العراق: محاولة اغتيال ناشط بارز بالتظاهرات في محافظة واسط

08 اغسطس 2021
عمليات قتل وخطف تعرض لها الناشطون العراقيون (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت محافظة واسط (جنوبيّ العراق)، وهي إحدى المحافظات البارزة بالاحتجاجات الشعبية، محاولة اغتيال تعرّض لها الناشط في التظاهرات قاسم بهلول التميمي، الذي أصيب بطلقات نارية سبّبت له جروحاً خطيرة.

وهاجم مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى مليشيات متنفذة بالمحافظة، في ساعة متأخرة من ليل السبت/الأحد، الناشط قرب منزله بمنطقة الفلاحية بمدينة الكوت (مركز المحافظة)، وأطلقوا عليه عدّة رصاصات من مسدسات شخصية، ما أدى إلى إصابته برصاصتين، نقل على إثرها إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج.
ووفقاً لضابط في شرطة المحافظة، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن "المهاجمين كانوا يستقلون دراجة نارية، وقد تمكنوا من الفرار عقب تنفيذ الهجوم"، مبيناً أن "الناشط أصيب بجروح خطيرة، وهو حالياً في المستشفى ويخضع لعملية جراحية".

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

وأشار إلى أن "التحقيق يجرى حالياً بالحادث لكشف تفاصيله، وأن الحادث يحمل بصمات مليشيات متنفذة بالمحافظة".
وحمّل سالم الركابي، وهو ناشط في المحافظة، الأجهزة الأمنية في المحافظة مسؤولية الفشل بتوفير الحماية للناشط التميمي، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "التميمي تلقى تهديدات عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، من جماعة مسلحة هددته بالقتل، إذا استمر بعمله بتنظيم التظاهرات والاحتجاجات الشعبية".
وأضاف أن "التميمي أبلغ الشرطة في حينها، وحمّلها مسؤولية توفير الحماية له"، مشيراً إلى أن "القوات الأمنية مسؤولة عن الحادث، وعن عمليات الاغتيال الأخرى".
وانتقد ناشطون وإعلاميون "الفشل الحكومي" بمنع عمليات الاغتيال التي يتعرض لها الناشطون في عدد من المحافظات.
وقال الإعلامي عمر حبيب، في تغريدة على "تويتر": "حالة التميمي ما زالت صعبة.  أعان الله العراقيين على الفشل الحكومي بحماية الشعب".

وتندرج حادثة الاغتيال هذه ضمن سلسلة عمليات منظمة تعرض لها الناشطون في عدد من المحافظات العراقية، ولا سيما الجنوبية، أدت إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين، فيما لم يُكشَف عن الجهات التي تقف وراء تلك الحوادث.
ولا توجد إحصائية رسمية من قبل الجهات العراقية، بأعداد الناشطين الذين تعرضوا لمحاولات اغتيال، إلا أن بعثة الأمم المتحدة في العراق وثقت 48 حادثة اغتيال بين أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهو موعد بدء الاحتجاجات، وحتى الـ15 من مايو/أيار 2021، إلا أن الرقم لم يبد مقنعاً، وأن ناشطين عدّوه "أقل بكثير من الرقم الحقيقي".
وأدت التظاهرات إلى مقتل ما لا يقل عن 700 شخص وإصابة أكثر من 22 ألفاً آخرين، وفق إحصاءات أعلنتها في حينها مفوضية حقوق الإنسان العراقية.

 

وأطلقت الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي، منذ نيلها الثقة في السابع من مايو/أيار من العام الماضي، وعوداً متكررة لحماية الناشطين، ومحاسبة قتلة المتظاهرين، إلا أنها لم تتمكن من منع الاعتداءات التي يتعرض لها ناشطون، على الرغم من الانتقادات التي تتعرض لها من قبل منظمات دولية بسبب سوء تعاملها مع ملف الاحتجاجات، وعدم قدرتها على محاسبة الأطراف المتورطة في قمع الاحتجاجات واغتيال الناشطين وخطفهم وتهديدهم. 

المساهمون