العراق: عملية "ثأر الشهداء" تواصل مباغتة بقايا "داعش"

23 يناير 2021
تحركات أمنية في مناطق عدة من بغداد والأنبار وديالى (الأناضول)
+ الخط -

لليوم الثاني على التوالي، تواصل القوات العراقية، العملية الأمنية التي أطلقتها رداً على الاعتداءين الانتحاريين اللذين استهدفا سوقاً شعبية وسط بغداد، أمس الأول الخميس، وأوقعا أكثر من 140 قتيلاً وجريحاً.

وأكد مسؤولون أمنيون أن العملية تعتمد على معلومات استخباراتية، أكدت أنها ستنهي تحركات بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأطلقت قوات مكافحة الإرهاب في العراق، أمس الجمعة، عملية أمنية واسعة، قالت إنها أطاحت بعدد من المطلوبين بتهم الإرهاب في كل من محافظة بغداد، منطقة باب المعظم، ومحافظة الأنبار، منطقة عامرية الفلوجة، ومحافظة كركوك

ووفقاً لمسؤول أمن عراقي بارز، فإن العملية ستتسع خلال الساعات المقبلة لتشمل مناطق جديدة، وهناك تحرك عسكري للجيش على منطقة جبال قرة جوخ وحمرين شمالي العراق، حيث يُعتقد وجود جيوب إرهابية للتنظيم. 

 وأوضح المسؤول العراقي لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مراجعة للخطط الأمنية والعسكرية، وأيضاً موضوع تحصيل المعلومات الاستخبارية، خاصة في العاصمة بغداد. وأضاف، أن "هناك تحركات في مناطق عدة من بغداد والأنبار وديالى، تهدف إلى احتواء أي تهديدات جديدة من خلال التنظيم.

من جهته، قال رئيس الجهاز، الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي، في إيجاز صحافي ليل أمس، إن" قوة من جهاز مكافحة الإرهاب ألقت القبض على أحد الإرهابيين في قضاء الطارمية شمالي بغداد، ضمن عملية ثأر الشُهداء"، مؤكداً أن "العملية لن تتوقف حتى القصاص من المتورطين ممن سهّلوا دخول الإرهابيين اللذين فجراً نفسيهما في منطقة باب الشرقي وسط بغداد". 

عضو لجنة الأمن في البرلمان السابق، حامد المطلك، انتقد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "سوء الإدارة للملف الأمني بشكل عام"، مبيناً أن "الانفلات الأمني واضح في كل محافظات العراق، وأن الملف يحتاج إلى إدارة مهنية ومشددة".

وحمّل المطلك الحكومة "مسؤولية وضع حد للانفلات الأمني بشكل عاجل، من خلال السيطرة على السلاح المنفلت، الذي يشكل خطرا كبيراً على أمن البلاد، وتنظيم عمل المؤسسات الأمنية بشكل محكم".

وأكد عضو تحالف "القوى العراقية"، نوري العبد ربه، أن "ضعف العمل الاستخباري في العراق هو الذي تسبب في الخرق الأمني في ساحة الطيران"، وقال في تصريح متلفز، "الخرق الذي وقع سببه ضعف المنظومة الاستخباراتية في البلد، ولو كان هناك عمل استخباراتي بالمستوى المطلوب، لتم تفكيك تلك الخلايا وإحباط مخططاتهم قبل أن تنفذ".

وأكد أن "هناك تدخلا سياسيا في الملف الأمني أسهم في ضعف عمل الأجهزة الأمنية، وتسبب في خلل أمني، استطاع الإرهاب أن يستغله في تنفيذ الهجوم".

ووجّه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بوضع جميع إمكانيات الدولة لمواجهة الإرهابيين، ووضع القطعات الأمنية والاستخباراتية في حالة استنفار للقصاص من المخططين لهذا الهجوم، وتكثيف الجهد الاستخباراتي للقبض على الإرهابيين، فيما أجرى تغييرات كبيرة في قيادات الأجهزة الأمنية، طاولت العديد منهم.

مليشيا كتائب "حزب الله" العراقية، هاجمت الكاظمي عقب تلك التغييرات، والتي عدّتها "تصفية حسابات"، رافضة تمريرها.

وقال المسؤول الأمني للمليشيا، أبو علي العسكري، في تغريدة له، إن "استغلال جريمة ساحة الطيران لتصفية الحسابات مع بعض القادة الأمنيين هو خسّة ونذالة، ويجب ألا يمر مرور الكرام"، مضيفاً "إن كان ولا بد فإن أول من يجب طرده هو كاظمي الغدر، ومعه شلته المتواطئة في جهاز المخابرات".

المساهمون