حذّر مسؤولون أكراد في إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، من خطورة معسكرات حزب العمال الكردستاني الموجودة في مناطق وبلدات داخل الإقليم قرب الحدود مع تركيا، مؤكدين أن تلك المعسكرات تعمل على تجنيد الأطفال وزجهم في المعارك ضد القوات التركية، محملين الحكومة المركزية في بغداد مسؤولية هذا الملف.
وأكد مسؤولون في الإقليم، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي عن بغداد، أن خطر عناصر الحزب يتفاقم، لا سيما مع عدم وجود أي إجراءات حكومية من قبل بغداد للحد من تحركات الحزب المصنف على لائحة الإرهاب.
وقال مسؤول في قوات البشمركة، لـ"العربي الجديد"، إن عناصر الحزب يعملون على تجنيد الأطفال في معسكراتهم بمناطق حدودية، أبرزها قنديل، وكذلك الأمر في منطقة مخمور وسنجار في نينوى، مبيناً أن تلك "المعسكرات تستقطب الأطفال وتغريهم بالأموال، وتعمل على غسل أدمغتهم لكي ينتموا إلى الحزب".
وأشار إلى أن الحزب "يزج بالفتية والأطفال في المعارك التي يخوضها ضد تركيا"، مؤكدًا أن "هذا التوجه خطير للغاية، ويؤثر على أمن الإقليم وأمن البلاد، ما يحتم على الحكومة المركزية وضع حد لذلك".
من جانبه، دعا القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى منع تلك المعسكرات ووضع حد لتحركات عناصر الحزب.
وقال شنكالي إن "وجود حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان بحد ذاته هو خطر على الإقليم، فكيف إذا ما فتحت معسكرات لتجنيد لأطفال دون سن السادسة عشرة؟"، مؤكداً أن تلك المعسكرات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل الإقليم.
وشدد على ضرورة العمل لمنع هذه المعسكرات، مشيراً إلى أن "الحزب لديه تعاملات مع إيران وغيرها، والتي تقدم له كل الدعم لتحقيق أجنداته في مناطق الإقليم، كمدينة سنجار ومخمور وبعض مناطق أربيل".
ودعا القيادي إلى ضرورة التنسيق على المستوى العسكري بين بغداد وأربيل بشأن تلك المعسكرات وبشأن وجود الحزب بشكل عام، كما دعا إلى العمل على إخراجها بأي شكل من الأشكال، ومنع فتح معسكرات له.
من جهته، حذر النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني نهرو راوندوزي من خطورة تلك المعسكرات ومن وجود تحركات للحزب في مناطق الإقليم.
وقال راوندوزي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن حزب العمال يشكل خطراً على أمن واستقرار الإقليم، من خلال تدخلاته وتحركاته في عدة مناطق، مؤكداً أنه جرت مطالبة الحكومة المركزية ووزارة الداخلية بوضع حد لهذه الأعمال.
كما أكد أنه "لا يحق لحزب العمال أن يتحرك بمناطق الإقليم وكأنها مناطق تابعة له، مهدداً الأمن فيها"، مشدداً على أن "الإقليم ضمن العراق، وأن أي مساس بالأمن داخل حدود الإقليم هو مساس بأمن الحكومة الاتحادية التي عليها أن تتحمل مسؤوليتها إزاء ذلك".
ودعا النائب حكومتي بغداد والإقليم إلى "البحث عن حلول لهذا الملف واللجوء إلى الخيارات السياسية، وحتى إذا اقتضى الأمر أن تكون الخيارات عسكرية، لمنع التأثير على أمن الإقليم والبلاد".
في السياق ذاته، نقلت وكالة أخبار "باسنيوز" الكردية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، عن السياسي الكردي مصطفى محمود قوله إن مسلحي حزب العمال الكردستاني يتورطون بعمليات تجنيد دون سن 18 عاماً ومن كلا الجنسين.
واتهم محمود الحزب بتجنيده آلاف الأطفال خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى مقتل وإصابة وفقدان المئات منهم حتى الآن، مشيراً إلى أن الحزب "يرتكب جريمة يحاسب عليها القانون الدولي"، موضحاً أن "المحاكم الدولية ستلاحق مسؤولي الحزب في المستقبل أينما كانوا"، بحسب قوله.