العراق: تعطل حوارات القوى المدنية الفائزة بالانتخابات

11 نوفمبر 2021
تعطلت الحوارات بسبب اتساع حدة الأزمة السياسية (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

تعطلت الحوارات التي أطلقتها قوى مدنية ومرشحون فائزون بالانتخابات العراقية للدخول بتحالف برلماني واحد، رغم عقد تلك الأطراف أكثر من اجتماع في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

ويعود ذلك إلى اتساع حدة الأزمة السياسية في العراق والتأزم الأمني بالعاصمة بغداد عقب محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، واستمرار القوى الحليفة لإيران برفضها نتائج الانتخابات النيابية.

وبحسب شخصيات مدنية بارزة، فإن الحراك كان يهدف لتشكيل محور مدني جديد داخل قبة البرلمان يضم حركة "امتداد" المدنية التي حصلت على 9 مقاعد، وحركة "جيل جديد" المدنية الكردية التي حصلت أيضا على 9 مقاعد، وكتلة "إشراقة كانون" التي حصلت على 6 مقاعد، إلى جانب نحو 15 نائباً مستقلاً.

وفي حال نجحت القوى في تشكيل المحور المدني فإن ذلك يجعلها كتلة مؤثرة على قرارات البرلمان مع وصول عدد مقاعدها إلى نحو أربعين مقعدًأ.

وقالت مصادر سياسية في قوى مدنية عراقية لـ"العربي الجديد"، إن الحراك الهادف إلى توحيد تلك القوى في جبهة واحدة توقف منذ أيام، لانتظار ما ستؤول إليه الأزمة الخاصة بنتائج الانتخابات، خاصة مع استمرار تهديد القوى المعترضة على النتائج بالتصعيد.

وأكدت المصادر أن قوى تقليدية تواصل ضغوطها على نواب مستقلين ومدنيين للانضمام إليها، مشيرة إلى أن هذه الضغوط وصلت إلى حد تقديم إغراءات بلغت 4 ملايين دولار للنائب لقاء الانضمام لبعض الكتل التقليدية التي تسعى لزيادة عدد مقاعدها للحصول على وضع تفاوضي أفضل.

لم تتفق القوى المدنية لغاية الآن على عقد أي اجتماع مرتقب أو جلسة حوارية لإنهاء التعطيل

 

وبحسب أحد المصادر، فإن "بعض النواب المستقلين وافقوا فعلا مقابل إغراءات وضغوط، لكن الأغلبية منهم رفضت هذه العروض، بالتالي فإن واحداً من أسباب تعطل الحوارات تتمحور بشأن التحديات التي يواجهها النواب".

وبين المصدر أن المستقلين لم يتوصلوا إلى استراتيجية واضحة للتعامل مع المرحلة المقبلة لغاية الآن، موضحًا أن الشخصيات والقوى المدنية تختلف بشأن التعامل السياسي في المستقبل، مشيرًا إلى أن جزءا من الاختلاف يتمحور حول "الوقوف بجانب المعارضة، أم الدخول إلى الوزارات والهيئات الحكومية ومحاولة التغيير من الداخل"، وفقًا لتعبيره.

من جانبه، بيَّن المرشح المستقل الفائز في الانتخابات الأخيرة باسم خشان لـ"العربي الجديد"، أن "المساعي مستمرة لتقريب وجهات النظر بين النواب المستقلين والكيانات المدنية الرابحة بالانتخابات، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شكل واضح للعمل على توحيدهم للمرحلة المقبلة حتى الآن، مؤكدًا أن هذا "التعطيل لا علاقة له بالمسار المدني الجديد، بل في آلية العمل".

كما أكد عدم اتفاق القوى المدنية لغاية الآن على عقد أي اجتماع مرتقب أو جلسة حوارية لإنهاء هذا التعطيل، مشيرًا إلى أن ذلك يعود إلى عدم إعلان نتائج الطعون التي قدمتها أحزاب خاسرة، إضافة لانتظار النتائج النهائية للانتخابات العراقية والمصادقة عليها".

وقال خشان إنه لا يمكن تبرير تعطل الحوارات بوجود خلافات بين القوى المدنية.

وعلى الرغم من اقتراب موعد حسم نتائج الانتخابات العراقية التي أجريت قبل أكثر من شهر، ما تزال القوى الرافضة للنتائج متمسكة بموقفها المشكك بالانتخابات والتلويح بالذهاب للطعن بشرعيتها في المحكمة الاتحادية العليا.

وانتقل خطاب القوى الرافضة للانتخابات خلال الأسبوع الماضي، من المطالبة بإعادة العدّ والفرز يدوياً في جميع المحطات الانتخابية إلى الدعوة لإعادة الانتخابات والتلويح بمقاطعة العملية السياسية من قبل قوى "الإطار التنسيقي" الذي يضم الكيانات السياسية والفصائل المسلحة المدعومة من إيران وأبرزها، "ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، تحالف "الفتح" برئاسة هادي العامري، وتيار "الحكمة" التابع لعمار الحكيم، وائتلاف "النصر" برئاسة حيدر العبادي، فضلاً عن أجنحة سياسية مرتبطة بفصائل مسلّحة مدعومة من إيران.