العراق: جماعة "النجباء" تتهم أطرافاً سياسية بحماية الوجود الأميركي وتتعهد بمواصلة التصعيد

22 ديسمبر 2023
زعيم جماعة "النجباء" في العراق أكرم الكعبي (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

هاجم زعيم جماعة "النجباء" في العراق، أكرم الكعبي، زعامات في تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد، متهماً إياها بحماية ما وصفه بـ"الاحتلال الأميركي"، تحت غطاء سياسي، متوعداً بالاستمرار بالهجمات ضده، وذلك في موقف يؤكد اتساع حجم الخلافات بين عدد من الفصائل المسلحة والحكومة العراقية، إزاء تصعيد الأولى العسكري ضد الوجود الأميركي في العراق.

وتشهد الساحة العراقية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تصعيداً ضد الوجود الأميركي في البلاد، نفذته عدد من الفصائل المسلحة، ووسعّت أخيراً هجماتها لتشمل مواقع أميركية داخل الأراضي السورية المجاورة للعراق.

وتسعى الحكومة وأطراف في التحالف الحاكم "الإطار التنسيقي"، إلى وقف الهجمات ومنع التصعيد، خصوصاً بعد ضربات جوية عدة نفذتها واشنطن داخل العراق ضد مواقع الفصائل المسلحة وتهديدها باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر.

ووصف بيان صدر عن زعيم جماعة "النجباء" أكرم الكعبي، في ساعة متأخرة من ليل أمس الخميس، الضغوط التي تتعرض لها الفصائل العراقية بـ "الصراخ"، قائلاً: "كدنا لا نميز هل هو الاحتلال من لا يريد الرحيل أم هؤلاء البعض؟".

وتابع الكعبي موجهاً خطابه إلى الحكومة وقوى سياسية ضمن "الإطار التنسيقي": "صاروا يحمونه بقبة سياسية سرادقها الخضوع، وأعمدتها تزييف الحقائق والتضليل، ووصل بنا الحال إلى أننا لا نريد موقفهم مع المقاومة الإسلامية العراقية، بل أقلها ألا يكونوا مع صف عدو العراق وعدوكم وعدونا".

وأضاف "على كل حال، فلن تنطلي علينا حيل المحتل وألاعيبه، ولن تتوقف المقاومة العسكرية حتى إعلان النصر.. فلا توقف، ولا تهادن، ولا تراجع".

جاء ذلك عقب لقاء جمع سفيرة واشنطن لدى بغداد ألينا رومانسكي، والقائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، بزعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم في بغداد، إذ أكدت السفيرة الاتفاق مع الحكيم على "وقف الهجمات التي تستهدف المنشآت الأميركية بالعراق".

وقالت السفيرة في تدوينة على "إكس": "محادثة مهمة مع الحكيم والزائر القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، حيث اتفقنا على ضرورة وقف الهجمات على المنشآت الأميركية في العراق، وزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة، والحفاظ على السلام في أنحاء المنطقة".

ويعكس موقف جماعة "النجباء" انفرادها عن الفصائل الأخرى بلغة السلاح ضد واشنطن، وأنها أصبحت الوحيدة في الساحة.

وقال نائب في تحالف "الإطار التنسيقي"، إن "مصلحة البلد اقتضت الالتزام بما تريده الحكومة. صحيح أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني ضغط على الفصائل لوقف الهجمات، إلا أن هذا الضغط يأتي وفق رؤية شاملة لمصلحة البلد، ويجب علينا جميعاً الالتزام بذلك".

وأوضح، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "معظم الفصائل تعهدت للسوداني بعدم تنفيذ أي هجمات على المصالح الأميركية، عدا فصيلي النجباء وحزب الله العراقي"، مبيناً أنّ "الوضع حالياً يؤشر إلى انفراد النجباء وحدها بهذا الموقف، وهو موقف غير صحيح، وقد يدفع باتجاه انقسام الفصائل التي تجمعها خيمة الحشد الشعبي".

وشدد على أنه "يجب على النجباء مراجعة موقفها، وأن تكون مع الجماعة وفق رؤية سياسية تغلّب المصلحة الوطنية للبلد، وتعزز موقف الحكومة التي تعمل لمصلحة الجميع".

واختارت فصائل "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء"، و"الأوفياء"، و"الإمام علي"، الانضواء في جبهة واحدة، أطلقت عليها يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "المقاومة الإسلامية في العراق"، تبنت حتى الآن أكثر من 100 عملية ضد الوجود الأميركي في العراق والأراضي السورية المجاورة. كما أعلنت مقتل أكثر من 13 من عناصرها في ضربات أميركية متفرقة نفذت في بابل والأنبار وداخل سورية، وفقاً لبيانات صدرت عن الجماعة.