فيه الطرفان على ضرورة التهدئة ومنع اتساع دائرة الحرب.

وفي أول تعليق لها، قالت قيادة العمليات العراقية المشتركة المرتبطة برئيس الوزراء إن "الاعتداء" تم "بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة حمل من داخل قضاء حديثة، حيث شرعت قطعاتنا الأمنية بالتحرّك الفوري، وضبطت العجلة، وفي داخلها ثمانية صواريخ من أصل عشرة كانت مُعدّة للإطلاق، وتم تفكيكها تحت السيطرة من قبل مفارز المعالجة الهندسية".

وأضاف البيان أن منفذي الهجوم تجري ملاحقتهم بناء على "معلومات مهمة"، لافتاً إلى أنه ستجري "محاسبة المقصّرين المسؤولين عن القاطع (منطقة الهجوم)، من القادة والآمرين والضبّاط". وشدد البيان على التمسك بـ"سيادة العراق واستقلاله، ورفض أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، على الأراضي والمصالح والأهداف العراقية".

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت، لـ"العربي الجديد"، إن هناك "قلقاً عراقياً على الأمن، ومخاوف من تصاعد التوتر بين الأميركيين والفصائل". وبين وتوت أن "الحكومة العراقية تعمل على تهدئة الأوضاع ومنع جعل العراق ساحة لأي صراع وحرب". وقال إن "هذا يؤثر على الاستقرار الأمني والاقتصادي، وعلى كل الأوضاع في البلاد، خاصة ونحن في مرحلة الإعمار والبناء، ومحاولة جلب الاستثمارات الأجنبية".

وأضاف: "إذا أقدمت الولايات المتحدة على عمليات عدوان جديدة ضد فصائل الحشد الشعبي أو استهداف بعض قادة تلك الفصائل، فهذا سيصعد الموقف، بشكل أخطر، ولهذا يجب على الجميع التهدئة والعمل على إبعاد العراق عن دائرة الحرب المنتشرة في عموم المنطقة".

من جهته، قال القيادي في حركة "أنصار الله الأوفياء" علي الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "استهداف القوات الأميركية في العراق أمر طبيعي ورد فعل متوقع على العدوان الأميركي الأخير ضد قوات الحشد الشعبي في جرف الصخر بمحافظة بابل". وأضاف أن "هذا العدوان أنهى أي تهدئة مع تلك القوات المحتلة".

وبين الفتلاوي أن "فصائل المقاومة جاهزة ومستعدة لأي شيء ولديها القدرة والإمكانية لأي حرب مفتوحة مباشرة أو غير مباشرة مع القوات الأميركية المحتلة". وحذر القيادي من أن "أي عمل عسكري أميركي ضد الحشد والفصائل، سيترتب عليه تصعيد جديد من المقاومة بضرب القوات الأميركية في العراق والمنطقة". وقال: "لا يمكن السكوت بعد الآن على أي عدوان أميركي، والفصائل مستعدة وجاهزة لأي شيء مقابل إخراج القوات الأميركية المحتلة من العراق والحفاظ على سيادة البلد ومنع تهديد أمنه واستقراره من تلك القوات".

في المقابل، قال الخبير في الشأن الأمني العراقي سيف رعد، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك ترقباً لرد الفعل الأميركي، خاصة وأن واشنطن أبلغت بغداد أكثر من مرة بأنها سترد وبقوة على أي اعتداء على مصالحها وقواتها في العراق والمنطقة، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأميركي في اتصاله مع السوداني".

وبين رعد أن لجوء واشنطن إلى اغتيال شخصيات قيادية في الفصائل أمر غير مستبعد، مضيفاً: "هذا التوجه أصبح سياسة واشنطن في الرد على أي قصف تتعرض له القوات الأميركية". وقال إن استهداف أي شخصية بارزة من الفصائل سوف يصعد الموقف الأمني وسيكون له تداعيات كبيرة وخطيرة.

وأضاف أن "الحكومة العراقية في موقف لا تحسد عليه، فهي محرجة أمام المجتمع الدولي، بسبب فقدان السيطرة على سلاح الفصائل، كما لا تستطيع إيقاف الولايات المتحدة الأميركية، عن أي رد فعل عسكري تجاه الفصائل، ولهذا الكل يترقب ما سيحدث من تطور وتصاعد في الأحداث الأمنية خلال الساعات المقبلة".

3 هجمات على عين الأسد خلال شهر

وأعلن فصيل مسلّح يطلق على نفسه اسم "الثوريون"، مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد غربي العراق، ليل الاثنين الثلاثاء، ما أسفر عن إصابات في صفوف الجنود الأميركيين.

ومنذ أيام عدة، تواصل قوات الأمن العراقية الانتشار على مسافات واسعة في محيط قاعدة عين الأسد لمنع أي استهداف محتمل للقاعدة الجوية العسكرية. وهذا الهجوم هو الثالث من نوعه الذي تتعرض له منشآت عسكرية أميركية في العراق خلال أقل من شهر، رغم الجهود التي تبذلها حكومة السوداني للحفاظ على حالة التهدئة بين الفصائل المسلحة الموالية لطهران والقوات الأميركية.

وتعرّضت قاعدة عين الأسد التي تضم أكبر عدد من القوات الأميركية في العراق، لهجمات صاروخية عدة منذ سنوات، وزادت هذه الهجمات بعد اندلاع الحرب على غزة، في إطار الرد العراقي على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع المحاصر.

المساهمون