- البيت الأبيض يؤكد على اللقاء بين السوداني وبايدن، مشددين على التزامهم باتفاقية الإطار الاستراتيجي لتعزيز رؤية عراق آمن ومزدهر، مع توقعات بمناقشة انسحاب قوات التحالف.
- الفصائل المسلحة العراقية و"الإطار التنسيقي" لم تعلق على الزيارة، لكن هناك تأكيدات على أن الزيارة ستشمل محادثات حول إخراج القوات الأميركية، بضغط من الفصائل والجهات السياسية المرتبطة بها.
التزمت الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران، جانب الصمت إزاء زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لواشنطن، التي حُدِّدَت منتصف إبريل/ نيسان المقبل، وسط شكوك بإمكانية حسم ملف إنهاء دور التحالف الدولي في العراق خلال الزيارة، فيما أكدت مصادر عراقية أن السوداني شدّد على أولوية هذا الملف خلال زيارته المرتقبة.
وأمس الأول الجمعة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي السوداني في البيت الأبيض، في 15 إبريل/ نيسان المقبل، وأنهما سيؤكدون من جديد التزامهم اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وسيعملون على تعميق رؤيتهم المشتركة لعراق آمن وذي سيادة ومزدهر ومندمج بالكامل بالمنطقة الأوسع، بينما أكد مكتب السوداني أن الزيارة ستبحث مرحلة ما بعد التحالف الدولي، من دون توضيح أكثر.
ولم يبدُ برنامج الزيارة متطابقاً بحسب البيانين الرسميين بشأن ملف التحالف الدولي، وهو ما يعزز شكوك الفصائل بجدية واشنطن في إنهاء دور التحالف في العراق، خصوصاً أن مسؤولين أميركيين سبق أن أكدوا أن بغداد لم تطلب إنهاء دور التحالف.
وعاودت الحكومة العراقية لطمأنة تلك الفصائل إلى أن ملف إنهاء وجود التحالف سيكون ضمن محاور الزيارة، وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي، حسين علاوي، في تصريح صحافي أمس السبت، إنه "بالإضافة إلى معطيات حوارات اللجنة العسكرية العليا، فإن اللقاء المرتقب لرئيس الحكومة العراقية مع الرئيس الأميركي سيتم على أساسه تحديد جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي".
وأضاف أن "الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة العراقية والأميركية تسير في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي صوّت عليها البرلمان خلال السنوات الماضية"، مشدّداً على أن "السوداني اتخذ قراراً بإنهاء مهام التحالف الدولي، وهذا القرار جعل من اللجنة العسكرية العليا العراقية الأميركية تجري حواراً بين العراق وممثلي دول التحالف الدولي، لوضع جدول زمني، وهذه الحوارات مستمرة من قبل اللجنة وتذهب في اتجاه تقييم خطر "داعش" وقدرات القوات المسلحة العراقية، وبالمقابل ستضع جدولاً زمنياً بناءً على هذه المعطيات من جهة، وعلى أساس اللقاء بين رئيس الوزراء وبايدن".
ولم تُبدِ زعامات الفصائل المسلحة و"الإطار التنسيقي" المرتبطة بها أي موقف، ولم يصدر عنها أي تعليق بشأن الزيارة المرتقبة، إلا أن مسؤولاً حكومياً أكد لـ"العربي الجديد" أنها "مجبرة على القبول"، مبيّناً أن "التزام جانب الفصائل الصمت، جاء بعد تعهدات من السوداني بوضع ملف إخراج القوات الأميركية أولوية، في زيارته لواشنطن".
وأكد المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن الوفد المرافق للسوداني سيكون وزارياً ومحدداً، في إشارة إلى موافقة مشروطة من الخارجية الأميركية للوفد المرافق مع رئيس الوزراء العراقي.
وكان السوداني قد تلقى دعوة مماثلة لزيارة واشنطن في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي 2023، بعد مرور عام على تشكيل حكومته، إلا أنها لم تجرِ.
وتأتي الزيارة في وقت تجري فيه بغداد وواشنطن محادثات مشتركة لإخراج قوات التحالف الدولي، وقد أفضت الجولة الأولى للحوار الثنائي التي عقدت في بغداد، في 27 يناير/ كانون الثاني المنصرم، إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية، وقد بدأت اللجنة أعمالها في 11 فبراير/ شباط الماضي.
وجاءت المحادثات بسبب ضغوط تعرضت لها حكومة السوداني من قبل الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران والجهات السياسية المرتبطة بها، إذ طالبت بإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، على إثر تنفيذ واشنطن ضربات انتقامية في العراق أدت إلى اغتيال قيادات بارزة في تلك الفصائل.