أظهر حراك رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد شياع السوداني، لتشكيل حكومته الجديدة وعرضها على البرلمان لنيل ثقته، انقساماً واضحاً بموقف النواب المستقلين البالغ عددهم أكثر من 40 نائباً إزاءها، فبينما بدأ البعض منهم حوارات مع السوداني ليكونوا جزءاً من حكومته، أكد آخرون توجههم نحو المعارضة والدور الرقابي.
وبدأ السوداني حراك تشكيل حكومته من خلال إجراء حوارات ومفاوضات مع الكتل والأحزاب السياسية، وسط تأكيد على الإسراع بعملية تشكيل الحكومة في القريب العاجل، لما يلاقيه السوداني من دعم سياسي كبير من كلّ الأطراف.
ويسعى السوداني لضمّ عدد من النواب المستقلين الى حكومته، وقد أجرى حوارات مع عدد منهم. ووفقاً لسياسي عراقي مطلع على سير الحوارات، فإن "المعروف عن استقلالية النواب أنها صفة غير ثابتة عن الكثير منهم، وأنهم منقسمون باتجاه الكتل السياسية، إلا البعض منهم"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، شرط عدم ذكر اسمه، أن "هذا الانقسام بدا واضحاً باتجاه حكومة السوداني".
وأشار إلى أن "بعضاً من المستقلين سيحصلون على حقائب وزارية، وسيكونون جزءاً من الإطار التنسيقي تحت مسمّى المستقلين، وهذا ما يسعى له السوداني"، في وقت أكدت مصادر سياسية مقربة من حركة "امتداد" المدنية التي تمتلك 10 مقاعد في البرلمان لـ"العربي الجديد"، قرارها عدم المشاركة في الحكومة، والاكتفاء بدور المعارضة من داخل البرلمان.
إلى ذلك، أكد النائب المستقل حسين السبعري، في تصريح لعدد من وسائل الإعلام، على هامش حضوره تسليم مهام الرئيس الجديد عبد اللطيف رشيد يوم أمس الاثنين، أن "المستقلين ذاهبون باتجاه المعارضة الإيجابية.. لا نريد تأخير العجلة في البلاد، لكننا لا ندخل بتشكيل الحكومة"، مضيفاً أن "الكثير من الكتل دخلت ضمن الحكومة، إلا أن المعارضة الإيجابية ستعمل على التقويم والتشريع ومراقبة الحكومة". وشدد على أن "المستقلين ستكون لهم بصمة حقيقية في البرلمان من خلال العمل الرقابي".
إلا أن النائب المستقل باسم خشان، أكد من جهته وجود انقسام في مواقف النواب المستقلين بشأن المشاركة بالحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني، وقال في تصريح للصحافيين في بغداد اليوم الثلاثاء، إن "هناك من يريد المشاركة عبر الحقائب الوزارية، وهناك من يريد البقاء في المعارضة البرلمانية بهدف مراقبة الأداء والعمل الحكومي".
وأضاف أن "هناك بعض النواب المستقلين بدأوا بإجراء حوارات مع رئيس الوزراء المكلف من أجل أن يكونوا جزءاً من حكومته"، معرباً عن أمله في أن "يكون تشكيل الحكومة الجديدة، وفق الأطر الصحيحة، عكس الحكومات السابقة".
أما النائب المستقل علي الساعدي، فقد أكد أن المستقلين ليس لهم موقف واضح تجاه حكومة السوداني بعد، وقال في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الثلاثاء، "ننتظر عرض الكابينة الوزارية والبرنامج الحكومي لاتخاذ موقف واضح إزاءها، وكمبدأ نحن ضد كل مسار توافقي كما كنا كمستقلين عن المكونات السابقة"، مبيناً أنه "لا يوجد لنا حتى الآن أي اتفاق سياسي مع الكتل السياسية، ولا توجد أي ضغوط من تلك الكتل علينا".
وكانت قوى سياسية عراقية، قد قدمت شروطها المطلوبة من حكومة السوداني لقاء التصويت على منحها الثقة، مؤكدة أنها أبلغت قوى "الإطار التنسيقي" أنها تسعى لأن تكون شريكة في القرار، وليس في المناصب الحكومية فقط.
من جهته، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، في تغريدة له، إن "أهم ما يجب أن يتضمنه برنامج حكومة السوداني هو خطوات عملية هدفها تحويل الوزارات من مستهلكة وخاسرة إلى منتجة ورابحة، وإيجاد فرص عمل حقيقية هدفها الإنتاج بدلاً من التعيينات الحكومية التي هي عبارة عن بطالة مقنعة، هدفها إرضاء المواطن وهدم الدولة ومؤسساتها".
اهم مايجب ان يتضمنه برنامج حكومة السوداني هو خطوات عملية هدفها تحويل الوزارات من مستهلكة وخاسرة الى منتجة ورابحة ،ايجاد فرص عمل حقيقية هدفها الانتاج بدلاً من التعيينات الحكومية التي هي عبارة عن بطالة مقنعة هدفها ارضاء المواطن وهدم الدولة ومؤسساتها .#العراق
— النائب ماجد شنكالي (@majidshingali) October 14, 2022
وكان "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، قد هاجم السبت، مساعي "الإطار التنسيقي" لتشكيل حكومة "ائتلافية مليشياوية مجربة"، بحسب تعبيره، مجدداً رفضه المشاركة فيها، ومتحدثاً عن مساعٍ لإرضاء التيار من خلال منحه مناصب في تلك الحكومة. وهذا الموقف الأول للتيار الصدري إزاء مساعي تشكيل الحكومة الجديدة، إذ كان التيار قد حدّد مطالبه بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة جديدة.