السفير البريطاني ببغداد يتحدث عن "هدنة" أوقفت هجمات الفصائل على البعثات الدبلوماسية

09 يونيو 2023
السفير البريطاني لدى العراق مارك برايسون ريتشاردسون (العربي الجديد)
+ الخط -

وصف السفير البريطاني في العاصمة العراقية بغداد مارك برايسون ريتشاردسون إيقاف الهجمات على البعثات الدبلوماسية من قبل الفصائل المسلحة في العراق بأنه "هدنة"، داعياً إلى استثمارها بتطوير البلد.

وفي لقاء متلفز مع محطة تلفزيون محلية عراقية، الخميس، قال ريتشاردسون إن "هذه الفترة شهدنا فيها استقراراً في العراق، ونحن نرحب بذلك"، لافتاً إلى أن "الاستقرار مهم في مكافحة تنظيم داعش الذي ما زال موجوداً في العراق، وهناك تعاون وتنسيق لمحاربته يجب أن يستمر"، مشدداً على أنه "إذا أردنا أن نرى الاستثمار والتجارة والتطور في العراق، فإن الأمن مهم بتحقيق ذلك".

ووصف توقف الهجمات على البعثات الدبلوماسية في البلاد بأنه "هدنة"، داعياً "كل الأطراف العراقية والفصائل لأن تركز على مستقبل ومصالح البلد، وأن يكون هناك استقرار في البلد".

وقبل تشكيل حكومة محمد شياع السوداني في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كانت القواعد والمعسكرات التي تضم القوات الأميركية في العراق تتعرض دائماً لعمليات قصف من قبل فصائل مسلحة تُعرّف عن نفسها بمصطلح "فصائل المقاومة الإسلامية"، بواسطة طائرات مسيّرة أو صواريخ "كاتيوشا"، إضافة إلى استهداف أرتال الدعم اللوجستي التابعة لقوات التحالف الدولي.

وكان آخر هجوم صاروخي شهدته المنطقة الخضراء قد وقع في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، بصواريخ سقط عدد منها في محيط السفارة الأميركية، أعقبته هجمات بعبوات ناسفة استهدفت ما تُعرف بأرتال الدعم اللوجيستي التي تحمل معدات غير عسكرية لقوات التحالف في العراق، آخرها في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

من جهته، رجح الخبير الأمني العراقي عباس الجبوري، وهو برتبة لواء في الجيش العراقي السابق، أن "تستمر الهدنة غير المعلنة بين الفصائل من جهة والحكومة العراقية من جهة أخرى"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الفصائل المسلحة العراقية هي رهينة سياسة ومصالح معينة، ومتى شعرت بأنها في وضع مريح لها، توقفت عن أي هجمات، وأن تلك الفصائل اليوم جزء من حكومة (محمد الشياع) السوداني ولها تمثيل برلماني كبير ومقاعد وزارية ومناصب حكومية مهمة، لذلك فإن الهجمات تتعارض مع تلك المكاسب".

وأكد أن "التهدئة ستستمر، بل إن تلك الفصائل ستقف بوجه كل من يحاول أن يهاجم تلك المقار، إلا في حال اختلفت مصالحها"، مبيناً أن "هذا الاستقرار لا يُعدّ مكسباً للعراق، بل هو مكسب للفصائل التي دخلت هدنة لتبتلع من أموال وخيرات العراق ما تريد، وتعزز قوة أذرعها العسكرية بالمال والسلاح والعدد، وهذا هو الخطر الذي يتفاقم في البلد".

من جهته، استغرب الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرةداغي، خطاب السفير، الذي يتعامل مع تلك الفصائل على أنها جزء مهم من الواقع السياسي العراقي، معلقاً في تغريدة: "بعد سنوات على وعودكم بتحقيق الديمقراطية في هذا البلد، تخرج منكم هذه التصريحات المضحكة التي تُجسد الواقع المؤسف".

يجري ذلك في وقت تشهد فيه الساحة العراقية حالة من الهدوء الأمني غير المسبوق بين الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والقوات الأميركية في العراق، بعد توقّف عمليات القصف واستهداف المصالح الأميركية منذ ما يزيد على 6 أشهر. وتُعدّ فترة التهدئة هذه الأطول منذ مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع يناير/ كانون الثاني 2020.

وجاءت هذه التهدئة، التي لم تُعلَن رسمياً، بعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني من قِبل "الإطار التنسيقي"، الذي يجمع الكتل والأحزاب المقربة من طهران.

وتوجد القوات الأميركية في ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة "عين الأسد" الواقعة على بعد 130 كيلومتراً من مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غربي البلاد، وقاعدة "حرير" شمال أربيل، ضمن إقليم كردستان العراق، إلى جانب معسكر "فيكتوريا" الملاصق لمطار بغداد، الذي توجد فيه وحدة مهام وتحليل معلومات استخبارية. وتحوي السفارة الأميركية وسط بغداد قوة صغيرة خاصة مكلفة حماية السفارة والبعثة الموجودة فيها.

المساهمون