العراق: تسريب جديد يكشف عن جرائم خطف مرضى عقليين وافتعال هجمات وهمية من قبل مليشيا "أئمة البقيع"

18 سبتمبر 2022
تسريبات جديدة تطاول مليشيات قريبة من إيران تعمل في ديالى (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل في العراق للشهر الثاني على التوالي ما بات يُطلَق عليها محلياً "حرب التسريبات"، التي طاولت شخصيات سياسية وبرلمانية وأمنية، بالإضافة إلى زعماء مليشيات مسلحة. ونشر الصحافي العراقي المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، علي فاضل، ليلة أمس السبت، تسريباً صوتياً لعضو في مليشيات "أئمة البقيع"، إحدى الجماعات المسلحة الحليفة لإيران في العراق، وتنشط في محافظة ديالى.

وتضمّن التسريب الجديد الكشف عن جرائم وانتهاكات وعمليات ابتزاز، وخطف معوَّقين ومرضى عقليين ووضع أحزمة ناسفة ثم قتلهم وإعلان إحباط هجوم انتحاري، أو اعتقال مواطنين عاديين واعتبارهم قيادات في تنظيم "داعش"، عبر تصوير أسلحة ومتفجرات بالقرب منهم أو داخل منازلهم، فضلاً عن افتعال هجمات إرهابية على قوات الجيش في محافظة ديالى، تتولى فيما بعد المليشيات عملية التصدي لها.

التسريب الصوتي الأخير نُشر على جزأين، لشخص منشق عن هيئة "الحشد الشعبي"، ضمن مليشيات "لواء ائمة البقيع" في محافظة ديالى، يُدعى كريم صالح كريم، وهو من أهالي مدينة الناصرية (جنوباً)، أشار إلى "تورط بعض الضباط بقيادة اللواء علي فاضل عمران، قائد عمليات الجيش في ديالى"، بجانب من تلك الانتهاكات، بالاتفاق مع المليشيات ذاتها.

وكريم أكد أنه ترك العمل بالمليشيات بعدما "طلب منهم ضرب حاجز أمني تابع للجيش في جبال حمرين"، مبيّناً أنه اتصل بسعد طعيس (زعيم مليشيات أئمة البقيع) وأخبره بأن الإحداثيات التي تلقوها هي لنقطة تابعة للجيش، فرد عليه: "اضربها، ولا علاقة لك بالأمر، ولا تتدخلوا"، موضحاً أنه "تم استهداف الحاجز من قبل لواء أئمة البقيع من أجل أن يثبتوا أن الجيش غير قادر على حفظ الأمن وأن داعش ما زال موجوداً".

وأكد أن المليشيات أخذت شخصاً كان يعمل ببيع البنزين وهو مريض عقلياً و"ألبسوه الحزام الناسف وتركوه بعد حاجز إمام ويس بعدما وضعوا بيده سلاحاً وأعطوه حبوباً منومة، وقد تعرض لإطلاق نار كثيف عندما بدأ السير، وقاموا بتفجيره على أساس أنه عنصر من داعش".

وأشار إلى أن "أحد أعضاء البرلمان التي دافعت عن اللواء ودفعت 50 ألف دينار (حوالى 35 دولاراً أميركياً) لكل مقاتل من مقاتلي اللواء وعددهم 3000، أجبروها على ذلك حيث قاموا بخطف شقيقها، وهو موجود في مقر اللواء، كما قاموا بجلب ثلاثة أشخاص من بغداد وهم موجودون داخل مقر اللواء لغرض تفجيرهم في القطعات المنتشرة في المنطقة".

وتحدث التسريب عن "اجتماع عُقد يوم 2 سبتمبر/أيلول 2022 داخل لواء أئمة البقيع شارك فيه وائل الشمري قائد قوات النخبة القتالية، وقائد لواء التحدي، وسعد طعيس وسعد الشمري والسيد بشير، وأحمد علي كنعان الذي يمثل نوري المالكي، تسلموا خلاله ملياري دينار عراقي، كما أعلنوا عن تشكيلات جديدة في النخيب، قطاع ديالى وقطاع الفلوجة طريق سبع البور القديم".

وأوضح أن "هذه الوحدات ستضم 400 شخص كانوا موجودين في اللواء توجهوا إلى إيران عند فتح المنفذ في ديالى للزائرين، حيث خلا المنفذ من أي وجود أمني"، مؤكداً أن "السيد بشير هو حلقة الوصل بين العراق وإيران وليس واضحاً ما إذا كان عراقياً أو إيرانياً، وقد سمح لهم بالدخول إلى إيران حيث التحقوا بدورة تستغرق شهراً".

وأشار إلى أن فكرة الاستعانة بالمرضى العقليين "طرحها سيد أحمد، وتم بالفعل خطف 14 منهم من الشوارع، وقد تم تفجير أغلبهم على اعتبار أنهم عناصر بداعش، والباقي منهم 3 فقط"، مشيراً إلى أن "الضباط المتعاونين مع طعيس منذ 2020 منهم المقدم منير، نائب مسؤول الاستخبارات بالفرقة الأولى، يزودهم بالغطاء والعتاد، والملازم أول أحمد المنسوب إلى الفرقة الأولى، والأهم هو اللواء علي فاضل عمران قائد العمليات، هو الحامي الأول والأخير للمليشيات".

مليشيات "أئمة البقيع" عبّرت عن غضبها من تلك التسريبات، وردت في بيان، بالقول: "نستنكر المنشور المزيف والاستهانة بالحشد الشعبي وحشد أئمة البقيع الذين حرروا العراق"، مؤكدة أن "البعض يتهجمون على لوائنا، ونطالب بردع كل من يتعدى على حشدنا المقدس".

ودعت الحكومة إلى "إقامة دعوى قضائية ضد الإعلامي علي فاضل، الذي تهجم على قواتنا بتسجيلات صوتية"، مؤكدة أن "الشخص الذي يتحدث في التسريب الصوتي الذي ادعى أنه منشق عن أئمة البقيع لا يوجد له اسم لدينا ولا في حشد وزارة الدفاع".

وشددت: "لا نقبل أن يسيء أي شخص لنا ولزعيم المجاهدين سعد طعيس التميمي، ولا نقبل أن يتحدانا أي شخص وأن يتحدى لواءنا".

وكان المدون والصحافي العراقي علي فاضل، قد أنهى أواخر يوليو/تموز الماضي نشر كل التسريبات الخاصة بالمالكي، بعد نشره محضر اجتماع مسرباً كاملاً تبلغ مدته 48 دقيقة، مع عدد من قيادات وأعضاء مليشيات تطلق على نفسها "لواء أئمة البقيع"، وتنشط في محافظة ديالى الحدودية مع إيران شرقيّ العراق.

المساهمون